دعت سفارتا أميركا وألمانيا بتونس، رعاياهما إلى عدم زيارة مدينة القيروان خلال هذه الفترة بسبب الأجواء المشحونة وحالة التوتر التي تسود هذه المدينة التي اختارها السلفيون المتشددون لعقد ملتقاهم السنوي الثالث. وحذرت السفارتان في بيانين منفصلين نُشرا ليل الجمعة - السبت، من إمكانية حدوث مصادمات بين قوات الأمن والجيش من جهة، وتنظيم "أنصار الشريعة" السلفي الجهادي من جهة ثاني والذي يُصر على عقد ملتقاه السنوي الثالث اليوم، رغم إعلان السلطات التونسية عن قرار بمنعه. ويأتي تحذير السفارتين الأميركية والألمانية، فيما تشهد مدينة القيروان (250 كيلومترا جنوبتونس العاصمة) أجواء مشحونة، حيث دفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية كبيرة تحسباً لأي طارئ. وتزامن هذا التحذير مع إعلان وزارة الداخلية عن تمكّن الوحدات المختصة لمجابهة الإرهاب من اعتقال سلفي متشدّد في بلدة "حفوز" من محافظة القيروان، بحوزته مسدسات وذخائر حربية، ووثائق لصنع متفجرات، قالت إنه كان "يعتزم مهاجمة مقرات للأمن والجيش". وكانت وزارة الداخلية التونسية قرّرت منع تنظيم "أنصار الشريعة" المعروف بتوجهاته السلفية، من عقد ملتقاه السنوي الثالث المُقرر اليوم في مدينة القيروان، وحذّرت من أنها ستواجه بالشدة اللازمة كل من يتحدى قرارها. وأكدت في بيان وزعته مساء الجمعة، أن "كل من يتعمّد التطاول على الدولة وأجهزتها أو يسعى إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار، أو يعمد إلى التحريض على العنف والكراهية سيتحمل مسؤوليته كاملة". واتهمت تنظيم "أنصار الشريعة" بأنه يريد عقد تجمّع بالساحات العامة بمدينة القيروان على خلاف القوانين المنظمة للتجمعات ولقانون الطوارئ، وذلك في تحدّ صارخ لمؤسسات الدولة وتحريض ضدها وتهديد للأمن العام. غير أن هذا التنظيم الذي لا يُخفي ارتباطه بتنظيم "القاعدة"، تعهّد بعقد ملتقاه السنوي الثالث في مدينة القيروان، وذلك في تحد واضح لقرار وزارة الداخلية، ما ساهم في ارتفاع حدة التوتر، خاصة أن صفحات هذا التنظيم على شبكة التواصل الاجتماعي كثفت من دعوة السلفيين للذهاب إلى القيروان. كما واصلت تلك الصفحات وصف قوات الأمن والجيش ب"الطواغيت"، وقالت إن القوى الأمنية شرعت منذ مساء الجمعة في "إغلاق جميع منافذ مدينة القيروان"، ومنعت أنصار هذا التنظيم من دخولها. وتخشى الأوساط السياسية التونسية اندلاع مواجهات عنيفة بين أنصار التيار السلفي "الجهادي"، وقوات الأمن، علماً أن زعيم تنظيم "أنصار الشريعة"، سيف الله بن حسين، المعروف باسم "أبو عياض"، كان دعا أنصاره في رسالة نُشرت ليل الاثنين - الثلاثاء الماضي، إلى "الثبات"، ووصف حكام البلاد ب"الطواغيت المتسربلين بسربال الإسلام، والإسلام منهم براء".