لم تركن مجموعةٌ من نساء عنيزة للبطالة؛ وقررن الاعتماد على أنفسهن وإطلاق مطعم نسائي يحمل اسم «سنافيات»، يقوم على تجهيز الولائم للزبائن بأيدٍ سعودية فقط، وجاء الاستعداد للمشروع الذي اُفتتح أمس الأول ويُنفَّذ للمرة الأولى على مستوى منطقة القصيم بشكل مميز، من خلال الاهتمام بنظافة الموقع وتأمين كافة مستلزماته وتنظيم كيفية استقبال الطلب وتحويله إلى قسم المحاسبة، ومنه إلى المطبخ، ثم التجهيز وتسليمه للرجال عبر مكتبٍ خاص مرتبطٍ بحارس المطعم. وقد تكفلت بقص شريط الافتتاح السيدة «أم حمد» والدة مديرة المطعم، وشهد الافتتاح حضور ما يقارب 50 سيدة من ربات البيوت وسيدات الأعمال. تجديد وإبداع وذكرت مديرة المطعم أم معاذ، أنها تحب التجديد والإبداع، خاصة في المجالات النسوية، التي تعتبر محدودة في المحافظة، غير أن أغلب المشاريع النسائية منحصرة في المشاغل والمقاهي. وأضافت: «أملك فكراً تجارياً ولله الحمد، وكثيراً ما فكرت في وقت سابق في افتتاح مشروع، ولكني صبرت حتى جاء الوقت المناسب». وأشارت إلى أن الموقع نال اهتمامها الكبير من ناحية تأمينه وسلامته، من خلال توفير مستلزمات السلامة من طفايات حريق وإعداد مخارج الطوارئ. وعن العاملات، أفادت أنهن ذوات خبرة عملن في طبخ الولائم وإعداد البوفيهات في وقت سابق، وسوَّقن لأنفسهن، غير أنهن يهوين الطبخ من الأساس، ولكل واحدة منهن زبائنها، لذلك تمَّ اختبارهن وِفق تلك المؤهلات العملية التي مارسنها، مبينة أنهن متعاونات معها جداً، وثقتها فيهن شجعتها على افتتاح المشروع، خاصة أنهن مُتمكِّنات من مهنتهن تماماً، ويُجِدن الطبخ بفن وذوق وحس رائع. أصناف شعبية وعن نوع الأطباق التي يقدمها المطعم، قالت: «نحضِّر جميع الأصناف الشعبية والعربية، كما يوفر المطعم وجبة غداء تمتد حتى العصر بالإضافة إلى وجبة العشاء داخل المطعم، إضافة إلى الحلويات على أصنافها، كما أننا نجهز البوفيهات المفتوحة على أفضل مستويات». وبينت أم معاذ أن الموظفات على درجة عالية من النظافة، كما أنهن يرتدين زياً رسمياً خلال العمل. فيما أشارت إلى أن من الصعوبات التي واجهتها هي عدم استفادتها من بنك التسليف والادخار حتى الآن، رغم أنها تقدمت إليهم منذ أربع سنوات. وترى أم معاذ أن أصحاب قاعات الأفراح باتوا يفضلون الأطباق المعدة بأيدٍ نسائية عن غيرها، خاصة الأكلات الشعبية، وقالت: «في استطاعتنا تجهيز من 8 إلى 9 ذبائح في الوقت الحالي، وسنكون على استعداد أكبر وأوسع خلال الشهرين القادمين، كما أننا نطمحُ للتوسع وفتح فروع على مستوى المملكة، متى ما وجدنا الفُرص المُلائمة». نادٍ صحي تواصلنا مع بعض العاملات في المطعم، حيث ذكرت أم مشاعل، وهي خبيرةٌ في تجهيز الأكلات الشعبية، أنها سعيدة كثيراً بافتتاح المطعم، مشيرة إلى أن المكان مُهيأٌ ومُكيَّف وفيه تهويةٌ كافية، كما يوجد في المطعم نادٍ صحي خاصٌ بالعاملات كوسيلة ترفيهية نذهب إليه وقت الراحة. فيما بينت الموظفة هدى محمد، وهي مُختصة في عمل السلطات، أنها تعلمت إعداد السلطات على يد أم زوجها، كذلك تعلمت منها طريقة إعداد المرقوق والجريش والمطازيز وأنواع الشوربات. فيما ذكرت المختصة في إعداد المحاشي بدرية الرحياني، أن المطعم يسير في الاتجاه السليم وحليفه النجاح بإذن الله، لأن العاملات به يبذلن قصارى جهودهن. وبينت مختصة تجهيز الحلويات أم إبراهيم أنها مُستعدة لتقديم الدورات التدريبية للفتيات المُستجدات؛ بحيث لو وُجد نقصٌ في العاملات يكون هناك تغطية من المُتدربات. وأفادت أم ياسر- مؤلفة كتاب الطبخ الشهير «أطايب» أن الطبخ يحتاج مهارة، وقد ألَّفت كتابها وفق معايير ومقاييس عربية صحيحة؛ حيث إن المكاييل والمقاييس في الكتاب متوفرة لدى ربات المنازل، مشيرة إلى أنها بارعة في تنسيق طاولات الحفلات، وتطمح إلى تدريب المقبلات على الزواج في فنون الطبخ وإتيكيت المنزل؛ ليدخلن عالم الزوجية بكل أريحية وطمأنينة.