عزز زيادة إقبال العائلات والأسر السعودية وتزايد طلبهم على وسائل الترفيه في البحرين من زيادة الإنفاق عام 2010م إلى أكثر من خمسة مليارات ريال نظرا لتوافر عوامل الجذب السياحي المتمثلة في دور السينما والترفيه العائلي وأجواء التسوق مما حفز البحرين على إقامة المزيد من المنتجعات البحرية في البحرين لجذب المزيد من السائحين إلى البحرين. وقد أرجعت شؤون السياحة البحرينية ذلك النمو المطرد في تدفقات العائلات السعودية خلال فترة الفعاليات الفنية والترفيهية التي تشهدها البحرين لتوفر وسائل الترفيه والسينما التي يفتقدها السعوديون في بلدهم. وقال ل "الرياض" الخبير الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة إن تحليل انتقال الأموال السعودية إلى البحرين من اجل إنفاقها على وسائل الترفيه من سينما والنوادي والتسوق يجعلنا نتساءل لماذا لا نعمل على بقاء هذه الأموال داخل الاقتصاد السعودي؟ إذا ما كان السعوديون يقطعون مسافة 30 كم إلى البحرين من اجل الترفيه عن أنفسهم وأفراد عائلاتهم فلماذا لا نوفر تلك الوسائل داخل بلادنا؟. مضيفا أن تحليل نموذج المدخلات والمخرجات يوضح لنا بشكل نظري مدى تأثير مضاعف السياحة لهؤلاء السائحين السعوديين على قطاع السياحة البحرينية والاقتصاد ككل. ذاكرا بنفس الصدد أن إنفاق الفرد السعودي 30 ريالا على تذكرة السينما على سبيل المثال سوف يكون له إنفاق مضاعف يرفع من أداء القطاع السياحي من فنادق ومطاعم بمقدار 300 ريال أي أن الإنفاق سيتضاعف 30 مرة, مما يؤدي إلى انتعاش قطاع الخدمات بشكل خاص والقطاعات الأخرى بشكل عام ويعزز إجمالي الأنشطة الاقتصادية. مكملا إلى أنه قد ارتفعت نسبة إنفاق السعوديين على السياحة البحرينية من 2.250 مليار ريال في 2000م إلى 3 مليارات ريال في 2006 وحسب تقديراته الاقتصادية فسيرتفع إنفاق السعوديين إلى 4.7 مليارات ريال و5.8 مليارات ريال خلال عامي 2009م و2010م على التوالي بناء على معدل النمو المتصاعد، حيث إن نسبة السياح السعوديين من مجمل السياح لمملكة البحرين يمثل تقريبا 60 بالمائة. وأضاف انه بناء على آخر الإحصائيات التي صدرت من الجهاز المركزي للمعلومات بالبحرين فقد زار البحرين في النصف الأول من 2007 قرابة 4.8 ملايين سائح، ويتوقع أن تزداد السياحة أكثر من ذلك بكثير. وأردف إلى انه من المتوقع أن يصل عدد السائحين في عام 2007م إلى 9.6 ملايين سائح أي أن نصيب السعوديين منها 5.75 سياح في 2007م، فان من المتوقع أن يبلغ عدد السائحين السعوديين في البحرين 7 ملايين و7.7 ملايين سائح في 2009 و2010م على التوالي. مشيرا إلى أن هذا النمو في أعداد السائحين السعوديين يتزايد سنويا مع محاولة البحرين جذب المزيد من السعوديين وان تصبح مركز الجاذبية للسعوديين منتهزة غياب دور السينما والنوادي الترفيهية في السعودية من خلال إنشاء مشاريع سياحية بقيمة تزيد عن 5.250 مليارات ريال في 2008م واستمرارها في بناء المزيد من مراكز الترفيه المتلائمة مع طبيعة العائلات السعودية. وتابع إلى أن الجهود متواصلة في البحرين لتعزيز القطاع السياحي والترفيهي من خلال التوسع في بناء دور السينما ومراكز الترفيه حيث أعلنت شركة البحرين للسينما عن افتتاح مجمع سينمائي بكلفة إجمالية تصل إلى 6 ملايين دينار بحريني في 2008، وهو يعتبر أكبر مجمع سينمائي في منطقة الشرق الأوسط، على الإطلاق حيث ستحتل صالات العرض مساحة 8000 متر مربع وتتسع لحوالي 4200 مقعد. ولفت الدكتور بن جمعة إلى أن جسر الملك فهد الذي تم افتتاحه في 1986م ومن المفروض أن تتم توسعته هذا العام يلعب دورا هاما في تنشيط الحركة السياحية البحرينية حيث يشهد الجسر وبشكل يومي دخول 45 ألف مسافر يومياً ويحتل السعوديون المرتبة الأولى. واستكمل إلى أن تدفق السعوديين على مملكة البحرين يعود بالمنفعة لصالح الاقتصاد البحريني ويأتي ذالك على حساب قطاع التجزئة والخدمات في السعودية وخاصة المنطقة الشرقية التي تفقد العديد من العملاء سواء كان ذالك خلال أيام الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع. وتابع أن هناك إحصائيات للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد في 2007م توضح أن عدد السعوديين الذين قدموا إلى مملكة البحرين خلال أيام أول وثاني وثالث عيد الأضحى المبارك وحدها يقارب من 250 ألف سائح. أما في أيام عيد الفطر 2009م تشير توقعات الإدارة العامة لجسر الملك فهد إلى عبور 90 ألف سيارة في اليوم، حيث تجتذب صالات السينمائية العائلات السعودية بمختلف شرائحها، وفي حين تسجل الأيام العادية عبور 50.000 شخص في اليوم وتسجل أيام العيد أرقاما قياسية في أعداد العابرين عبر جسر الملك فهد، قد تفوق ال 200 ألف مسافر في اليوم. كما تشير أحدث إحصائيات حصلت عليها وكالة أنباء البحرين من إدارة شئون السياحة إلى أن إشغالات الفنادق من قبل العائلات الخليجية عامة والسعودية على وجه الخصوص زادت بنسبه تراوحت ما بين 10 و15 بالمائة في 2007، إذ وصلت نسبة الإشغال في عدة فنادق إلى 100 بالمائة في الوقت الذي شهدت فيه المملكة نموا خلال عام 2007 في عدد الفنادق بعد افتتاح فندقين جديدين بالإضافة إلى العديد من مشاريع الشقق الفندقية حيث وصل عدد الفنادق في المملكة إلى 106 فنادق. وبرر الدكتور بن جمعة زيادة نسبة إشغال الفنادق من قبل العائلات السعودية خاصة في فصل الصيف وتزايد طلبهم على المنتجعات بتوافر عوامل الجذب السياحي المتمثلة في الواجهة البحرية مما حفز البحرين على إقامة المزيد من المنتجعات البحرية في البحرين لجذب المزيد من السائحين إلى المملكة. وأشار إلى أن شؤون السياحة البحرينية أرجعت ذلك النمو المطرد في تدفقات العائلات السعودية خلال فترة الفعاليات الفنية والترفيهية التي تشهدها البحرين مثل إقامة الحفلات والمهرجانات إلى توفر وسائل الترفيه التي يفتقدها السعوديون في بلدهم. وتساءل الخبير الاقتصادي فهد بن جمعة في ختام حديثه قائلا هل نحن نطبق اليوم نموذج المدخلات والمخرجات في اقتصادنا وهل سنعيد صياغة استراتيجيات السياحة ونقيم كم يفقد الاقتصاد السعودي بسبب عدم توفر وسائل الترفيه المشابهة في بلدنا وعلى الطرف الآخر من ساحل الخليجي العربي. مختتما بأن الاقتصاد السعودي سيخسر كل ما تعنتنا في أنظمتنا السياحية مما يجعل صناعتنا السياحية تخسر اكبر وأصبح مضاعفها سلبيا على أداء الاقتصاد بشكل عام.