الفرق الكبيرة والعريقة لا يفرح لعودتها من يعشقها ويميل لها فقط، بل إن الفرحة والسعادة تعمان كل أرجاء الرياضة، ومن يعشق ويستمتع بفنون كرة القدم، وفريق الوحدة العائد إلى دوري المحترفين بقوة بطل ومعروف، ولا يحتاج أن يُعرَّف، فهو من ركائز كرة القدم السعودية، ومن الأساسات لها منذ عقود طويلة، إذا حضر اسم الوحدة من مكةالمكرمة، حضرت العراقة، وحضر التاريخ ليحكي قصصا لأجيال ذهبية، تعاقبت على اللعب في هذا النادي الكبير العريق، الذي لا غرابة أن يحظى بتعاطف ودعم الهيئة العامة للرياضة ممثلة في رئيس مجلس إدارتها تركي آل الشيخ، الذي جعل العودة هذه المرة غير ومختلفة، بعد أن تكفل بإحضار جهاز فني على مستوى عال، ودعم الفريق بنجوم محليين وأجانب على مستوى عال أيضا، ولم يكتف بذلك، بل حل مشكلة أزلية تتمثل في النقل، وأهدى النادي حافلة فخمة في تصميمها، تتوافق وفخامة اسم ومكانة الوحدة. في السابق، كان الوحدة يتأرجح بين الصعود والهبوط، ويقلق جماهيره؛ لأنه يصعد بإمكانات فنية متواضعة، سواء في جهازه الفني أو في محترفيه المحليين والأجانب متواضعي المستوى، لكن الصعود هذه المرة مختلف، والطموح مختلف، إذ تتجه النظرة بقوة للقب البطولة، وليس للبقاء، ولن يتكرر موضوع المعاناة في قاع الدوري، الذي ينتهي بالهبوط، فالقائد هذه المرة هو صمام الأمان، العملاق أسامة هوساوي قائد المنتخب، الذي انضم إلى الفريق بمعية نجوم لهم خبراتهم وثقلهم أمثال عبدالله الزوري وفيصل درويش وعبدالإله العمري ووليد باخشوين وصالح العمري، بجانب المحترفين الأجانب الجدد. الوحدة في الموسم الجديد لن يكون استراحة ولقمة سائغة للفرق الكبيرة، وستراه الجماهير مختلفا، يجعل جماهيره في مكةالمكرمة تعود وتملأ المدرجات، وتطرب بأهازيجها الجميلة بقيادة عاطي الموركي، وستكون الجماهير أيضا على موعد مع بروز مواهب جديدة، نعيد ذكريات ناصر الشمراني وعيسى المحياني ومختار فلاته ومهند عسيري وأبناء الموسى.