يواصل مدرب الاتفاق الوطني سعد الشهري رحلة نجاحه كمدرب طموح، بتميزه اللافت في قيادة الفريق في الدوري السعودي حتى الآن، منذ تسلمه الدفة الفنية، بعد أن كان يصارع البقاء في المراكز المتأخرة من الدوري بسبب سلسلة الخسائر التي كادت أن تعصف بالفريق وتهدده بالهبوط للمرة الثانية في تاريخه إلى دوري أندية الدرجة الأولى. الإدارة اتخذت قراراً حاسماً بإسناد تدريب الفريق الأول لكرة القدم للشهري، بعد أن تعاقدت معه في البداية لتدريب الفريق الأولمبي في النادي، وبعد أن أغلقت الإدارة صفحة المدرب الصربي ميودراج بيتش، واتخاذ القرار بإنهاء ارتباطها به، إثر النتائج السلبية للفريق، وتراجعه للمركز ال13، وقبل الأخير في الدوري السعودي للمحترفين، تزامناً مع نهاية منافسات الدور الأول، وهي الثقة الكبيرة التي كان الشهري في محلها، واستطاع في مدة حرجة من عمر الموسم من تغيير جلد الفريق، والدفع بعناصر شابة أخذت مكانها في خارطة "فارس الدهناء"، وقدمت مستويات مميزة ساهمت في تقدم نتائج الفريق وتماسكه في الكثير من المواجهات، على الرغم من نقص الخبرة، إلا أن الدعم الشرفي والإداري للجهاز الفني بقيادة الشهري دفع الاتفاق لاستعادة نغمة الانتصارات، على الرغم من أن الدقائق الأخيرة في مواجهات عدة أحبطت الفريق، إلا أن الطموحات العالية كانت سبيلاً للظفر بالمزيد من النقاط، وعدم التوقف في محطة واحدة. الإنجازات التي حققها الشهري مع المنتخب السعودي للشباب، وصولاً إلى الحضور في مونديال كوريا الجنوبية في العام الماضي، ومن ثم مواصلة تألقه مع الاتفاق من دون التأثر بإبعاده عن تدريب المنتخب الأولمبي في المرحلة التالية، أثبت كفاءة المدرب السعودي متى ما وجد الثقة والدعم وتخلص من عقدة مدرب الطوارئ، مقارنة بالكثير من المدربين العرب والأجانب الذين ينتهي بهم المطاف للحصول على الشروط الجزائية، في عقودهم قبل أن يرحلوا باتجاه تجارب أخرى مع أندية محلية أو خليجية، في حلقة مفرغة حجبت الفرص المتاحة أمام حضور المدربين الوطنيين. سعد المولود 1977م، بدأ مشواره كلاعب في كل الفئات السنية في الاتفاق ولعب لدرجتي الناشئين والشباب ومن ثم تم تصعيده للفريق الأول، لينتقل إلى النصر وهو مازال في سن ال20 عامًا وبقي معه لأربعة مواسم، لكن زيادة الإصابات لم تساعده على تقديم مستواه الطبيعي، ليعود بعدها إلى القادسية وبعدها خاض عددًا من التجارب في أندية الدرجة الثالثة أبرزها في الجبيل والثقبة حتى اعتزاله لعب كرة القدم، كما لعب للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية، وتولى مهمة القائد لمنتخب السعودية للشباب في كأس العالم 1999بنيجيريا. بعد ابتعاده عن كرة القدم كلاعب دخل عالم التدريب عن طريق منتخب تعليم المنطقة الشرقية في موسم 2008، وقاده للفوز ببطولة المناطق، ثم تولى الإشراف على القادسية للناشئين وقاده إلى الصعود إلى الدوري الممتاز، وبعدها تسلّم مقاليد الإدارة الفنية لفريق الشباب بالقادسية الذي حقق معه لقب الدوري لأول مرة في تاريخ النادي، وانتقل الشهري بعد ذلك إلى المنتخب السعودي للشباب مساعد مدرب، قبل العودة من جديد إلى الأندية وتحديدًا النصر إذ استلم تدريب فريق الشباب بالنادي، قبل أن يحط رحاله على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي الشاب، ويساهم في وصوله إلى نهائي البطولة الآسيوية وإلى مونديال كأس العالم للشباب كوريا الجنوبية 2017، ومن ثم العودة مجدداً إلى ناديه السابق الاتفاق، مدرباً لدرجة الأولمبي ثم للفريق الأول في النادي.