وقعت سوريا والاممالمتحدة اتفاقا مبدئيا هذا الاسبوع يحدد مسؤوليات الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة للحفاظ على وقف اطلاق النار الذي يشرف عليه مراقبون من الاممالمتحدة بعد 13 شهرا من اراقة الدماء. ومن أبرز الاتفاق الذي وقع بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة هي وقف العنف المسلح بكل اشكاله واستكمال انسحاب كل تجمعات من كلا الطرفين وضمان سلامة كل موظفي الاممالمتحدة «دون المساس بحرية كل الموظفين في الحركة» و»السماح بالوصول بلا عائق لعمال الاغاثة الانسانية إلى كل السكان الذين يحتاجون للمساعدة.» والسماح «بوصول موظفي الاممالمتحدة دون عوائق إلى اي منشأة أو موقع أو فرد أو جماعة تعتبر ذات صلة.» ميدانيا تظاهر آلاف السوريين في انحاء سوريا امس الجمعة تحت شعار «سننتصر ويهزم الاسد», مطالبين بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد, حسبما ذكر ناشطون. وخرجت الاحتجاجات في العاصمة دمشق وحمص وحماة ودرعا والعديد من المناطق رغم القمع الدموي الذين يمارسه نظام الأسد. وقتل اكثر من 30 سورياً في انحاء البلاد امس برصاص القوات السورية, وفق ما افادت لجان التنسيق السورية. وفي حمص, واصلت القوات السورية القصف المكثف على احياء المدينة امس وسمع دوي انفجارات قوية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه سمع دوي انفجارات شديدة في حي الخالدية بمحافظة حمص وسط سورية صباح امس. وأفاد المرصد، أن تلك الانفجارات تتزامن مع قصف بقذائف الهاون يتعرض له الحي منذ صباح امس بمعدل قذيفة كل خمس دقائق. وأضاف أن أصوات اطلاق رصاص كثيف وانفجارات سمعت في مدينة القصير بحمص بالاضافة لى أصوات انفجارات في حي الحميدية بحمص أيضا. الى ذلك, قتل خمسة عشر من عناصر أمن سوريين الجمعة في انفجار عبوة ناسفة زرعتها «مجموعة مسلحة»، حسبما افاد التلفزيون الرسمي السوري. وكتب التلفزيون في شريط اخباري «مجموعة مسلحة تفجر عبوة ناسفة تزن نحو 100 كلغ في سحم الجولان ما أدى الى مقتل خمسة عشرمن قوات حفظ النظام». من جهة اخرى, دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي الى الموافقة بسرعة على ارسال بعثة موسعة لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا، لكنه اكد في الوقت نفسه ان «هذا القرار لا يخلو من المخاطر». الا ان الولاياتالمتحدة وحليفاتها قالت: انه على سوريا السماح للمراقبين الموجودين حاليا على اراضيها بالتحرك بحرية في المدن «الساخنة» قبل ان يسمح المجلس بإرسال مزيد من المراقبين. وقال الامين العام للمنظمة الدولية ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يوقف العنف ولا يمتثل لمبادرة المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان. الا ان بان كي مون دعا مجلس الامن الى «تحرك سريع» بارسال 300 مراقب غير مسلحين الى سوريا لرصد وقف القتال الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل. وقال المتحدث باسم وسيط السلام الدولي كوفي عنان امس الجمعة: إنه سيتم نشر فريق المراقبين الطليعي الكامل المكون من 30 فردا في سوريا خلال أسبوع وإن الاستعدادات تجري لإرسال ما يصل إلى 300 مراقب يتوقع أن يوافق مجلس الامن على نشرهم في الأيام القادمة. تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس الجمعة بتقديم مساعدات إنسانية إضافية للشعب السوري قدرها ثمانية ملايين دولار. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: إنه بهذا المبلغ الذي أعلن عنه في جنيف يكون إجمالي المساعدات الأمريكية الممنوحة لضحايا العنف في سورية قد بلغ 33 مليون دولار. وسيتم صرف المبلغ من خلال وكالات المساعدات الأمريكية والمنظمات غيرالحكومية الكبرى للاجئين السوريين في الدول المجاورة وللمشردين في داخل سورية الذين يمكن الوصول اليهم عبر تلك المنظمات. من ناحيتهم, أفادت مصادر دبلوماسية امس الجمعة عن اعداد الاتحاد الاوروبي سلسلة العقوبات ال14 ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتشمل قيودا على الصادرات الى سوريا من المنتجات الفاخرة والمعدات التي قد تستخدم في اطار القمع. وتهدف السلسلة الجديدة الى منع صادرات المنتجات الفاخرة الى سوريا وتوسيع لائحة المعدات التي قد تستخدم في قمع المعارضة داخليا او تساهم في صنع مواد مماثلة بحسب المصدر. وكان الوزراء الاوروبيون شددوا الخناق في لقائهم الاخير قبل شهر على الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه ففرضوا عقوبات على زوجته أسماء وثلاثة افراد من عائلته من بينهم والدته. وتستهدف العقوبات الاوروبية 126 شخصا و41 شركة. وتستهدف العقوبات الاوروبية خصوصا البنك المركزي وتجارة المعادن والشحن الجوي.