صرح رئيس جهاز الامن في أوكرانيا بأن بلاده تستعد لخطط سحب قواتها ورعاياها من شبه جزيرة القرم. وقال اندري باروبي إن الهدف الرئيسي هو نقل القوات والأسر الاوكرانية ب "أسرع الطرق وأكثرها كفاءة". وأضاف في مؤتمر صحفي "نطور في الوقت الحالي خطة قد تمكننا من سحب عناصر الجيش وأسرهم لينتقلوا إلى الأراضي الاوكرانية في أسرع وقت ممكن وبأكثر الطرق فعالية". وأشار المسؤول الاوكراني رفيع المستوى إلى ان السلطات الأوكرانية تجهز لنظام يحتم على المواطنيين الروسيين عدم دخول البلاد إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول. وأكد باروبي أن بلاده ستنسحب أيضا من رابطة الدول المستقلة (CIS) التي تقودها موسكو مضيفا ان الجيش الاوكراني يستعد ايضا إلى اجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة. كانت القوات الموالية لروسيا احكمت السيطرة في وقت سابق على موقعين عسكريين للبحرية. ودارت اشتباكات مسلحة في قاعدة عسكرية بمدينة سيمفيروبول، عاصمة القرم، قتل فيها فيها جندي أوكراني وأصيب فيها آخر، بحسب ما أعلنه الجيش الأوكراني. وكانت الواقعة هي الأولى منذ إحكام القوات الروسية سيطرتها على شبه الجزيرة التي صوتت بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام لروسيا. وصرح رئيس الوزراء الأوكراني، ارسيني يتسانيوك، بأن النزاع في القرم بلغ مرحلة الصراع العسكري، واصفا الهجوم على القاعدة العسكرية ب"جريمة حرب". وأكد المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، على أن موسكو ليس لديها رغبة في التدخل عسكريا في أي مناطق أخرى في أوكرانيا. لكن بيسكوف أكد ل"بي بي سي" على أن بلاده ستعمد إلى سبل أخرى لحماية الروس في أوكرانيا. وقال: "بالتأكيد لا نتحدث عن إجراءات عسكرية في المناطق شرقي أوكرانيا. لكن روسيا ستفعل كل ما يمكن – من خلال كافة الوسائل القانونية وبما يتماشى مع القانون الدولي – من أجل حماية ومساعدة الروس الذين يعيشون في شرقي أوكرانيا." يأتي هذا فيما اتهمت روسياالولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الأوروبي بانتهاك الاتفاقات الامنية الموقعة في العاصمة المجرية عام 1994 والتى تنص على احترام سيادة واستقلال أوكرانيا. وقال بيان للخارجية الروسية إن أمريكا والعالم الغربي دعموا "انقلابا" على الرئيس الاوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي وهو ما يشكل انتهاكا لبنود الاتفاق الأمني السابق. وقال البيان إن تلك الممارسات الغربية تتناقض مع التعهدات التى قدمتها الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا مقابل قيام أوكرانيا بالتخلي عن ترسانتها النووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. من جانبه رد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على الاتهامات الروسية بالتأكيد على أن موسكو هي التى خرقت بنود اتفاق بودابست والذي وقعته روسيا أيضا ويتضمن احترام الحدود الاوكرانية القائمة وقتها. اقتحام استفتاء القرم جرى بتوافق كامل مع الاجراءات الديمقراطية والمعايير القضائية الدولية. لمسألة القرم اهمية حيوية وتاريخية بالنسبة لنا. شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا. ستستخدم في القرم ثلاث لغات بشكل متكافئ، الروسية والاوكرانية والتتارية. العلاقات مع الشعب الأوكراني الشقيق ستتمتع دائما باهمية خاصة بالنسبة لروسيا. ما تسمى بالسلطات الأوكرانية دبرت انقلابا، وهي مستعدة لعمل أي شيء من اجل الامساك بالسلطة. السلطات الأوكرانية استخدمت الارهاب والقتل لتمرير انقلابها. حكام أوكرانيا الجدد عبارة عن قوميين متطرفين ونازيين جدد ومعادين للسامية ومعادين لروسيا. حكام اوكرانيا الجدد انتهكوا حقوق الاقليات في أوكرانيا بنقضهم قانون اللغات. قرار الزعيم السوفييتي السابق نيكيتا خروشوف باهداء شبه جزيرة القرم لأوكرانيا (في 1954) كان مليئا بالمغالطات. نشكر الصين على دعمها موقفنا من القرم. سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية تعتمد على "حق القوة" وليس القانون الدولي. ان شركاءنا الدوليين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة يفضلون الا يمتثلوا للقانون الدولي في سياساتهم بل لقانون المسدس. انهم اصبحوا يؤمنون بأنهم مستثنون من القوانين واللوائح التي تحكم باقي البشر، وانهم المختارون الذين بامكانهم تقرير مصير العالم وانهم وحدهم على حق. روسيا لا تريد التقسيم لأوكرانيا. روسيا لا تسعى لمواجهة مع الغرب، ولكنها ستدافع عن مصالحها. روسيا تعتبر محاولات الغرب لارهابها عن طريق العقوبات عدوانا، وسترد. الغرب "عبر خطا احمر" بتصرفه ازاء روسيا، ويحاول دفعها الى زاوية. في هذه الاثناء قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن رجالا ملثمين اقتحموا القاعدة البحرية الأوكرانية في ميناء سباستوبول في شبه جزيرة القرم والتى تضم مقر قيادة الاسطول الأوكراني. وقد رفع الملثمون العلم الروسي فوق المبنى ، فيما أشارت تقارير إلى أن عدد المهاجمين يبلغ مئتي شخص، بينهم عدد من النساء. من جانبه أعلن رئيس الحكومة في شبه جزيرة القرم أنه لن يسمح للمسؤولين الاوكرانيين بالدخول إلى الإقليم. وقال سيرجي أكسيونوف إن هؤلاء المسؤولين الكبار أرسلتهم كييف "غير مرغوب في وجودهم" في القرم وسيتم إعادتهم إلى كييف مرة اخرى. ويأتي ذلك بعدما أصدر رئيس الوزراء الإنتقالي في أوكرانيا قرارا بإيفاد كل من القائم بأعمال وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء إلى القرم سعيا لحل الازمة. في الوقت نفسه قالت وكالة الانباء الرسمية في روسيا إنترفاكس إن القوات الجوية الروسية بدأت مناورات عسكرية في المنطقة العسكرية الغربية. وأضافت الوكالة أن المناورات تشمل المقاتلات وقاذفات القنابل وتركز بشكل رئيسي على منطقة شمال غرب روسيا الاتحادية. سياسيا انتقدت موسكو ما قالت إنه منع الاتحاد الأوروبي زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي. وقالت موسكو إن الاتحاد الاوروبي لايريد أن يعرف حقيقة ما يجري في أوكرانيا. واكد مسؤول في الخارجية الروسية أن رومبوي تطوع لزيارة موسكو للتعرف على وجهة نظرها في ضم القرم لكن مسؤولين أخرين في الاتحاد الاوروبي "منعوه من ذلك". لكن مسؤولا في الاتحاد الاوروبي نفي أن يكون رومبوي قد انتوى زيارة موسكو رغم أن وكالات الانباء الروسية أعلنت أنه سيصل موسكو الاربعاء. "عواقب" وكانت روسيا قد وصفت العقوبات الغربية عليها بسبب النزاع بشأن شبه جزيرة القرم بأنها غير مقبولة، وهددت ب"عواقب" لفرض هذه العقوبات. ووجه سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي التحذير خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري. وأكد لافروف على أن العقوبات الغربية "لن تظل دون تداعيات". وجاء التحذير بعد ساعات من توقيع الزعماء الروس على معاهدة بشأن انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا. وطالب نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالوقوف سويا، وذلك عقب إعلان موسكو الاتفاق مع السلطات المحلية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية على انضمامها إلى روسيا الاتحادية. وأكد بايدن – خلال زيارته العاصمة البولندية وارسو – على أن واشنطن تدرس الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لطمأنة حلفائها في الناتو. وتوعد موسكو بفرض المزيد من العقوبات عليها جراء تدخلها في القرم و"الاستيلاء على الأراضي والاعتداء المستمر على السيادة الأوكرانية". ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدول الأعضاء في "مجموعة السبع" إلى الاجتماع في لاهاي لبحث الأزمة الأوكرانية الأسبوع المقبل. ويرفض الاتحاد الأوروبي أيضا الاعتراف بما يصفه "استفتاء غير قانوني" بشأن انضمام القرم لروسيا أجرته السلطات المحلية الموالية لموسكو في القرم الأحد الماضي. لكن بوتين أكد أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، مضيفا أن روسيا لا تسعى الى الدخول في مواجهة مع الغرب، ولكنها تدافع عن مصالحها.