سعد بن جمهور السهيمي لا شك أن بركة ماء زمزم مؤكدة، وأن الشفاء لمن استخدمه متحقق - بإذن الله - مصداقا لحديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو النبي الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى (فعن جابر - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم: «ماء زمزم لما شرب له»، ويضيف ابن عباس - رضي الله عنهما - في روايته الحديث: «ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تشتفي به شفاك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل» - رواه ابن ماجه في سننه كتاب المناسك)، ويروى عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - أنها كانت تحمل من ماء زمزم كلما زارت مكةالمكرمة، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحمل منه كذلك ليسقي المرضى، ويصب على أجزاء أجسادهم المصابة فيشفون، وتشفى أجسادهم - بإذن الله - وذكر ابن القيم (رحمه الله) في كتابه (زاد المعاد): «وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرئت - بإذن الله - وشاهدت من يتغذى به الأيام ذاوات العدد قريباً من نصف الشهر أو أكثر، ولا يجد جوعاً، وذلك تصديق لوصف المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لهذا الماء المبارك بقوله: «فيه طعام طعم وشفاء سقم». وقد أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت على ماء بئر زمزم أنه ماء متميز فى صفاته الطبيعية والكيميائية. وقبل أيام حملت لنا الأنباء شفاء بصر كفيف بعد صراع دام أربع سنوات، وقد نشر حوار معه في إحدى الصحف يؤكد أن الله منَّ عليه بالشفاء نتيجة استخدامه لماء زمزم وشربه لمائه والاغتسال به، وقال: إنه كاد ينتحر بعد إصابته بالعمى، ووصل لمرحلة اليأس لولا أنه لجأ إلى الله طالبا الشفاء فأهداه الله إلى الذهاب لمكة، وداوم على شرب ماء زمزم والاغتسال منه حتى شفى الله له بصره، وأصبح يرى بفضل الله - جل وعلا. وهذا الدكتور فاروق عنتر يقول لقد أصبت منذ سنوات بحصاة في الحالب، وقرر الأطباء استحالة إخراجها إلا بعملية جراحية، ولكنني أجلت إجراء العلمية مرتين.. ثم فكرت في أن أؤدي عمرة، وأسأل الله أن يمن علي بنعمة الشفاء وإخراج هذه الحصاة بدون جراحة؟ وبالفعل سافر الدكتور فاروق إلى مكة، وأدى العمرة وشرب من ماء زمزم، وقبل الحجر الأسود، ثم صلى ركعتين قبل خروجه من الحرم، فأحس بشيء يخزه في الحالب، فأسرع إلى دورة المياه، فإذا بالمعجزة تحدث، وتخرج الحصاة الكبيرة، ويشفى دون أن يدخل غرفة العمليات . لقد كان خروج هذه الحصاة مفاجأة له وللأطباء الذين كانوا يقومون على علاجه، ويتابعون حالته (المصدر: «الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية»)، ومثل هذه الأمور والقصص من الطبيعي أن تحدث لأن الشافي هو الله، ولأن البركة في ماء زمزم الذي جعل الله فيه الشفاء لم شرب له، فعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب التي لا تنافي التوكل على الله، ويراجع الأطباء والمستشفيات، ويستعين بماء زمزم إذا تيسر له ذلك، وليكن عندنا يقين دوما أن الشفاء بيد الله متى أراد شفى من يشاء من عباده.