جاء في كتاب نشر الأنفاس في فضائل زمزم وسقاية العباس لمؤلفه خليفة بن أبي فرج الزمزمي الشافعي الذي صدر عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي وهو من دراسة وتحقيق الدكتور عبد الرحمن المزيني، جاء في الكتاب عن فضائل ماء زمزم الذي يرتوي منه الوفد في هذه الأيام وهو الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه طعام طعم وشفاء سقم وأنه ماء مبارك كما ورد في صحيح مسلم أن لزمزم عدة أسماء تدل على شرف المسمى فهي زمزم وبشرى وسقيا وراوية وبرة وسالمة وعاصمة وعافية وكافية ومباركة ومغذية وميمونة وطاهرة وكرامة وطيبة وركضة جبريل وغيرها من الأسماء الكريمة، وأن لزمزم ثلاثة مصادر تغذيها، المصدر الأول: يتفجر من جهة الحجر الأسود الذي يقال إنه حجر من حجارة الجنة، والمصدر الثاني: من جهة الصفا وجبل قبيس. والمصدر الثالث: من جهة المروة. وفاضل علماء السيرة بين زمزم وماء الكوثر الذي في الجنة، فقال بعضهم: إنها أفضل من ماء الكوثر لأن قلب النبي صلى الله عليه وسلم غسل بها عندما شق صدره وهو غلام وكانت الملائكة بأمر ربها قد فعلت ذلك وكانت تستطيع غسله بماء الكوثر وهو متاح ولكنها غسلت قلبه الشريف بماء زمزم الطاهر المبارك. ومن فضائل زمزم أنه لما شرب له، فكان بعض العلماء والحجاج إذا شربوا منه جعلوا نيتهم من شربه قضاء حاجة لهم من حوائج الدنيا فيحقق الله لهم ما أضمروا عليه النية من شربهم لماء زمزم. ومن ذلك أن الخطيب الحافظ أبا بكر البغدادي لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث مرات وسأل الله تعالى ثلاث حاجات الأولى أن يحدث الناس عن تاريخ بغداد وهو بها مقيم، وأن يملي الحديث وهو قائم بجامع المنصور، وأن يدفن إذا مات عند بشر الحافي فقضى الله له ذلك، وجاء رجل إلى ابن عيينه فقال له: يا أبا محمد.. ألستم تزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ماء زمزم لما شرب له. قال: بلى، فقال الرجل: فإني قد شربته لتحدثني بمائتي حديث، قال: اقعد فحدثه بها! وذكر الفاسي في (شفاء الغرام) أن أحد خدم الحرم المكي الشريف اسمه أحمد بن عبد الله الشريفي شرب ماء زمزم لشفاء من مرض في عينيه جعله على خطر من العمى فشفي من مرضه بإذن الله تعالى، وأصيب رجل آخر بماء في عينيه حتى لم يعد يبصر فشرب ماء زمزم وأدخل منه في عينه فبرئت من ذلك العارض.. وأختتم مقالي الذي نقلت فيه بعض أفضال زمزم بقول شاعر مصري استغنى بماء زمزم عن ماء النيل حيث قال: بالله قولوا لنيل مصر بأنني عنه في غناء بزمزم العذب عند بيت بمكة الخير والوفاء