حضرت إفتتاح فعاليات المؤتمر الخليجي لطلاب وطالبات الطب وهم من الذين تنتظرهم الأمة الخليجية ليحملوا على عاتقهم مهام جسيمة , ومهنتهم من أهم المهن على وجه الأرض ، كلنا طموح وأمل ورغبة في أن تنجح هذة التظاهرة العلمية التي تنظمها جامعة الملك عبدالعزيز. هذا الملتقى شارك في تنظيمه مجموعة شابة من أطباء وطبيبات الإمتياز برفقة طلاب وطالبات الطب وحتى القادمين من مختلف جامعات المملكة من نفس الشرائح ، تناولت أطراف الحديث مع مجموعة من حضور المؤتمر خصوصا إخواننا في دول الخليج الذين أعربوا عن استيائهم واستغرابهم من الصورة الباهته لطبيب الإمتياز التي يستمر عرضها في مسلسل 37 والذي تعرضه إحدى القنوات الفضائية. صورة طبيب الإمتياز السعودي .. الهزيل ذلك الطبيب الوجل المرتبك المتطفل الذي تملأ عيناه نظرات (العبط) و (الغزل) .. ويتحدث بشكل أقرب الي (السُكر) منه الي الصحو بطريقة (الأبله) التي يتقنها كبيرهم في المسلسل في كل أدواره ابدءا من محيميد مرورا بهيجاء ونهاية بفؤاد ، وأعذروني لذكر هذة المسميات لأنها تمثل تاريخ كبيرهم بالفعل. الطبيب الذي يثقفون الناس عن مهامه المزعومة مثل دفع الأسرة والعربات وحمل هاتف الاستشاري والعديد من المواقف المقدمة بطريقة مشينة والتي لا تمت للواقع بصلة ولا تعني إلا كوميديا (الإستفراغ) الفني. أين المدافعين عن حقوق المرأة السعودية الذين يملأون الدنيا صراخاً لقضايا معينة على (مزاجهم) ، مالهم لا يكترثون للمئات من طبيبات الإمتياز (سنوياً) اللاتي يكافحن ظروف التعليم والمجتمع والمواصلات وغيرها من المعوقات وينذرن أنفسهن لخدمة المرضى والوطن ،ولماذا يتركن ليرسخ (الدخلاء) بأدواتهم الإعلامية صورة فتاة سطحية سخيفة (تمدد) لبانها وتلوي (فكها) وتنشغل بأظافرها وخدودها عن المرضى وتكمش عقلها ببساطة أمام تصرفات الآخرين ممن يتطفلون عليها..!! ، تخيلوا نظرة المريض والذي تاهت به السبل بسبب الطرح الإعلامي من (بعض) الجهات والتي يبدو أنها تتقاسم المهام ، جهة لا تعرف من الطب إلا الأخطاء الطبية وتفرد لها مساحات بطرح أقرب الي صحف الفضائح ولا تقدم نقد أو حتى حلول ولا حتى أدنى فهم للفرق بين الخطأ الطبي والمضاعفات العلاجية . وجهة تتصدى لتشويه صورة الأطباء وأخرى تطعن في كل ما يمس الصحة ، كل شيء لا يعجبهم .. وعندما يمرض أحدهم تجده يهب فزعاً و يتناول أقرب هاتف يبحث عن من شتمهم ليعالجوه. مشكلتي ليست مع الذين لا يعقلون فقط بل مع الذين يدعون أنهم أصحاب رأي وأهداف سامية من هذا الطرح وهم لا يملكون أقل القليل من المعلومة الطبية أو حتى النظامية ليخوضوا مع الخائضين بجهلهم ويختلط حابلهم بنابلهم. في هذا المسلسل (37 ) لم أجد مواهب سوى في إستعراض الأجساد والعضلات والماكياج للدرجة التي أصبح من الممكن أن نفهم أنهم يدارون بالريموت كنترول لأجل تحقيق أهداف لا تخدم الوطن بل تنقض كل قواعد الوطنية بإعتبار أن الوطن يدفع المليارات لتقديم خدمات طبية وتوعوية للمرضى على أيدي هولاء الأطباء والذي يأتي مثل هذا المسلسل ليجعلهم مجرد (دلوخ) لا يعتد بما يقدمونه ويفقدون ثقة المريض الذي أفضل من يثقفه هم هذة الفئة الشابة والنشيطة والتي تملك الوقت والحماس. في حلقة أرادوا منها تحدي وجهات النظر الأخرى ولكنها في رأيي رسخت فكرة إنحطاط فني يمارسه هولاء حيث عبرت إحدى الممثلات بدور طبيبة وبسخرية أن ما يقدم في مسلسلهم هو مجرد (حركات مبزرة) فيما رأى أخر أن مايقدم هو مجرد تبول ليلي لا إرادي ويصر المؤلف على أن مايقدمه هو صورة عادلة وهو محق أنه يقدم صورة عادلة (لمستوى السخف) الذي يعانيه طاقم العمل الذي يلهث خلف المال على دابة الإساءة للآخرين ولنفترض جدلاً وجود ممارسات فردية شخصية من بعض هولاء .. على الرغم من أني على مدى خمس سنوات وأعمل بشكل مباشر مع اطباء وطبيبات الإمتياز وأتواصل بشكل دائم معهم وحتى مع طلاب وطالبات المراحل المتقدمة من السنة الخامسة والسادسة لم ألحظ مبالغات المسلسل والتي تجعلهم أشبه ب (الأغبياء) أعتقد أنه يجب ان يتم القيام بحملة إعلامية مكثفة من قبل الأطباء لإيقاف عرض هذا المسلسل لما فيه من تأثير سئ على علاقة الطبيب بالمريض خصوصا وأنها تنطلق من مبالغة وإفتراء في غالبية ما يطرح. ويتم رفعها لمعالي وزير الإعلام ليتخذ القرار المناسب. وأتمنى أن لا يتهم أحد الأطباء بالرجعية وتكميم الأفواه وعدم تقبل وجهة النظر لأن مايطرح هو إسفاف وسخف وليس وجهة نظر بالإضافة الي أنه من أبسط حقوق الأطباء والطبيبات هو الحفاظ على سمعة المهنة ومنتسبيها ولأن المواطن البسيط من أكثر المتضررين لأنه لن يستيطع أن يميز ما يطرحه مثل هذا الطرح الإعلامي عندما يكون في حاجة للعلاج او في حالة يرثى لها وسيلجأ للدجالين والمشعوذين و يتمرخ بخلطاتهم لأنه بكل بساطة لا يوجد مسلسل أو طرح إعلامي جرئ أو مستمر لإيقاف هذة المهازل. وسأذكر من يعارض الفكرة بإيقاف برنامج رياضي لمخالفته توجهات وطنية كما قيل ..و إيقاف مسلسل لإثارة النعرات الطائفية والقبلية .. و إيقاف حلقات من المؤسسة ذاتها وتنال من منتسبي قطاعات حكومية مثل التعليم والهيئة والرياضة. ماذا لو ، ولماذا: ماذا لو قام مجموعة من الأطباء في مناسبة بتقديم صورة (عادلة) عن الممثلين أياهم من خلال عمل مسرحي أو سينمائي.. أظنكم تعرفون ردة فعلهم؟؟؟ لماذا عندما يطرح الممثلين قضاياهم لا يطرحون إلا حاجتهم للمزيد من المال والحرية في الشتم والتطاول على الاخرين.. ويدعون دائماً طرحهم لما يدور في المجتمع .. لماذا لا يطرحون ما نسمعه (ويتداوله الناس) عن وسطهم ولو بشكل مبسط .. أم أنهم ليسوا من المجتمع وجاءوا من كوكب أخر !! خاتمة : إحتفظ بمخاوفك لنفسك ، وأشرك سواك بشجاعتك. --------------------- *رئيس تحرير صحيفة عناية الصحية الإلكترونية هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته