تحتفي جمعية الأطفال المعوقين، الاثنين القادم ، وعلى مدى ثلاثة أيام ، باليوم العالمي للإعاقة الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، وذلك بإقامة العديد من البرامج والأنشطة العلمية ، والثقافية ، والتوعوية ، والتدريبية، والترفيهية، بمشاركة عدد من العلماء من داخل المملكة وخارجها، والمهتمين والعاملين في مجال الإعاقة ، والمعوقين وذويهم . وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين " إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله ، كانا وراء النقلة النوعية التي تعيشها قضية الإعاقة والمعوقين في بلادنا". ونوه سموه بإصدار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله العديد من الأوامر السامية التي أثمرت في تقديم الدعم المادي والمعنوي للجمعية ومشروعاتها ولقضية الإعاقة والمعوقين بشكل عام ، ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الشخصية الكريمة - حفظه الله بتقديم الدعم المادي لمراكز الجمعية ومشروعاتها الخدمية ، وتبنيه - حفظه الله - لمشروع وقف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بمكةالمكرمة ودعمه بالنصيب الأكبر من قيمة الوقف . وأضاف سموه " واصل خادم الحرمين دعمه لقضية الإعاقة ولاحتياجات المعوقين ، وتجسيده - حفظه الله - القدوة في ذلك " ، عاداً الجائزة بأنها أقل ما يمكن تقديمه لملك الإنسانية الذي تتحدث أعماله الخيرة عن مواقفه الإنسانية داخل المملكة وخارجها ، مبيناً أنه صدرت قبل أيام موافقة مجلس الوزراء على إعفاء عدد من المستلزمات الخاصة بذوي الإعاقة من الرسوم الجمركية ، الأمر الذي يجسد تفاعل القيادة مع احتياجات هذه الفئة وتلمسهم لكل ما يمكن أن يسهل الحياة لهم . ورأى سموه أن علاقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله مع جمعية الأطفال المعوقين تمثل نموذجاً لما توليه الدولة من اهتمام وتقدير لدور مؤسسات العمل الخيري في المملكة، لافتاً إلى أن سمو ولي العهد قدم منحة مالية لتأسيس المركز وقدرها عشرة ملايين ريال ، كما قبل سموه مشكوراً الرئاسة الشرفية لهذا المركز حيث يمثل المركز نقلة حضارية نوعية للرعاية الصحية والوقاية من الإعاقة في المملكة من خلال إنجازاته المتميزة في مجال البحوث الطبية والعلمية التي تلقي الضوء على حجم وأهمية الإعاقة الجسدية والعقلية لدى الأطفال ، متابعاً عن قرب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة . وقال سموه " على مدى نحو ثلاثين عاماً حظيت الجمعية ومنذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت واقعاً مشرفاً بدعم ومساندة سموه ، ومن ذلك وانطلاقاً من رؤية سموه لمستقبل الجمعية وضرورة الخدمات التي تقدمها للأطفال المعوقين تبنى- حفظه الله - فكرة إقامة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ليعنى بثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق نتائجها في حقول الوقاية من الإعاقات من جهة وتطبيق نتائجها في رعاية المصابين من جهة أخرى " . وكشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عن جانب آخر من إنجازات الجمعية التي شملت إنشاء وتشغيل ستة مراكز للرعاية المتخصصة في كل من الرياض ، ومكةالمكرمة ، والمدينة المنورة ، وجدة ،والجوف ، وحائل ،إضافة إلى أربعة مراكز أخرى يجري الآن الاستعداد لافتتاحها لتقدم خدمات علاجية وتعليمية وتأهيلية واجتماعية مجانية تتكامل في أدائها الأقسام الطبية والتعليمية التي تتضمن وحدات العيادات الاستشارية والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وورش الجبائر والوسائل المساعدة ، وعيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام ، وعيادات الأسنان ولعظام, إضافة إلى الفصول التعليمية وأقسام الخدمة الاجتماعية والتدريب الداخلي والرعاية النفسية, ومساكن الأطفال. وأضاف " أن المملكة اليوم لا تقول فقط بل تمارس العمل الخيري والعمل الإنساني وتضرب بالمثل في كل موقع وكل مكان ". وأشار سموه إلى أن الجمعية تصدت لقضية الإعاقة على المستوى الوطني من خلال إنجاز منظومة من البرامج منها " النظام الوطني للمعوقين الذي يعد النظام الوطني للمعوقين واحدًا من أبرز الإنجازات التي أسهمت الجمعية في تحقيقها على مستوى الوطن خلال مسيرتها التي امتدت ( 26 ) عامًا، عاداً هذا النظام العلامة الفارقة بين مرحلة وأخرى في تعامل المجتمع، بمختلف مؤسساته وأفراده، مع قضية الإعاقة ، إلى جانب التوعية بقضية الإعاقة . وبين سمو الأمير سلطان بن سلمان أنه انطلاقاً من الأولوية التي يحظى بها محور التوعية والتثقيف في إستراتيجية الجمعية، فقد تبنت الجمعية العشرات من البرامج الوطنية الرائدة الهادفة إلى بناء رأي عام واعٍ بقضية الإعاقة، والتعامل معها وقاية وعلاجاً، وأيضاً بكيفية التعامل مع المعوقين، وهذا الصدد يحسب للجمعية أنها تبنت البرنامج التوعوي "جرب الكرسي" للتعريف بمعاناة المعوقين في الحياة اليومية، وإتاحة الفرصة للأصحاء لمعايشة واقع المعوقين، وقد تم تنفيذ فعاليات البرنامج في كثير من الوزارات والجامعات والمؤسسات . وأبان سموه أن من إنجازات الجمعية في مجال التعليم هو إنجاز أول دليل عربي لتطوير المناهج التعليمية الخاصة بالأطفال المتأخرين عقلياً بالتعاون مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) ، وتبني برنامج دمج الطلاب والطالبات المعوقين في مدارس التعليم العام بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية الخاصة وإدارات المناطق التعليمية وهذا الأمر أثمر عنه دمج نحو 100 طالب وطالبة من منسوبي الجمعية سنوياً بعد إكمال برنامج تأهيلهم . من جانبه أوضح تقرير لجمعية الأطفال المعوقين أن الجمعية تمثل نموذجاً مثالياً لمؤسسات العمل الخيري التي تأسست في إطار منظومة القيم الإنسانية والدينية والوطنية التي يتميز بها المجتمع السعودي ، ولم يكن مستغربا أن تحظى هذه المؤسسة الخيرية الرائدة برعاية شاملة من قادة المملكة ، وجميع أجهزة الدولة، وأهل الخير في كل ركن من أركان بلدنا الطيب. ويأتي في مقدمة المواقف المساندة لجمعية المعوقين مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الإنسانية بصفة عامة وتجاه قضية المعوقين وجمعية الأطفال المعوقين بصفة خاصة لتجسد إحدى سمات القائد الإنسان ، التي انعكست على التوجهات والسياسات الاجتماعية للمملكة ، فباتت ذات أبعاد إنسانية متفردة إلى حد أن أصبحت " المملكة" و "الإنسانية" اسما واحدا " مملكة الإنسانية ". وأبرز التقرير التسهيلات التي منحت للمعوقين، وأسهمت في تحقيق مكتسبات لهم منها: موافقة وزارة الداخلية على إلغاء المسميات الخاصة بالمعوقين في الوثائق الرسمية مثل معوق ، وكسيح ، وإتاحة الفرصة للمعوقين للحصول على الإعانات الشهرية من خلال بطاقات صراف البنوك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك في سنة 1425ه ، وتسهيل إجراء تجديد بطاقات تخفيض الإركاب للمعوقين ابتداء من سنة 1424ه ، وتخصيص أماكن" استقبال" في المطارات لخدمة المعوقين، وتسهيل إجراءات سفر المعوقين على رحلات الخطوط السعودية ، والتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لمراعاة ظروف المعوقين، وتوفير التسهيلات المكانية لهم في دور العبادة والمرافق العامة. كما تضمنت التسهيلات موافقة المقام السامي في سنة 1418ه على توصيات اللجنة الوزارية المتعلقة بأوضاع المعوقين، وأصلح السبل لتأمين الرعاية اللازمة لهم، وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة في تقديم الخدمات للمعوقين ، وموافقة مجلس الوزراء في سنة 1425ه على منح المعوقين تسهيلات باستثنائهم من بعض شروط منح الأراضي، التي توزعها الأمانات والبلديات، وإعطائهم الأولوية، ومنح المعوقين من غير السعوديين ومرافقيهم خصماً على وسائل النقل الحكومية، ومعاملتهم في هذا الشأن كأمثالهم من السعوديين. وشملت التسهيلات تهيئة المرافق العامة لاستخدام المعوقين حيث تبنت الجمعية مشروعًا على مستوى المملكة لتهيئة المساجد ومرافقها لتتناسب مع احتياجات المعوقين ، وتوفير مساحات داخل الطائرات تخصص لمستخدمي كرسي الإعاقة، وذلك ابتداء من سنة 1417ه. وفي إطار مواصلة الجمعية لدورها في التصدي لقضية الإعاقة من مختلف جوانبها، وفى ظل تنامي ثقة أفراد المجتمع ومؤسساته بهذا الدور، تبنت الجمعية برنامج "توظيف المعوقين"، الذي انطلق برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في منطقة مكةالمكرمة، ثم طبق في الرياض، بالتعاون مع القطاع الخاص، ووزارة العمل، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، والغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الرياض، وصندوق الموارد البشرية، وقد نجحت في توظيف أكثر من250 من ذوي الإعاقة في مختلف القطاعات ، وتعاونت الجمعية في هذا الشأن مع عدد من الجهات منها الغرف التجارية الصناعية، والمؤسسات والشركات الخاصة، ووزارة العمل. وفي ظل توالي المستجدات في برامج الرعاية المتخصصة لذوي الإعاقة، أصبحت الجمعية في سباق دائم لتطوير خدماتها؛ وفقًا لأحدث ما يطبقه العالم في هذا المجال ، وتطلب ذلك تعاظم دور إدارات التدريب الداخلي في الجمعية، بوصفها من أهم الأقسام الحيوية، التي تعنى بالتنسيق لبرامج التعليم والتدريب المستمر داخل الجمعية وخارجها، في شتى المجالات؛ بهدف تنمية قدرات منسوبي الجمعية، وصقل مهاراتهم وخبراتهم، وكذلك إتاحة فرصة التدريب الميداني لمنسوبي الجهات المعنية برعاية المعوقين، والباحثين، والدارسين، إضافة إلى التوعية والإرشاد الاجتماعي عن طريق استقطاب المتخصصين وأصحاب الرأي. ومع انطلاقة الدورة العاشرة لمجلس إدارة الجمعية وبناء على مخرجات الدراسة الميدانية التي أعدتها إحدى المؤسسات العالمية المتخصصة ،وعطفاً على رصيد الخبرات المتراكمة على مدى نحو ثلاثين عاماً ، تبنت الجمعية رؤية عشرية ذات محاور عدة أهمها :معايير للجودة في أداء برامج الرعاية ، وتأمين تمويلي لبرامج الخدمة والمشروعات التوسعية ، وحشد للمشاركة المجتمعية ، واستكمال لمظلة مراكز الجمعية ، وتوطين للوظائف المتخصصة.