الورم الدماغي هو عبارة عن وجود خلايا غير طبيعية في الدماغ ، هناك أنواع مختلفة من أورام الدماغ بعضها حميد والبعض الآخر يعتبر سرطانياً " خبيثاً " ممكن أن تنشأ هذه الأورام من الدماغ نفسه ويسمى عندها سرطان أولي ، أو أن السرطان ينشأ في مكان آخر في الجسم ثم ينتشر حتى يصل للدماغ ويسمى حينها ثانوي . هناك تزايد في أعداد الحالات المصابة بأورام الدماغ وهناك مؤشرات توضح أن هذه الزيادة تحدث منذ عقود ولكن لا يعرف ما هو السبب وراء تلك الزيادة . الأعراض : تتفاوت الأعراض المصاحبة لورم الدماغ من شخص لآخر حيث أنها تعتمد على حجم الورم وموقعه ومعدل نموه ولكن الأعراض العامة التي يسببها الورم ممكن أن تشمل الآتي : الشعور بصداع لأول مرة أو تغيير في طبيعة الصداع الذي كان يشكو منه مسبقاً زيادة شدة الصداع وعدد المرات التي يشكو فيها من الصداع . غثيان وقيء غير منسوبة لأي مرض مسبق . اضطرابات النظر مثل عتمة الرؤية أو فقدها في أطراف مجال الرؤية وتبديل الرؤية . فقد تدريجي للإحساس أو الحركة في الذراع أو الساق. صعوبة التوازن . صعوبة الكلام . تغيير في السلوك والشخصية . ظهور تشنجات خاصة في الأشخاص الغير معروف أن لديهم تشنجات في السابق . مشاكل في السمع . اضطرابات في هرمونات الجسم . أسبابها الأورام التي تكون ناشئة من الدماغ نفسه ويقصد بها الأورام التي تنشأ من الدماغ أو التركيبات التي حوله مثل السحايا والأعصاب المخية والغدة النخامية والغدة الصنوبرية . تحدث هذه الأورام نتيجة لحدوث طفرات جينية في الحمض النووي الموجود في الخلايا السليمة ، هذه الطفرات تجعل الخلايا تتكاثر وتنقسم بسرعة متزايدة تسمح لها بالعيش في الوقت نفسه الذي تموت فيه الخلايا السليمة والنتيجة كتلة من الخلايا غير الطبيعية التي تكون الورم . وتعتبر هذه الأورام أقل حدوثاً من الأورام الثانوية التي تبدأ في مكان آخر من الجسم ثم تنتقل للدماغ . هناك العديد من الأورام الأولية والتي تمت تسميتها على حسب الخلايا التي نشأت منها : ورم غلاف الخلية العصبي الخارجي . أورام السحايا . أورام الغدة الصنوبرية الأورام الثانوية : وهي التي تنشأ من مكان آخر في الجسم ثم تنتشر إلى الدماغ ، في بعض الحالات يكون هناك تاريخ مرضي مسبق للورم الأولي أثناء اكتشاف ورم الدماغ وفي حالات أخرى ورم الدماغ هو العلامة الأولى للسرطان المنتشر . تعتبر هذه الورام الأكثر شيوعاً من سابقتها الأولية . كل أنواع الأورام في الجسم يمكن أن تنتشر ولكن أكثرها شيوعاً : سرطان الثدي سرطان القولون سرطان الكلى سرطان الرئة سرطان الجلد سرطان الخلايا العصبية سرطان خلايا النسيج الضام عوامل الخطورة لأورام الدماغ على الرغم من أن الأطباء غير متأكدين من الأسباب التي تؤدي إلى طفرات جينية والتي بدورها تؤدي إلى حدوث الورم إلا أنهم استطاعوا تحديد العوامل التي تزيد احتمالية ظهور هذا النوع من الأورام وعوامل الخطورة هي : المنشأ العرقي : أورام الدماغ غالباً ما تحدث في الناس ذوي البشرة البيضاء أكثر من غيرهم باستثناء أورام السحايا والتي تكثر في ذوي البشرة السمراء . العمر احتمالية حدوث أورام الدماغ تزيد مع العمر ، الغالبية تحدث في عمر 45 سنة فأكثر ، ولكنها قد تحدث في أي سن ، بعض هذه الأورام مثل مديللو بلاستوما تحدث حصرياً في الأطفال . التعرض للإشعاع الأشخاص الذين تعرضوا لنوع من الإشعاع الذي يسمى الإشعاع الأيوني هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض ورم الدماغ . أمثلة على الإشعاع الأيوني تشمل العلاج الآشعاعي المستخدم لعلاج السرطانات الأخرى وكذلك التعرض الاشعاعي الناتج عن القنابل الذرية ، لكن الأكثر شيوعاً للأسف هو الرنين المغناطيسي الناشئ من خطوط الطاقة والموجات الاشعاعية الناشئة من الهواتف المحمولة وأفران المايكروويف ورغم أنه لم يكتشف بعد أن لها علاقة بهذه الأورام إلى الآن لكننا ننصح بالبعد عنها قدر الإمكان وخاصة في غرف النوم . التعرض للمواد الكيميائية الأشخاص الذين يعملون في بعض المصانع يعتبرون عرضة أيضاً للإصابة بأورام الدماغ ربما كان بسبب المواد الكيميائية التي يتعرضون لها في هذه المصانع ، الدراسات لا تؤكد ذلك دائماً ولكن هناك بعض البراهين تؤكد زيادة احتمالية الإصابة بأورام الدماغ في بعض المصانع الزراعية والالكترونية والدوات الصحية ومصانع تكرير الزيت . التاريخ العائلي : لا يوجد إلا عدد قليل من أورام الدماغ تحدث في الأشخاص الذين لهم تاريخ عائلي بالمرض أو تاريخ عائلي بالأمراض الجينية الأخرى . متى يجب عليك مراجعة الطبيب ؟ إذا كان لديك أحد الأعراض التي سبق ذكرها فعليك بمراجعة طبيبك ومن أهمها : وجود ألم في الرأس يسوء بسرعة وغالباً ما يكون في نفس المكان أو أنه يكون مصحوباً بغثيان أو تقيؤ أو تشويش في النظر و لا يستجيب للمسكنات المعروفة. الفحوصات والتشخيص : فحص الجهاز العصبي ( الفحص الإكلينيكي ) : ويشمل فحص النظر ، السمع ، التوازن وبواسطة هذا الفحص يتم تحديد مكان الإصابة حيث أن وجود أي اختلال في أي منها ممكن أن يعطي تلميحاً واضحاً للمنطقة المصابة في الدماغ . التصوير : تستخدم أشعة الرنين المغناطيسي غالباً لتشخيص أورام الدماغ حيث يستخدم هذا النوع من التصوير المجال المغناطيسي والموجات الاشعاعية لالتقاط صور من الدماغ بشكل واضح . وفي بعض الحالات قد تحقن صبغات من خلال وريد الذراع قبل التصوير المغناطيسي لمزيد من الإيضاح ويستخدم في الوقت الحالي عدداً من أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي لكي تساعد في التقييم والتخطيط للعلاج ومنها على سبيل المثال : التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي . فحوصات أخرى للإيجاد الأورام الموجودة في الأجزاء الأخرى من الجسم : في حالة كان ورم الدماغ ورماً ثانوياً فيجب البحث عن المصدر الذي بسببه انتشر الورم للدماغ مثلاً استخدام أشعة الصدر لمعرفة ما إذا كان هناك ورم في الرئة أم لا .... وهكذا . جمع واختبار عينة من النسيج المصاب : هذا الإجراء ممكن عمله كجزء من العملية لاستئصال الورم باستخدام إبرة ، والخزع ( أخذ العينة ممكن أن يتم بنوع من القوة حتى تصل إلى المراكز الحساسة في الدماغ التي ممكن أن تتأثر في حالة استخدام العملية الجراحية) . في هذا الإجراء يقوم جراح الأعصاب بعمل فتحة صغيرة في الرأس بعد ذلك يقوم بإدخال إبرة دقيقة جداً من خلال الفتحة بعد ذلك يؤخذ النسيج المراد دراسته . هذه العملية يتم فيها استخدام الأشعة المغناطيسية أو الأشعة المقطعية للوصول للمنطقة المراد أخذ العينة منها بدقة ، يتم دراسة العينة تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت هذه العينة سرطانية أم حميدة . المضاعفات التي ممكن أن يسببها ورم الدماغ : ضعف الحركة: ورم الدماغ ممكن أن يتلف أي جزء في الدماغ فمثلاً إذا كان هذا الجزء هو المسئول عن حركة الذراع أو الساق فإن هذا الضعف سيكون في هذه المنطقة وهذا الضعف في الحركة يشبه الضعف الذي تسببه الجلطة . اعتلال الرؤية : ويحدث هذا الاعتلال إذا كان الجزء المصاب بالورم هو العصب الذي يربط العين بمركز النظر أو في مركز النظر نفسه آلام الرأس : ويحدث ذلك إذا كان الورم ضاغطاً على أي جزء داخل الدماغ ويكون شديداً ومصحوباً بغثيان و تقيؤ في بعض الأحيان ، هذا الصداع قد يكون مسبباً من الورم نفسه أو من تراكم السوائل داخل الدماغ التي تقوم بدورها بعملية الضغط . تغير الشخصية : بعض الأورام تسبب تغير في الشخصية أو في السلوك إذا أصابت بعض المناطق في الرأس . فقدان السمع : ويحدث ذلك إذا أصيب العصب السمعي بالورم مثل حالة ورم يدعى " الاكوستك نيوروما " التشنجات : أورام الدماغ قد تؤدي لتشنجات بسبب أنها تهيج بعض أجزاء الدماغ المسئولة عن الحركة . العلاج : التعامل مع أورام الدماغ وعلاجها يعتمد على نوع ، حجم وموقع الورم بالإضافة للحالة الصحية العامة للمريض . ويقوم الطبيب باختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع كل مريض حسب حالته . الجراحة : يعتبر الإجراء الجراحي هو الحل الأمثل لإزالة ورم الدماغ إذا كان الورم محدداً ويقع في مكان يمكن الوصول إليه بسهولة ، إذا كان الورم صغيراً ويسهل فصله عن بقية النسيج الدماغي السليم فإن هذا يجعل إزالته كلياً أمراً سهلاً . ولكن إذا كان الورم موجوداً في مكان حساس جداً في الدماغ فإن هذا يجعل الجراحة أمراً خطيراً للغاية في هذه الحالة يقوم الجراح عادةً بإزالة ما يمكن إزالته حتى يجعل المريض في وضع آمن حتى لو كان إزالة هذا الجزء سيسبب بعض الضمور أو سوف يؤدي إلى تخفيف الأعراض فقط ، وفي بعض الحالات يتم إجراء العملية لغرض أخذ عينة لتأكيد التشخيص فقط . التأهيل بعد العلاج يعتبر التأهيل بعد العلاج أمراً ضرورياً لا غنى عنه إذا كان الورم واقعاً في منطقة الدماغ المسئولة عن التحكم بالمهارات الحركية ( الكلام أو الرؤية أو التفكير . في بعض الأحيان يتشافىالدماغ تلقائياً بالتدريج بعد العلاج بفضل الله ، ولكن هذا يتطلب الكثير من الوقت بالإضافة للصبر) . التأهيل العقلي : وذلك التأهيل يساعد في إعادة حيوية المنطقة التي فقدت بعض القدرات العقلية بالتدريج شيئاً فشيئاً . العلاج الطبيعي : وهذا يساعد في إعادة اكتساب المهارات الحركية المفقودة أو قوة العضلة بالمتابعة المستمرة . العلاج المهني : لغرض الرجوع إلى العمل بعد الإصابة بهذا الورم ، أو أي عمل مناسب . المتخصصون في صعوبة التكلم : يقومون ببذل الجهود والأسباب التي تساعد في تأهيل المريض . حيث أن الأطفال في مرحلة الدراسة الذين يعانون من أورام سيكون لديهم إعاقات كلامية أو حركية مختلفة ولكن بواسطة وسائل التأهيل سيكونون أفضل كما يمكن أن يتحسنوا باتباع أسلوب التوعية والإرشاد كجزء من العلاج . إن ورم الدماغ ممكن أن يسبب لهم تغيرات في الدماغ مما يؤثر على التفكير والتعليم لديهم وبالتالي كلما كان التشخيص أسرع كلما كان العلاج أسرع بإذن الله . الدعم النفسي : القول بأن شخصاً ما عنده ورماً في دماغه يعتبر أمراً مخيفاً ومزعجاً ومن الممكن أن يجعل هذا الشخص يحس بأنه لم يعد يتحكم في صحته وأنه قد أنتهى ، ولذلك فينبغي التنبه عن اطلاع المريض على مثل هذه الأخبار السيئة وهناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها لتجنب الصدمة والإحساس بالألم الذي سيعاني منه المصاب بعد التشخيص ولذا فيجب على الطبيب وكذلك أقرباء المصاب الوقوف مع المريض ودعمه نفسياً وتذكيره بالله وبالصبر والاحتساب وعدم اليأس والقنوط وأن الله الذي وضع البلاء أوجد له الدواء وفتح باب الأمل له في العلاج قدر المستطاع . توجيهات : اقرأ قدر ما تسطيع عن هذا النوع من الأورام وسجل أسئلتك وأحضرها إلى طبيبك وعند إجابة الطبيب لهذه الأسئلة سجل ملاحظاتك واطلب من عائلتك الحضور معك أثناء الموعد ليستفيدوا ويسجلوا ملاحظاتهم . حاول أن تجد شخصاً تتكلم معه وتشاركه أحاسيسك وليكن ذلك صديقاً عزيزاً عليك أو فرداً من أفراد عائلتك على أن يكون مستمعاً جيداً أو تحدث مع أحد المشايخ أو المستشارين الذين تثق بهم ، بعض الناس المصابين لديهم قدرة فريدة في التبصر والحكمة والاتزان وهؤلاء لا خوف عليهم . اهتم بنفسك : اهتم بجسمك وبعقلك أثناء العلاج اختر وجبات صحية غنية بالفواكه والخضروات والحبوب عليك بالتمارين الرياضية وأخذ قدراً كافياً من الراحة والنوم . قلل من التوتر الذي يصاحب حياتك بالاسترخاء مثل الاستماع للقرآن الكريم أو قراءة الكتب أو الصحف . أنظر للحياة بتفاؤل وإيجابية وإياك واليأس والقنوط فإن الله يحب العبد المؤمن الذي إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له . الطب البديل : لم يثبت بأن هناك علاج مكمل أو بديل لأورام الدماغ ولكن بعض هذه العلاجات ممكن أن تساعد في التقليل من الألم أو الأعراض الجانبية للورم .
هذه المعلومة تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع جمعية طب الأسرة والمجتمع
إشراف ومراجعة/ د.محمد الغامدي الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع استشاري طب الاسرة والمجتمع