في غمرة فرحة الشعب بذكرى البيعة الخامسة، و الكل يكدح يومياً لكسب عيش (كريم) ... نرى و نعيش عوالم متعددة في عالمنا الصغير ... و الأسوأ أن نرى أنظمة مختلفة لأمر ما في بلد واحد،،، لكن لا ضير من ذلك كله ... فمن الملام دوماً سوى الشعب و شماعة ثقافة مجتمع، و ذلك فيه جانب من الصواب لا يساوى بما فيه من تجني و تحميل الضحية فوق ما يحتمل. في مقال سابق ذكرت أزمة الإدارة و مدى تأثيرها في حياة الناس اليومية اجتماعياً، اقتصادياً، مادياً، و حتى نفسياً... نعم ففي ثنايا الأخبار اليومية و القرارات التى تمس حياة الناس (أعني ذوي الدخل المحدود الذين يمثلون عصب المجتمع و سواده الأعظم) نلمس عبثية لا تخفى على العاقل و لا إنسانية لا تخفى على بشر و لا منطق تكاد تنطق منه الأوراق ... نعم لدى إداراتنا الحكومية و شركائها الدائمين من القطاع الخاص من ذلك نصيب الأسد ، في زمن بلغت القلوب الحناجر من غلاء المعيشة و نطق الأبكم من قهر المتنفذين و أشد ما نخشاه أصبح احتمال وارد... ولا حصر للأمثلة في ذلك فهي كثير و ما سأورده فعلى سبيل المثال لا الحصر... ففي وقت قريب سمعنا عن تصريح لوزير البترول السعودي عن مشروع لأرامكو "أن السعودية ستدرس رفع السعر المحلي للغاز لتغطية تكاليف الانتاج وتحقيق ربح"، يعني رفع السعر لحل الأزمات قرار يستطيع أن يتبناه أي شخص (عادي على أكثر تقدير) لكن الحلول المبتكرة المبدعة و العقول الوطنية المخلصة تستطيع كشف مكامن الخلل و مصادر التكاليف الحقيقية لمشاريعنا في السعودية ذات الأرقام الفلكية التي تزغلل العيون بخانات الأصفار على اليمين دون الحاجة إلى تحميل المواطن فاتورة تلك الأخطاء. ذاك نموذج يحكي نمط التفكير عند من لم يعرفوا معنى تكلفة أنبوبة الغاز على المواطن الكادح ليله و نهاره لتوفير العيش الحلال لأهله. هل هو حالة فردية؟ آه أفتكرت، هناك نموذج آخر في مطار الملك عبدالعزيز بجدة حين تتجلى الانتهازية في أقبح صورها و تطأ بقدمها على فرحة استقبالك لأحبائك حيث ستدفع مقابل مرورك (سواء و قفت أم لم تقف 5 ريالات) ضريبة فرحة رؤية أهلك أو أصدقائك و تقديرهم و استقبالهم في المطار و ذلك لجعل الليموزين الحل الوحيد الأوحد، ثم انظر غير بعيد إلى اسعار المواقف للمغادرين (3 ريال في جدة، 2 ريال في الرياض، 1 ريال في الظهران-على ما اذكر-) كما يبدو الانتهازية تزداد باتجاه الغرب... لا بد من وجود مساءلة و تبرير لمثل هذه المكوس المتزايدة كل يوم تحت اسماء شركات من القطاع الخاص... المواقف أقل خدمة يستحقها المسافرين (المضطرين) عبر مطار الملك عبد العزيز بجدة. متى سيرى المواطن النظرة المتفهمة لواقعه الأليم في فترة تزايد عليه تكالب التجار و العقاريين بنهم منقطع النظير و وحشية تكشف عن نفسها للقادمين من كل بقاع الدنيا في أول مكان تطأ أقدامهم أرضنا. *مهندس حيوطبي – الشؤون الصحية للحرس الوطني