في ذكرى البيعة التاسعة والتي حلت يوم السبت 26 جمادى الآخرة 1435ه الموافق 26 مايو 2014م فإنه يشرفني أن أرفع باسمي شخصياً وباسم مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي بأطيب التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو ولي ولي العهد على هذه المبايعة الغالية استمرارا لمسيرة البناء والإصلاح والتطوير التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل هذا العهد الزاهر الميمون مشيدا بالإنجازات الكبيرة التي تحققت والتي حملت معها الخير والرخاء والنماء والعطاء في جميع النواحي والمجالات التي عمت أرجاء الوطن وخاصة رعايته الكريمة للفئات الأكثر حاجة في المجتمع السعودي. إن هذه الذكرى خالدة في نفوسنا وتثير مشاعر الفرحة والسرور لهذا العهد المبارك المزدهر والإنجازات الكبيرة إننا لا نتحدث عن حاكم مسلم عربي فقط بل نتحدث عن شخصية قيادية عالمية نالت الكثير من الإعجاب والتقدير على المستوى الشعبي داخليا وخارجيا وشخصية اختزلت الزمن والوقت للتطوير والبناء والعطاء. لقد أحب خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – شعبه فسهر على راحته وأمنه وأمانه ذلك الشعب الأبي الذي ظهر مدى ولائه وحبه لقيادته من خلال المواقف التي ترجمتها لوقوفهم جميعاً إلى جانب قيادتهم والسمع والطاعة والولاء نظير ما وجدوه من عدل ومساواة من حكومتنا الرشيدة إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم يكن - حفظه الله - رجل دولة فحسب بل قائد أمة تنوعت أوجه عطائه وتظافرت جهوده لوضع المملكة العربية السعودية في المكانة التي يرتضيها وتليق بها . لقد شهدت المملكة منذ مبايعته - رعاه الله - إنجازات قياسية في عمر الزمن، تميزت في الشمولية والتكامل، كما سجلت حضوراً عالمياً في مختلف المحافل والمناسبات. فكان له بفضل الله ما أراد ساس أمورها بشكل فريد وخطى بها بشكل متوازن على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية. إننا في هذا اليوم نتذكر تسعة أعوام من العطاء والإنجاز التي عمت أرجاء الوطن فعندما نستذكر هذه الإنجازات ونريد حصرها فإن اللسان يعجز عن ذكرها لأنها فاقت خيال الوطن والمواطن لقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – تحقيق الراحة والرفاهية للمواطن السعودي وتحقيق النماء والتطور للوطن ليرتقي ويصبح في مصاف الدول المتقدمة. إن قول خادم الحرمين الشريفين قبل عدة أيام لوزير الصحة "صحة المواطن أعز وأغلى مانملك" عبارة مختصرة إلا أنها كبيرة المعاني تحمل في طياتها ومضامينها المعاني السامية والرعاية الصادقة من ولي أمر هذه الأمة والشعور النبيل منقطع النظير لكافة فئات المجتمع بأسره. إن اهتمام القيادة الرشيدة أعزها الله بقطاع الخدمات الصحية والذي شهد نهضة كبرى أدخلت الفرح والسرور في نفوس كل فئات المجتمع حتى أضحت الرعاية الصحية معلما بارزا ونموذجا يحتذى به على المستوى الخليجي والإقليمي وموضع إشادة وتقدير على المستوى الدولي.. فقرارات خادم الحرمين الشريفين الرائدة والتي سطرها التاريخ بأحرف من نور ومنها تكثيف الإنفاق على قطاع الخدمات الصحية وزيادة الاعتمادات المعززة للصحة مع تنمية إسهام القطاع الصحي الخاص في تحقيق هذا الإنجاز، وإنشاء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية المعتبرة وتوسعة وتحسين المرافق الصحية القائمة، إضافة إلى مبادرات مقامه الكريم في تطوير القوى العاملة الصحية من الأطباء وهيئة التمريض وبناء الجامعات ليس فقط على مستوى المناطق بل تعدى ذلك إلى المحافظات والمدن في أرجاء هذه القارة، وغيرها من المبادرات التي تؤكد على النقلة النوعية التي تشهدها الخدمات الصحية في مملكتنا الحبيبة. إن المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد واصلت في السنة التاسعة بقيادة راعي هذه النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السير قدما في ركب البناء والتأسيس والإصلاح والتطوير... فما قام به خادم الحرمين الشريفين خلال تسع سنوات يعادل الكثير من السنوات في حياة العديد من المجتمعات وفي تاريخ الكثير من الدول... إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته. إن الإنجازات الهائلة التي تحققت خلال السنوات التسع في قطاع الصحة وخدمات الرعاية الصحية في جميع مناطق المملكة أسفرت عن نقلة هائلة في خدمات الرعاية الصحية من خلال إنشاء وتطوير عدد كبير من المستشفيات العامة والتخصصية وتجهيزها بأحدث التقنيات لخدمة المرضى ودعم الكوادر الوطنية العاملة في جميع المهن الصحية. لقد وضعت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول ذات التأثير في العالم اليوم من خلال السياسة التي انتهجتها في ظل الظروف القائمة على مستوى الدولي والتي تمثل التوازن في التعاطي مع القضايا المختلفة المحلية والإقليمية والدولية لقد أراد الله لهذا الوطن أن يكون أمة متلاحمة ومتماسكة في نسيجها الاجتماعي تحت ظل قيادة حكيمة تهدف إلى بناء وطن يؤثر ويتأثر بما يجري حوله من متغيرات. إن خادم الحرمين الشريفين أثبت في عدة مناسبات حرصه على إحلال العدل والسلام والتقارب بين الشعوب والحكومات وما يحقق الاستقرار إقليمياً ودولياً مما أكسبه احترام العالم وتقديرهم لشخصيته الفذة كما واصل حفظه الله مسيرة أسلافه من ملوك هذه الدولة لنصرة الحق والدفاع عن قضايا المسلمين. إن كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالرؤية الثاقبة والنظرة الموضوعية والتخطيط الاستراتيجي الهادئ المبني على أسس علمية ومنطقية راسخة والذي تميز به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله، وحكمة الأسرة المالكة على مر العصور الماضية الحافلة بالعديد من الإنجازات المشرفة التي تعدت المملكة العربية السعودية إلى العالمين العربي والإسلامي مما يسطر صفحات مشرقة تدعو للفخر والاعتزاز وحفرت مكانة دولية مرموقة للمملكة، كما أنه بجهود خادم الحرمين الشريفين والدور الريادي الذي يقوم به لتعزيز العمل العربي المشترك في شتى المجالات ومختلف الميادين...