— متابعة — سعيد آل هطلاء — الرياض ذكر المهندس خلفان بن سلطان النعيمي، رئيس مركز الفلك الدولي أنه تم قبول طلب انضمام مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي ومقره أبوظبي إلى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN)، وهي شبكة عالمية تأسست بتوصية من الأممالمتحدة تهدف إلى تنسيق الجهود الدولية لمراقبة الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا للأرض. وانضمام المرصد إلى هذه الشبكة يعد خطوة هامة في تعزيز التعاون الفلكي على المستوى العالمي ويجعل المرصد العضو العربي الوحيد في الشبكة. حيث تضم الشبكة العديد من المنظمات الفضائية الرائدة عالميًا، مثل الأممالمتحدة، ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ووكالة الفضاء اليابانية (JAXA)، ووكالة الفضاء الصينية (CNSA)، بالإضافة إلى مراصد فلكية ومؤسسات بحثية أخرى حول العالم. وأضاف "النعيمي" بأن الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات تهدف إلى تحسين التعاون بين الدول والمؤسسات العلمية لرصد الأجرام السماوية التي قد تشكل خطرًا على الأرض، وتهدف الشبكة إلى تحديد الكويكبات القريبة من الأرض، وتقييم احتمالية اصطدامها بالأرض، وتقديم تحذيرات مبكرة للأحداث المحتملة، وذلك من خلال توفير بيانات دقيقة وعالية الجودة حول الكويكبات. كما تشجع الشبكة على تطوير تقنيات جديدة لتحسين قدرتنا على مراقبة وتحديد مواقع الكويكبات في الفضاء، وتبادل الخبرات والبيانات بين المراصد الفلكية المنتشرة حول العالم. هذا وتم عقد اجتماع لأعضاء الشبكة حضره مرصد الختم الفلكي، وقدم عرضا بين فيه أعماله التي تسهم في جهود حماية الأرض من خطر الكويكبات، وأهمها أرصاده وبثه المباشر لعدد من مرور الكويكبات من الفئة محتملة الخطورة بالقرب من الأرض، إضافة إلى جهوده الإعلامية لزيادة الوعي الفلكي بين مختلف شرائح المجتمع حول الكويكبات والمخاطر التي قد تشكلها تجاه الأرض. ومن جانب آخر، ذكر المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي أنه تم قبول طلب مركز الفلك الدولي للانضمام إلى مجموعة عمل اللجنة التنفيذية الخاصة بالسنة الدولية للتوعية بالكويكبات وحماية الأرض 2029، وتضم مجموعة العمل أعضاء من الأممالمتحدة ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إضافة إلى خبراء من وكالات فضاء ومراصد عالمية مختلفة. حيث تمت الموافقة رسميًا على هذا الحدث من قبل الأممالمتحدة يوم 4 ديسمبر 2024، وهذه السنة الدولية ستوفر منصة عالمية لزيادة الوعي حول خطر الكويكبات وطرق حماية الأرض من تأثيراتها، وتهدف السنة الدولية إلى تنظيم فعاليات ومبادرات تعليمية وبحثية تعزز المعرفة العامة حول الكويكبات ودور المؤسسات الدولية في حماية كوكب الأرض. وأضاف "عودة" إلى أنه تم اختيار سنة 2029م بسبب مرور الكويكب "أبوفيس" بالقرب من الأرض في تلك السنة، والذي سيكون له اقتراب تاريخي من الأرض في 13 أبريل 2029، حيث سيقترب من الأرض بشكل غير مسبوق، ما سيجعله مرئيًا بالعين المجردة في العديد من مناطق العالم. وهذا الاقتراب، الذي سيكون أقرب من بعض الأقمار الصناعية، سيسهم في زيادة الوعي الجماهيري حول المخاطر التي قد تشكلها الكويكبات ويعزز من ضرورة البحث المستمر عن حلول لتفادي هذه المخاطر. وذكر "عودة" أن السنة الدولية ستتيح أيضًا الفرصة للدول والمنظمات للعمل معًا على تحسين تقنيات الدفاع ضد الكويكبات، حيث يمكن من خلال التعاون الدولي تطوير خطط وقائية، بما في ذلك تقنيات لتغيير مسار الكويكبات الخطرة، مثل استخدام قوة الدفع النووية أو إطلاق مركبات فضائية لتحويل مسارات الكويكبات المتجهة نحو الأرض، وإن تكامل هذه الجهود العالمية يعزز من قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة في حال رصد تهديد كويكب محتمل. ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد أظهروا مؤخراً أن العديد من الكويكبات التي تم اكتشافها سابقاً تحمل تهديدًا منخفضًا للغاية، لكن هناك بعض الأجرام السماوية التي تقترب من الأرض بانتظام، مما يستدعي المتابعة الدقيقة لتفادي أي مفاجآت قد تحدث في المستقبل. وتحرص الشبكة الدولية على تعزيز القدرة على تحديد وتحليل حركة الكويكبات بدقة، بما يعزز من قدراتنا على حماية الأرض. وتجدر الإشارة إلى إن انضمام مرصد الختم الفلكي إلى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات يعكس التزام المركز المستمر بتعزيز التعاون مع المراصد والمؤسسات الفلكية العالمية. ومن خلال هذا الانضمام، يساهم المركز في تعزيز دور الإمارات العربية المتحدة في المبادرات العلمية العالمية المتعلقة بالفضاء والفلك، ويعكس اهتمام الدولة المستمر بتطوير تقنيات الفضاء والدفاع الكوكبي. ويشكل الانضمام إلى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات وإلى مجموعة عمل اللجنة التنفيذية للتحضير للسنة الدولية آفاقًا واسعة للتعاون العلمي والتقني في مجال مراقبة الكويكبات القريبة من الأرض، وتساهم هذه المشاركة في تطوير أطر العمل العالمية المتعلقة بتحليل التهديدات الفضائية، وتبادل البيانات والمعلومات الفلكية بين المراصد والمؤسسات العلمية حول العالم، وتحسن القدرة على رصد وتتبع الكويكبات التي قد تشكل خطرًا على الأرض، وتساهم في تطوير تقنيات الدفاع الكوكبي اللازمة للتصدي لهذا التهديد.