لو قُدّر لي أن ألتقط مشهداً من حياتي، وأعلقه في مكان عالٍ ليراه الناس جميعاً، لما اخترت سوى هذا المشهد:
أنا عائد من المدرسة، عقب ظهور نتيجة الصف الرابع الابتدائي. في يدي اليسرى شهادة بيضاء، من ذلك النوع الذي تُصفّ فيه الدرجات من الأعلى إلى الأسفل، (...)
1
سأبدأ من بعيد ما دام الكلام عن الشعر.
إذا صح القول من أن الطفل يتأثر وهو في الرحم بأمه ومحيطه، فإنني إذن ولدتُ وترًا مشدودًا وإيقاعًا رائقًا؛ فقد كانت أمي -رحمها الله- تُغَنّي في معظم أوقاتها. هي شاعرة، وإذا صح لنا أن نسمي من يقرأ ولا يجيد الكتابة (...)
ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم، الذي قربت إطلالته المباركة، لعله يكون من الصيام المستدام الإمساك عن خطل الأقوال والأعمال الذميمة، كل عام وكل يوم وأنتم بخير.
يتناهى إلى أسماعنا أراجيف من القيل والقال، والهمز واللّمز، وسفاسف الأمور؛ يتبرع بنقلها (...)
بالأمس القريب وبعناق حميم بين الإنسان والمكان، تجلت أبهى صور الوطنية والبهجة.. احتفلنا لأول مرة ب«يوم التأسيس» على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، قبل 300 عام.. هذا اليوم المجيد له أبعاد ومعانٍ مهمة لا تُختصر في عجالة أو احتفال.. إنها هوية ومجد (...)
لم أجد من يغسلني. أرى من حولي، وأسمعهم وهم يبتعدون عني. وضعوني فوق نعش، ثم أخذوني ووضعوني في الثلاجة. كنت مسجّى على نعش خشبي، بعد أن لفّوني بكفن، ومن ثم في كيس بلاستيكي.
أنا أكره الأماكن الضيقة والظلام الحالك. ذكرني هذا المكان بجهاز الرنين (...)
لا تُورث الحكمة، وإن بُنيتْ في صحراء. فالصحراء تدسّ أسرارها في جوفها إذا وصلتها الجُموع ودنا منها الصُنّاع. لا تستريح إلاّ للندّرةِ، والمُخاتلة.
نهارُ المدينة الهائلة انتصرَ دونما نِزال، أتربتهُ منعت الطير، وأجبرت المسافر على المُقام في حواشيها (...)
عليك أن تعلم بأنّك مقبل على عمل خاص ومختلف جداً، عندما تختار قراءة رواية «رجل الشتاء»، وإلاّ سيصعب الاستمرار في صفحاتها.. هذا ما تبادر لي وأنا أنتهي من هذا العمل، وأتأكد أنّ يحيى امقاسم لم يخيب أمل كل من قرأوا «ساق الغراب» وفتنوا بها. لقد قدّم لهم (...)
ذهب آخر آبائي لنزهته الخالدة في رحاب الغفور الرحيم، ودّع دنيانا بالأمس، قبل أنْ أفِي بوعدي وألقاه. والدنا محمد بن صالح الشيبة آل سدران اليامي -يرحمه الله-، الشّهم الذي عاش حياة لا مثيل لها وغادر كاعتذارات النبلاء.
عن الرجل الذي كان أكثر الناس ثباتاً (...)
عرفت في الآونة الأخيرة موجة من النقد الأدبي الحديث التي تتناول النص الأدبي كوحدة روحية مستقلة ، بينما شرعت الأقلام خارج النص المؤطر بقصد معرفة ابعاد الحالة الشعورية واللحظة الميتافيزيقية لكاتب النص،وهذا النوع من النقد لا يعنى بالمسافة الزمنية بين (...)
يا باشة البيض والسمر
وشعاد باقي للخجل ياخجوله
سمي فداك العمر يابهجة العمر
عمر تزاحمبه اسلوم الرجوله
تدلعي تدللي آمري امر
اللي سواتي مايحب بسهوله
فيك اكتشفت ان البرد داعب الجمر
وان قيل لا قولي محمد يقوله
ودريت عن عشق السراجيف للضمر
شافن نحل خصرك (...)
تخضب بحنين النور
فاتحة الشوق
تتخضب بحنين النور
تتدلى من شرفة حلم
تسقط في نبع الإنصات
لم تجهل يوما
أن غريق الحب شهيد
وأن شهيد الصدق غريق
تتناسى
صبوة نبض يقتات تسابيح الإصباح
تأتي مثقلة بالماضي
في العينين بريق سماح
تتوشح بالأمل المنبت عن الواقع
شامخة (...)
يا أجمل صباحاتي على الإطلاق
جميل الصبح لكنّه غدى مع ضحكتك.. أجمل
يشاركني غلا وجهٍ يكسَر نومته.. مافاق
على نورٍ لِثم خدّك لِثم/ حتى بديت/ أثمل
صباح القهوة المرة وبقايا من سَهرْك أوراق
صباح أحلا السُمُر بالكون وخلَ اللّى زعل يزعل
صباح الخوخ ياخوخة/ (...)
على رغم قناعتي لو ماحكيت
تبقى ابتكارات الشعر مسارحه
لن الشعر بلا فكر ماجاب صيت
يوم الفكر شيءٍ.. يُخلد طارحه
عما حفظت وماسمعت وماقريت
قررت أخلي شمس ماكتب قارحه
حتى اختلفت فكل حرف وكل بيت
وكانت نهايتها معاي.. البارحه
البارحة ماني بأنا ولا خذيت
إلا إن (...)
وانزعك من ليل يشبه ما يلي
وحشة الوحدة على وحشة جسد
ذي بلادي تحت جلدي أو هلي
أو ضياعي في دمي قبل وبعد
في نشازك كنت انا الموت الجلي
دوزنت روحي لك الخطوة لحد
أسبر الظلمى بعيني واختلي
بالضيا واجمع من أشلائي بلد
صحت لأضلاع الكفاف توسّلي
للسعة وأخفي ملامة (...)
ذكرني فيني قبل عامين وإحساس
اليوم تهذي في شعوري رتابه
مو قادر أعشب فالورق آه وأنفاس
ولا قادر أتخيّل ضلوعي ربابه
في قهوتي أسهى وأشكل من الناس
سكّر وأطيّر فالرحابه.. سحابه
كان البحر زُرقة ظنوني وأنا الباس
كان الرصيف أجناس والليل غابه
صار السكوت أبواب (...)
قديم السحاب وبارق الغيث والرعاد
تخيله عيوني تسعة أشهر وملنّه
وقف وأستدار وشاور الحال بالمعواد
نصته الهبوب بطاري الماء وردنّه
على طاري الغيبة وعذرٍ رجع ما فاد
وش علوم جرحٍ سود الأيام زادنّه؟
على غير عاده جبت لك دمعتين جداد
تبيهن يوفن العذر منك (...)
حرّك مشاعر هاجس الشوق الأمثال
شوقٍ حوى التعبير في محتوينه
وتعبيره أبلغ في معانيه لو طال
صبرٍ تجاوز ما يكنه كنينه
هذا وهو طول الليالي على البال
ولا فيه حاجزٍ بين روحي وبينه
مشاعري له بالأحاسيس تختال
وإحساس قلبي له يجي قبل حينه
قلبٍ لهاجس صادق الشوق (...)
سولفت مع نفسي على كل مافيك
لقيت لك مسكان شعب وقبيله
وجيتك أبي منك المواصل وابهديك
عمري هديه.. والعطايا قليله
ياغاليه واكثر غلا وين أوديك؟
قولي وهاتي كل حل ووسيله
إن جيتي اغرقني حضورك تحفويك
والصد قلبي في يديني أشيله
وإن هب بغيابك معي ريح طاريك
عطرك (...)
تلك الحمامة
تستفيق مع انبلاج النور
تسأل عن شراب
أرويتها صوتي غناء
وانتظرت
صدى أساريري
وبح الصوت
والأمل انتشاء
قاسمتها ولهي
فمدت ريشها ... تعب
وقالت للصباح
الليل يقتل كل حلم نافر
ويزيد من أوجاعنا ليل الشتاء
تلك الحمامة
تشتكي ألم الفراق
ونوحها (...)