سيرة ذاتية ثانية
الجزء الاول
1
هناك أوراقٌ في جواريري، لم أنشرها من قبل.
لا خوفاً، ولا تقيّة، ولا رغبةً في التنكّر والتخفّي.
فأنا شاعر مكشوف على الجهات الأربع، كمنارة البحر، ولا يمكن لأحد ان يتّهمني بالسرية، أو الباطنية.
كما لا يستطيع أحدٌ ان يدّعي (...)
54
كانت بيروتُ في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية، سيدة المدائن، بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى.
كانت الكتابةُ فيها فرحاً لا حدود له، وعُرْساً يومياً يشارك فيه البحرُ، والجبلُ، ورائحةُ الصنوبر، ورفيفُ القلوع البحرية على شاطىء فندق "السان جورج.
في تلك (...)
سيرةٌ ذاتية ثانية
الجزء السابع
49
بديوان الرسم بالكلمات دخلتُ مغامرة النشر في بيروت.
كان الديوان يحمل نكهةً اسبانيةً حارقة…
فقد كتبتُ هذا الديوان خلال اقامتي في اسبانيا، وكانت كلماته مشتعلة ومتوتّرة كلعبة مصارعة الثيران الاسبانية بكل ما فيها من عنف، (...)
في أوائل السبعينات، تمنّى عليَّ أصدقاء من مثقفي الجنوب اللبناني اعطاء أمسية شعرية في مدينة النبطية.
قلتُ: على الرحب والسعة.. فجبل عامل هو عاصمة الشعر ومنارتُه، ويسعدني ان أقول الشعرَ في عاصمة الشّعْر...
سألتهم: وكيف يكون برنامجُ الرحلة الى عاصمة (...)
الجزء التاسع
بين أوراقي اللبنانية التي أحتفظ بها أوراق مثيرة للخيال والدهشة. أوراق استثنائية لا أسمح لنفسي بحرْقها ولا بتقطيعها. لأن إحراقها يعني إحراقَ نصف تاريخي.
ولقد فكّرتُ في هذه الاوراق كثيراً، وتساءلت اذا كان نشرُها يضيء أي مساحة من مساحات (...)
11
ان الوصول الى وجدان مئتي مليون عربي، واختراق سماوات هذا الوطن الذي لا يسمح لأحد بالطيران في مجاله الجوي حتى العصافير… كان مغامرةً خطيرة أشبه بمغامرات ماركوبولو… والسندباد البحري…
والسؤال الذي طرحته على نفسي، منذ خربشاتي الشعرية الأولى، هو: بأي (...)
مع هذا "المقال الأخير" لنزار قباني يغيب الشاعر عن صفحات "الحياة" بعد اسابيع من انطفائه كجسد.
كان نزار قباني خلال السنوات السبع الأخيرة يساهم في "الحياة" مرتين في الشهر بقصائد او بمقالات تتناول شؤون الشعر والنقد وقضايا السياسة والمجتمع في عالمنا (...)
- 81 -
سوف أخصصُ هذا الفصلَ من سيرتي الذاتية الجديدة، للحديث عن موضوع جديد وطريف لم أكتب عنه في سيرتي الذاتية الأولى، يتعلّق بشعري المُغفَّ، وعلاقتي بالغناء والمغنّين الذين غنّوا قصائدي.
وبدايةً أقول انني لم أحلُم يوماً ولم أُخطّط لكي أكون شاعراً (...)
وعدتك أن لا أحبك ....ثم أمام القرار الكبير ...جبنت ..
وعدتك أن لا أعود ..وعدت ...
وعدتك أن لا أموت اشتياقا ...ومت ..
وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل ... مرارا ..
ولا أذكر أني إستقلت ..
وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا غدا ستقول الجرائد عني ..
أكيد .. (...)
متى ستعرف كم أهواك يا رجلاً
أبيع من أجله الدنيا وما فيها
يا مَن تحدّيتُ في حبي له مدنًا
بحالها وسأمضي في تحدّيها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيّك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق (...)
إني عشقتكِ
واتخذت قراري
فلمن أقدم
يا ترى أعذاري
لا سلطة في الحب
تعلو سلطتي
فالرأي رأيّ
والخيار خياري
هذه أحاسيسي
فلا تتدخلي أرجوك
بين البحر والبحار
أنا النساء جعلتهن
خواتم بأصابعي
وكواكب بمداري
إني أحبك دون
أيّ تحفظ
و أعيش (...)
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاثنين بالقيام بعملية ملاحقة واسعة لمن خططوا لتفجير طائرة ركاب متوجهة إلى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد، وقال "لن يهدأ لنا بال" إلا بعد القبض عليهم ومحاكمتهم.
وتأتي تصريحات أوباما كأول رد فعل علني له (...)
1 يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل (...)
الآن أجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي، على وجهي، على ظهري
فمن يدافع عني، يا مسافرة؟
مثل اليمامة بين العين والبصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إن كنت في الصين أو إن كنت في القمر
ففيك شيء من (...)
زرت الطائف مرتين الأولى قبل خمس وعشرين عاما والثانية قبل أسبوعين من نشر هذه التلميحة التي كتبتها في الهدى فوق أعلى قمة جبل يضاهي ببرودة نسيمه كل الجبال السياحية في العالم بما أطر به من أمن وطمأنينة هي ما ميز عامة الوطن عن غيره تمنيت وقتها أنني من (...)
خلال معرض الكتاب العربي الذي ستشهده بيروت مطلع الشهر المقبل تقدّم دار الآداب الكتاب الأخير للشاعر نزار قباني الذي لم يتسنّ له أن يراه في حياته وعنوانه "من أوراقي المجهولة - سيرة ذاتية ثانية". والكتاب يضم آخر ما كتب الشاعر الراحل من نثريات تدور حول (...)
عام 1954 في لندن، كان عام الرياح والزوابع والالتحام بالسلاح الأبيض مع الأوساط الأدبية والدينية، والسياسية، والبرلمانية.
والمعارك الطاحنة التي دخلتُها، لم تكن بسبب داحس أو الغبراء... أو بسبب الاختلاف على ناقة، أو نبع ماء... ولكنها كانت بسبب قصيدة (...)
حين كان الراحل في المستشفى ارسل إليه الكاتب اللبناني المقيم في لندن خليل رامز سركيس تمنياته ورسالة تقدير، فبعث نزار برسالة جوابية.
وفي ما يلي نصا الرسالة والجواب:
الشاعر نزار قباني
أمسكت عن الاتصال بك حتى قرأتك أمس في الحياة، ففرحت، واطمأننتُ إلى ان (...)
42
في بيروت قرّرتُ ان أكونَ شاعراً.
ولكن هل يكفي هذا القرار الرومانسي لأقف على أقدامي في مدينةٍ شاطرة جداً… وتاجرة جداً… ووفيّة جداً لإرثها الفينيقي؟
فكرّت ان أؤسس دار نشرٍ لا تنشر سوى انتاجي الشعري، وسميتها منشورات نزار قباني، فاعترض كثيرون على (...)
سيرةٌ ذاتية ثانية
الجزء الخامس
- 32 -
حين وصلتُ الى مرفأ بيروت في شهر نيسان ابريل 1966 على ظهر سفينة اسبانية قادمة من برشلونة، احسستُ ان السفينة رست في مرفأ الأحلام، وأن قصائدي نامتْ في بيت أُمّها وأبيها...
من إسبانيا حملتُ معي أثاثاً منزلياً (...)
1
... وأخيراً شرفتني مدينة دمشق، بوضع إسمي على شارعٍ من أكثر شوارعها جمالاً، ونضارةً، وخضرة...
... هذا الشارعُ الذي أهدتهُ دمشق إليَّ، هو هديّة العمر، وهو أجملُ بيتٍ أمتلكه على تراب الجنّة...
2
السُكنى في الجنّة...
والسُكنى في دمشق...
شيءٌ (...)
26
لا تزال صورتُه واضحةَ التقاطيع، ولا يزال صوتُه القويّ يهدر في مسمعي، بعد مرور أربعين عاماً على لقائي الدراماتيكي معه...
بطل القصة مواطنٌ مغربي لا أتذكّر اسمه، جاء عام 1954 الى دار القنصلية السورية في لندن في شارع Kensington Palace Gardens حيثُ (...)
سيرة ذاتية ثانية
الجزء الثالث
21
هناك حوادث مرت بحياتي كشاعر، غيرت مساري تغييراً جذرياً، وقلبت خرائطي واختياراتي.
وثمة أشخاص قابلتهم بالمصادفة، شعرت أنهم مرسلون من عالمٍ آخر، جاؤوا ليبلغوني أمراً... أو رسالة... ثم يختفون...
وثمة مدنٌ دخلتُها وأنا (...)