1 ... وأخيراً شرفتني مدينة دمشق، بوضع إسمي على شارعٍ من أكثر شوارعها جمالاً، ونضارةً، وخضرة... ... هذا الشارعُ الذي أهدتهُ دمشق إليَّ، هو هديّة العمر، وهو أجملُ بيتٍ أمتلكه على تراب الجنّة... 2 السُكنى في الجنّة... والسُكنى في دمشق... شيءٌ واحد... الأولى تجري من تحتها الأنهار... والثانية تجري من تحتها القصائدُ والأشعار... 3 ... وأخيراً.. شرفتني المدينةُ التي خرجتُ من رحمِ ياسمينها، وسَقَتني من ماء ينابيعها... ووسّدتني على ريش حمائمها... وأطعمتني فتافيتَ الذَهَب، وفتافيت الشِعرْ... وفتافيت الصبابة... وعلمتني أبجدية الكلام الجميل... والطيران الجميل... والتحليق الجميل على أكتاف الدمشقيات... 4 ... وأخيراً وجدتُ بيتي في الجنّة... وجدته في دمشق... وجدته على هذه الخريطة الخرافية للعبقرية الشامية السورية، التي أقدمها لكم. 5 وجدتُهُ متكئاً على صدر جبل قاسيون، حيثُ يسكنُ الصفصاف، والمشمش، والخوخ، وأعرق شعراء الشام من عبدالملك بن مروان... حتى اليوم... 6 خريطة العبقرية الشعرية الشامية أنظر الخريطة تنحدر من أعالي جبل قاسيون، حتى سفوح نهر بردى، حيث كانت إقامة كبار الشعراء العرب، أذكر منهم الخليفة عبدالملك بن مروان، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والشاعر خليل مردم، والجاحظ، والشاعر محمد البزم، ومحمد كرد علي، والأمير شكيب ارسلان. 7 ويشاء الرئيس حافظ الأسد ان يكون أول رئيس للشعر يحتضن هذا الفن الجميل، فيتبنى اقتراحاً نيابياً لتسمية أحد شوارع دمشق، باسم نزار قباني، الشاعر الذي طلع في تراب دمشق، وكان جزءاً من تاريخها الشعري والثقافي. ونقل بياض ياسمينها، وعبقُ تفَّاحِها، وأزهار مشمشها الى كل زاويةٍ من زوايا الكرة الأرضية... 8 فيا أيها الواقفون أمام الشارع الجميل الذي يحمل إسمي، في حي أبي رمانة... تذكرّوا... أنني كنت يوماً ولداً من أولاد هذا الشارع، لعبتُ فوق حجارته، وقطفت من أشجاره... وبللت أصابعي بماء نوافيره... تذكّروا أنه كان أبي... وأمي... ووطني... وقصائدي التي طارت كحمام الشام من المحيط... الى الخليج... 9 الرَسْمُ الجميلُ، يرسمه رسَّامونَ دمشقيون... والوردُ الدمشقي، يزرعُهُ مزارعون دمشقيون... والقومية العربية... تصنعها السيوف الدمشقية...