دخان أسود يغطي الأجواء السورية المتشحة أصلا بالسواد.. هو ليس دخان القنابل والصواريخ التي تنهال على المدن السورية ليل نهار منذ أكثر من عامين وأتت على الأخضر واليابس، بل هو دخان لا يقل فتكا عنها وناتج عن النفط المحترق في المدن التي يسرق منها ويكرر (...)
نظرة واحدة للوراء كانت كافية لأن تجعل مروان وعائلته ينفجرون بالبكاء والعويل، وهم يغادرون نهاية الحي الذي يقطنونه، بعد أن انقشعت غيمة الغبار الأسود الذي نتج عن إلقاء برميل متفجر على الحي من طائرة أرعبت السكان بقدومها، فغادر من استطاع المغادرة فورا، (...)
أيام عصيبة يعيشها السوريون وهم يتابعون الأخبار التي تنهال عليهم حول الضربة التي تنوي الولايات المتحدة القيام بها ضد معاقل نظام بشار الأسد.
حالة القلق الأكبر تمركزت في العاصمة دمشق، حيث بدت تتوشح بالبؤس البادي على وجوه عابري طرقاتها الذين أنهكتهم (...)
إنه العيد الخامس الذي يمر على السوريين، ولا تزال الأزمة تستعر في مختلف أنحاء البلاد، وقد أتت على الأخضر واليابس. لم تترك مكانا للفرح كي يستريح في زوايا بيوتهم التي نالت نصيبها من الدمار. ساحات الأطفال التي اعتادت أن تكون ملعباً لهم وتتسع لمراجيحهم (...)
لم يكن التسول في مدينة دمشق وبقية المحافظات السورية، ظاهرة كما هي الآن، بل كانت انعكاسا لحياة طبقة معينة من الناس اعتادوا على هذه المهنة التي يديرها في بعض الأحيان متخصصون يقومون بتشغيل الأطفال والفتيات الصغيرات وبعض أصحاب العاهات والنسوة اللواتي (...)
كل التفاصيل الدقيقة والكثيرة التي تمر بها سورية بعد أكثر من عامين على الحرب، والتي أتت على الأخضر واليابس في البلاد، لا يمكن أن تساوي دمعة طفل ساخنة تكاد تحرق خديه حزناً، وهو يبحث عن أمه وأبيه بين أنقاض بيتهم الذي تهدم للتو، ولم يجد سوى لعبة مزقتها (...)
يطرق شهر رمضان الكريم بكل متطلباته، أبواب السوريين فيما تتواصل رحى الحرب طاحنة الأخضر واليابس في بلادهم. فالغلاء يطل عليهم بوحشية أشد قسوة من الحرب التي تطالهم، عابراً من نافذة "سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية"، ومتحولاً إلى كابوس يؤرق مضاجع (...)
تبكي العاصمة السورية دمشق شوارعها ومبانيها، إذ لم تعد اليوم كما كانت في الأمس. فدمشق وهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ومعروفة بأبوابها السبعة وأزقتها ومآذنها وتغنى بها شعراء وزائرون وباحثون، أمست تنام باكرا بعدما كانت تطيل السهر ولا تهدأ شوارعها من (...)
إنه العيد.. حضر إلى سورية ونسي أن يحضر معه الفرح. الجميع يعرفون موعد قدومه، لكنهم كانوا خائفين ومذعورين، إذ لم يعد للفرح مكان وسط هدير الموت، الذي يدهمهم من كل حدب وصوب.
لم يكن لعيد الأضحى أي تحضيرات ولا حتى بهجة، ففي كل منزل قصة حزن تخفي وراءها (...)