في ذلك اليوم المشمس، من الصعب أن تجد من يمشي في الطريق دون أن يكون كادحًا أو عائدًا، ليست ساعات مناسبة للتجوّل، صفاء السماء ليس فاتنًا إذا التقى بحرارة الجو، وعلى جانب الطريق تتراص محلات البضائع المستعملة، هناك حيث يجلس أحدهم على كرسي عتيق، يحمل كوب (...)
في محاولة للبحث عن مفهوم نهرب إليه من الألم، كان مفهوم اللذة بانتظاري، وما بينهما، تتشكل فيه الكثير من القرارات وتبنى، تجوّلت مرّة بين السطور فتوقفت على جملة: يتشافى المرء بأصدقائه، أي: أن الأصدقاء بقيمتهم في حياتنا يرممون ما مضى، وهم أنس اللحظة، (...)
في محاولة للبحث عن مفهوم نهرب إليه من الألم، كان مفهوم اللذة بانتظاري، وما بينهما، تتشكل فيه الكثير من القرارات وتبنى، تجوّلت مرّة بين السطور فتوقفت على جملة: يتشافى المرء بأصدقائه، أي: أن الأصدقاء بقيمتهم في حياتنا يرممون ما مضى، وهم أنس اللحظة، (...)
في ركن قصيّ، جلست أمامي، لوهلة فكرت بالرحيل بعيدًا، لكنها بدت آمنة، مثيرة للفضول، تنقلت بعينيّ ساهما في ملكوتها، تملك حضورًا يريد الحديث، يسحر رغبتي بالبعد، رغم الصمت المقلق، والقرب الغريب، لحظات مرّت، نظرت بعدها إليّ.. بلمعة عين مبهمة، وبدأت (...)
أسلو بصمتي.. إن كساني لاعجٌ
وترد عنّي.. بالسكوت، إجابتي
الليل وجدٌ، يستنير بشعلةٍ
في جوف قلبي، أشعلته صبابتي
أسري بها.. مشيًا، بغير دلالةٍ
كل الخطى.. ليست تقارب وجهتي
عيني ترى، والذكريات معالمٌ
لكنّ سيري، ممعنٌ في جفوتي
أتظن أن الصمت يبدو راحلاً؟
إن (...)
توقف أمام المنزل، انهمك يرش عطره، بينما يحاول التملص من مكالمة هاتفية، شعر ببادرة النجاح في ذلك ليطرق جرس الباب بينما يختتم المكالمة، نطق مختتمًا بعبارات متقطعة: «الله يسلم.. ما تقص..ولا يهم..» قاطعه المتحدث في كل مرة، كأنما شعر بنفاد الوقت ورغبة (...)
من جمال اللحظات، أن يتعثر الوقت بحضرة آخرين، فيكون سببًا للعثور على اكتشاف مّا، ربما لا يشكّل قيمة ماديّة، لكنّه يعني الكثير، تمثل هذا واضحًا في سؤال كانت عبارته "أين يسكن الجمال"؟
أمعنت التفكير في أبعاد السؤال، فتجلت معاني الإجابة التي مهما استفاض (...)
ذات مساء، شرفني الأستاذ الروائي أحمد السماري بنسخة من روايته "قنطرة" في لقاء ودّي غامر، جمّل لحظاته القصيرة مهما طالت؛ بوصفٍ شمولي للرواية، دعاني للبدء في قراءتها فور نهاية اللقاء، وحقيقة؛ فقدت الشعور بحاجز الوقت بين سطورها، لدرجة أني بتّ أستمتع (...)
كان من غير المعتاد أن أتوقف عن الكتابة لفترة كالتي مررت بها، بدا لي أن القلق الذي كان يحملني على الرغبة في الكتابة باستمرار خشية أن أفقد هذه القدرة لم يكن حقيقيا -كما كنت أعتقد-، كما كانت الأيام التي خلت من عادتي هذه مميزة حقًا، جميلة ورتيبة، وخاصة (...)
في ليلة قمرية، احتضنت الصحراء أبناءها، على كثيبٍ باردٍ كصمتها، باستثناء البقعة التي أُضرِمت عليها نار التدفئة والضوء، حيث تحلّقَ حولها من يتحدثون بحماسة أحيتْ جمودَ الليل، يجلس كلّ منهم على كرسيّه، ما عداه.. فقد نسي إحضار أشياء كثيرة؛ لكثرة ما كانت (...)