تصلُ المجلة الثقافية إلى عددها رقم (600)، في دأب محمود، وانتظام مشهود، ورحلة باذخة جالت فيها على مرافئ العلم والمعرفة والجمال، ونصبت منبراً لفرسان الكلمة، ينثرون من فوقه إبداعاتهم ورؤاهم، ويتشاركون مع أقرانهم معارفهم وتجاربهم، وصارت ميداناً رحباً (...)
أول ما يجذب الانتباه في رواية (اللواهيب) لتركي محمد السديري عنوانها الطقسي (بالمعنى الواسع). معنى يؤثله بيت الشعر الشعبي: (بكره تجيك أمي بكبده لواهيب..), مما يفتح أفق القراءة على زمن الحدث المستعاد وطبيعته, ويفسح لضراوة العنوان المحتدمة بأن تؤشر إلى (...)
يتذكر المتابعون جيداً أن الأدب المحلي، ظل طويلاً يصنف من آداب الأطراف، ولكن بعد صعود الرواية في العقدين الأخيرين، أصبح الأدب السعودي حاضرا وفاعلاً في مدونة الأدب العربي بالعموم، وصار من المعتاد وجود أسماء السعوديين والسعوديات في القوائم الطويلة (...)
«بعد أن نجح ابن سعود كجندي محارب، كرس كل جهوده
مع أبناء شعبه، لبناء بلاده على أسس عصرية حديثة»
جواهر لال نهرو
كتاب (لمحات من تاريخ العالم)
تحتفل المملكة هذه الأيام بالذكرى الثانية والثمانين ليومها الوطني المجيد، وتستذكر بهذه المناسبة الغالية على (...)
(5) السيرة: وسيرة السباعي، بدت لمن درسوها أسهل مأخذًا، وبخاصة أن ميثاقها القرائي تعدل مرتين، تبعًا لتطور سياقات التلقي، لأنها كتبت على مرحلتين، وصارت بهذا أقرب، إلى منهج جورج ماي (Georges May)، المرن، وبالذات في صيغتها الأساس (أبو زامل)، منها إلى (...)
مدخل:
في ملاحظة أولية: أود القول، أنه ليس من عادتي الإطالة في المحاضرات المنبرية، حتى لا يمل الجمهور، ولكنني أستميحكم عذرًا هذه الليلة بالصبر علي قليلًا، لعلنا نوفي هذا العلم الرائد، جزءًا -ولو يسيرًا- من حقه علينا جميعًا، فقراءة آثاره الريادية، (...)
نشأت (جماعة حوار)، في فترة كان الحوار فيها هو (الفريضة الغائبة)، ولعل المرتكز الأول لقيام الجماعة، هو أنها جاءت نتيجة لفكرة جماعية؛ أي أن الحوار بدأ أولا، في العقل، والروح، والوجدان، والاهتمامات، والتطلعات، بين مجموعة متجانسة، آمنت بالفكرة، وسعت إلى (...)
مما يعزي النفوس والقلوب في فقدان الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، معرفة مقدار ما كان ينهض به من أعمال جليلة في خدمة دينه ووطنه وأمته، من خلال المهام والمناصب المرموقة التي تقلدها بكل كفاءة وإخلاص على مدى أكثر من ستين عاماً من مسيرة هذه البلاد، (...)
(1)
عندما تنشأُ جماعةٌ أدبية أو فكرية، فهذا معناهُ أولًا: وجودُ حاجةٍ ما، لتعويضِ غياب قيمة أساسية معينة، في مكان وزمان محددين. وثانيًا: أن هناك مجموعة من المهتمين تتوفر لديها إرادة الفعل؛ فَتُبَادِر إلى تأمين ما يسمح للفكرة بالتبلور، ثم (...)
لعل يوسف المحيميد هو الروائي السعودي الذي يمكن أن ينطبق عليه لقب (الروائي المحترف)، ولذلك لم يكن من المفاجئ أن يفوز بجائزة أبي القاسم الشابي للرواية العربية، في دورتها الحالية، عن روايته المتميزة: (الحمام لا يطير في بريدة) بعد أن صدرت مؤخرا طبعتها (...)
لعل دوافع الكتابة هي أول ما يتوارد إلى الذهن عند قراءة نص من النصوص، وبالذات القصصية منها، وتزداد أهمية الدوافع عندما يكون الجديد في الأمر مجيء الكاتب من خارج الدائرة التقليدية القارة لمنتجي النصوص في العادة، فتنشأ أسئلة مثل: ما الذي يمنع أن تكون (...)
تاريخ العلاقة التي تربط الأدب المحلي بالوطن, تاريخ طويل, وشواهده كثيرة وحيَّة, والمرحوم حامد دمنهوري, من الأدباء الذين شكَّلَ حب الوطن لحمة أعمالهم وسداها؛ ولهذا لم يكن غريبا أن يتبوأ منصبا مرموقا, في سن مبكرة؛ لأن للوطن حاسة قوية, تعرف المخلصين, (...)