يتذكر المتابعون جيداً أن الأدب المحلي، ظل طويلاً يصنف من آداب الأطراف، ولكن بعد صعود الرواية في العقدين الأخيرين، أصبح الأدب السعودي حاضرا وفاعلاً في مدونة الأدب العربي بالعموم، وصار من المعتاد وجود أسماء السعوديين والسعوديات في القوائم الطويلة والقصيرة للجوائز الدولية والإقليمية المرموقة، بل وتسلموا المراكز الأولى في مناسبات عدة. الأمر المهم الآخر، أن المستوى الذي وصلت إليه الرواية المحلية، رفع منسوب الإبداع في الأجناس الأدبية الأخرى، مثل الشعر والقصة القصيرة، فقد كانت هذه الأجناس الإبداعية في الماضي مثقلة في كثير من الأحيان، بتلك المساحة الشاسعة الناجمة عن غياب الرواية، وهذا التأثير يلاحظ بشكل ظاهر، ويكفي هنا الاستشهاد بجزئية واحدة، تتمثل في أن الشعر والقصة القصيرة أخذتا الجانب المقابل لرحابة الرواية ومداها الواسع، وذهبا في أحيان كثيرة إلى آخر الشوط، وأعني وصولهما أحياناً إلى درجة التطابق في نقطة ما بات يسمى (ق. ق. ج)، أي القصة القصيرة جداً، والقصيدة القصيرة جداً، على سبيل المثال. في هذا السياق تأتي جائزة سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن المخصصة للرواية بنادي حائل الأدبي، التي توجهت منذ دورتها الأولى إلى المساهمة في دعم وتطوير هذا الجنس الأدبي الرفيع، وإعلاء قيمة الوعي بالعناصر الأساسية للجنس الروائي سرديا ولغويا، ويحسب لهذا النادي العريق بإدارتيه السابقة والحالية، فضل المبادرة والتأسيس أولاً، ثم التأكيد والاستمرارية ثانياً، لنحتفل بختام الدورة الثانية للجائزة، برعاية كريمة من داعمها وراعيها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، تتويجاً لرعايته الدائمة لكافة المناشط والفعاليات الثقافية والعلمية في المنطقة. * أمين عام جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية بنادي حائل الأدبي