كان عمري سبعة عشر عاماً حينما انتهيت من كتابة قصة طويلة بعنوان "المأساة الخالدة"، وهي عبارة عن قصة حب حاكيت فيها ما أدمنت قراءته من قصص محمود كامل المحامي وابراهيم الورداني ومحمد عبدالحليم عبدالله برومانسيتها الزاعقة. وقد قرأتها على الاستاذ (...)
أدركني المطر وأنا واقف على محطة الأتوبيس في ميدان التحرير تحت مظلة مبنية بالأسمنت المسلح، في مواجهتي مبنى الجامعة العربية وفندق هيلتون النيل، وعلى يميني مبنى المتحف المصري الذي لم أدخله مرة واحدة في حياتي. كانت السحب قد طرحت على المدينة خيمة من (...)
رأيتني في "المقعد" الصيفي في دارنا في البلد، المبني بالخشب البغداديّ المغفق بالطين والمدهون بزخارف ملونة تخط على حوائطه اخاريز واطباق زهور. السرير ذو العمدان النحاسية والناموسية منتصب في الركن يطل على الشباك البحري يفصل بينه وبين الشباك صندوق اثري (...)
من نافلة القول الاعتراف بأن استاذنا نجيب محفوظ هو الذي علمنا فن الرواية وأسس له في الثقافة العربية المعاصرة، وانه أحد قلة قليلة من كتاب العالم تعبر عن الانسانية جمعاء، بمعنى انه كاتب انساني تقرأه في جميع اللغات من دون ان تتأثر أعماله من لغة الى (...)
هنئت بالفعل في هذه الشقة التي كانت أشبه بمستودع للتحف الزائدة عن الحاجة، والمقاعد والأطقم الكلاسيكية التي طردتها مظاهر الحداثة من بيت خالي ومكتبه مع أنها لا تزال تنطق بالأصالة وتقوى على مناطحة الزمن وتبقى جميلة مهيبة وإن كان بعضها ثقيلاً وضخماًً. (...)
هنئت بالفعل في هذه الشقة التي كانت أشبه بمستودع للتحف الزائدة عن الحاجة، والمقاعد والأطقم الكلاسيكية التي طردتها مظاهر الحداثة من بيت خالي ومكتبه مع أنها لا تزال تنطق بالأصالة وتقوى على مناطحة الزمن وتبقى جميلة مهيبة وإن كان بعضها ثقيلاً وضخماًً. (...)
فاجأني الكلب ضخماً كالحصان فتوة وشراسة. راح، واقفاً على خلفيتيه، يرتمي في حضني يحاول معانقتي بأماميتيه وقد تدلى لسانه واقتربت انيابه المخيفة من وجهي، نشفت الدماء في عروقي، تجمدت اوصالي، عجزت حتى عن الصراخ، غبت عن الوعي لبرهة وجيزة كان لها الفضل في (...)
1- "أدب الكاتب" لابن قتيبة. هذا الكتاب من أهم الكتب التي لا تفارقني لاتصالها بموضوع حرفية الكتابة. وهو لمن لا يعرف يتحدث عن فنون الكتابة واللغة، ومن ذلك تقصيه للمفردات ونشأة كل مفردة سواء كانت عربية أصيلة او انتقلت الى اللغة العربية من لغة أخرى.
2- (...)
} يتابع صاحب "الاوباش" و"وكالة عطية" و"اولنا ولد" الاصغاء الى حكايات الناس في البيئات الشعبية المصرية وتدوينها بنبرته الخاصة المميزة.هذه قصة قصيرة من جديده:
منذ أن هداني الله وتبت إليه توبة نصوحاً عن كل فعل أو قول يغضبه سبحانه وتعالى، ووفقني في (...)
نعم كان في الحجرة مصباح، لكنه يكفي بالكاد لأن نراه وحده فحسب. ننظر إليه في ركنه البعيد معلقاً في مسمار على الحائط الطيني الاسود، حيث الشريط المشتعل داخل الزجاجة المنبعجة قد آب الى ذبالة حمراء، فنعرف أن هناك مصباحاً، لا أزيد ولا أقل، لكن لا نكاد نرى (...)
على البوابة الخارجية الواسعة المسيّجة بشبكة من الحديد التخين، اعترضني فريق كامل من الحرس في ثياب مدنية. من شباك السيارة قدّمتُ لهم بطاقة الدعوة المختومة بخاتم، تفحصوه جيداً وتأكدوا أنني لم أقم بتزوير هذه البطاقة، انحنى أحدهم على شباك سيارتي وطالبني (...)
كنت أمشي في ممر عريض، فوق أرض خشبية ناعمة لامعة مزركشة مفروشة بسجاد فاخر وتتصاعد شيئاً فشيئاً بدرج متباعد وغير ملحوظ، من أمامي وحوالي جماهير حاشدة ساكنة تجلس في مقاعد وثيرة تحت أضواء كابية لكن جميع الألوان بجميع درجاتها تظهر في ملابسهم وأشكالهم (...)
كنت أعرف سلفاً أن أبي قد مات منذ خمسة وعشرين عاماً عن عمر يناهز السبعين حزناً على وفاة أصغر إخوتي. مع ذلك لم أندهش حين رأيتني جالساً معه في مندرة دارنا في البلد، وعمره لحظتئذ يكاد يتساوى مع عمري، كلانا في الستين من العمر تقريباً، إلا أنني لا أزال (...)
رحيل الروائي المصري فتحي غانم أثار سجالاً ثقافياً بدأ بأعمال الكاتب نفسه واتسع منها ليشمل مسائل تتعلق بالرواية المصرية والعربية عامة. وكان طبيعياً ان يتسع هذا السجال بالنظر الى ما تتسم به كتابات غانم من خلافية لدى قرائها جعلتهم يقفون مواقف متناقضة (...)
استوقفني أكثر من حدث، أولاً التوسع في مشروع "القراءة للجميع" برعاية السيدة سوزان مبارك حتى بات يوزع ملايين النسخ. وفي المقابل هناك مشروع "كتاب في جريدة" الذي تشرف عليه منظمة اليونسكو الذي حقق أيضاً انتشاراً ملحوظاً خلال العام 1998.
واستوقفني ايضاً (...)
خل بالك من نفسك يا ولدي، احذر أن يستهزئ بك الناس بما أنك طفل صغير لا راح ولا جاء بعد، كن رجلاً وإن كنت كعقلة الأصبع، الرجولة ليست بالطول ولا بالعرض بل بالعقل والكلام الموزون والسلوك الحسن والجدعنة والجرأة في الحق. لعلك تذكر ما أوصيتك به من قبل (...)