ألسنا نزهد في الخيوط فلا نتوانى في التخلص منها حين تنسل من أطراف ثيابنا ونزج بها في سلة المهملات مع العلب الفارغة ووسط الروائح النّتنة وكأننا نتناسى أنها من سترت عري أجسادنا...
كما للجسد خيوط...
للروح خيوط تسترها...
وكما للواقع (...)
(1)
حين تكون النهاية جرحاً..
حتماً لن يقبل الجرح الاندمال..
سيظل نازفاً يتدفق بغزارة كصنبور ماء عبثت به يد طفل ثم ذهب يلهو بعيداً عنه..
نحاول دائماً أن ننقض ضفائر الحزن..
أن نحل عقدها..
لكن محاولاتنا هذه تبوء بفشل ذريع..
وحين (...)
ترى أي تربة خصبة تلك التي نُثرت عليها بذور الحزن فامتصتها وحوتها داخل بطنها... واستدرت سحائب الدمع لتمطر عليها من مائها فتحبل بالحزن وتلد أشجاراً عظيمة بجذور متينة لا يمكن اجتثاثها من الأرض... وحين أوكل إليها الأمر في أن تختار من يرعاها ويتعهدها لم (...)
لا زلت أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله المرة.. لا زلت أذكر ملامحه جيداً تبدو الآن ماثلة أمام عيني اللتين صارتا كغيمتين تزخان المطر بقوة وبلا توقف حد الغرق.
المطر يطرق نافذتي ووجنتاي تسبحان بالدموع وأنا أرتمي على فراشي الذي كثيراً ما صرخ في وجهي لا (...)
(1)
] هل يتخيل المرء نفسه أن يصبح يوماً ما ورقة خريف صفراء.. باهتة.. تدوسها الأقدام.. تذروها الريح.. تقذفها هناك حيث اللاوجود.. هل خُيِّل لنا يوماً ما أننا بهذه الصورة مشتتون.. كل جزء منا يخاصم الأخير ليهرب الكل ونبقى بأجساد وأرواح خواء نبحث عن (...)