(1) حين تكون النهاية جرحاً.. حتماً لن يقبل الجرح الاندمال.. سيظل نازفاً يتدفق بغزارة كصنبور ماء عبثت به يد طفل ثم ذهب يلهو بعيداً عنه.. نحاول دائماً أن ننقض ضفائر الحزن.. أن نحل عقدها.. لكن محاولاتنا هذه تبوء بفشل ذريع.. وحين يستحيل نقضها نبحث عن اكسسوار نزينها به كي تبدو جميلة أمام الآخرين.. لكن حتى الآخرين بات خداعهم صعباً.. فالحزن دوماً ذو مقاطع وآثار مطبوعة على وجوهنا حتى لكأن الحياة نحتت على قلوبنا ختم الألم.. (2) حين نكتب فلسنا عابثين.. نظل نفتش عن أبجديات نسري، بها عن ذواتنا التي أضعناها ونحلم باستردادها بكل ما فيها من طفولة.. حين نكتب فنحن ننقش جراحنا نرسمها بكل ما فيها من أبعاد.. نبحث عن حلم جميل.. عن وميض أمل يلوح من بعيد.. حين نكتب فنحن حتماً نوجه رسالة لكل الوجود بأننا لا زلنا أحياء.. لا زلنا نستنشق عبق السعادة.. لا زلنا نقاتل لأجل طموح نتطلع له.. حين نكتب فإننا نصرخ في وجه الألم.. لنقول له: لا زلنا على قيدة الحياة..