ولكيلا ينثني السهم عائداً بذات النفاذ إلى مصطلح يقبل التعايش، ولا يتنكر لجذوره ومرجعياته وضوابطه، أشير إلى أن «النقد الثقافي» بمعهوده الذهني، لا بتحديده الإقليمي الاعتباطي وغير المسبوق، لا يختلف عن «النقد الإسلامي»، إذ يشكلان انعطافاً «مضمونياً» ليس (...)
والحضارة الاسلامية التي تُنقَض مفرداتها عروة عروة، بدأت بالكلمة المعجزة: نظما ودلالة، وهي مرجعيتها، وانسانها محكوم بالمرجعية في البدء وفي الاختلاف، والحرية فيها منضبطة، لأنها محكومة بالكلمة، وأي دعوة لحرية الرأي أو لحرية التعبير أو لحرية التفكير، لا (...)
و«النقد الثقافي» في منهجه وآلياته ومقاصده لا يكون بالضرورة ورقة إدانة للثقافة الماضية مع الزمن السحيق، ولا معول هدم للتراث العريق، ولكن الذين اتخذوه لهذه المهمات يوقعونه في الارتياب، ويحيدون به عن جادة الصواب.
وحين لا يحمل هذا الهم المريب، ولايمتاز (...)
وحين نقبل بالتعايش السلمي بين النظريات المعاصرة وهو ممكن مستبعدين لعبة الموت أو النفي أو الأثرة، فليس شيء خارج الثقافة، إذا لم يُختصر (النقد الثقافي) في نسف الأنساق والتفحلن الحطيئي على الشعراء الذين ملؤوا الدنيا، وشغلوا الناس، والعمل على تحويلهم (...)
وحين نؤكد على أن «النقد الثقافي» معهود ذهني قائم في الثقافة العربية، قبل أن يكون مصطلحاً ذا خصوصية محلية، تقوم على تحديد مهمته: باختراع الاتهام، وصياغة المواجهة، فإننا نتحفظ على القول بالمبادرة، ولا نراها إلا بهذه النسقية «البراغشية»، ونتحفظ على (...)