كان مطار طوكيو هادئا غير مزدحم على غير ما يتوقعه المرء في مكان ياباني.
تناثر في البهو الواسع أشخاص يقرؤون أو يشاهدون التلفزيون، أو يدردشون أو يتعاطون التأمل -مثلي- في أنفسهم، وفيما حولهم.
بقي على موعد المغادرة ما يقرب من 3 ساعات، حاولت أن أمضيها في (...)
كانت «رحلة» الحج قديما رحلةً أسطورية، تكتنفها الأخطار، وتحيط بها المحاذير، يحمل فيها الحاج على عاتقه مخاوفه وآلام اغترابه الطويل.
كانوا يودّعون الحاج «وداع من لا تُرجى عودته، حتى إذا ما حان أوان عودة قوافل الحجيج، خرج أهل القرى والمدن إلى المشارف، (...)
كان زميلنا الياباني في قسم الاقتصاد محط اهتمامنا جميعا. كان صامتا، ساكنا معظم الوقت، يعيش مع نفسه وأفكاره، وعشرات المقالات التي كان ينقلها بخطه الدقيق، ويستظهرها استظهارا إلكترونيا عجيبا، يفرغها بسهولة عجيبة في أوراق الامتحان.
وكنا أكثر ما نكون (...)
يدين «برنارد شو» في مسرحيته «معضلة الطبيب»، مهنةَ الطب الخاصة والأطباء إدانة بالغة، فيقرر في مقدمة المسرحية التي تعدّ تقييما ساخنا للوضع الصحي في بريطانيا أوائل هذا القرن، أن أسوأ المصالح على الإطلاق، تلك التي تنجم عن «المرض» وتقوم عليه، وأنه لا شيء (...)
لم أر بين الكائنات الدونية مخلوقا متسلقا مثله.. ولو أردنا أن نصفه باختصار لقلنا إنه حشرة تعيش في الأعماق.. النتنة.. الرطبة.. المظلمة.. لكنها تتسلق طريقها إلى السطح بكل الغباء والعفونة والانتهازية اللزجة التي يتفرد بها «الصرصار» من بين مخلوقات السطح (...)
أصحاب الزوايا اليومية والأسبوعية والشهرية كثيرون بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، وربما كان هذا دليلا على أن لدى كل منهم كلاما قليلا له «دلالة». فالأصل في أن يختار المرء لنفسه أو يجبر على أن يختار زاوية في صحيفة أو مجلة «يُحصر» فيها دوريا، هو (...)
* عندما وُلد، جوزيف ستالين، لم تصرخ، أمه، في وجه المحيطين بسريرها قائلةً: إنني أُهدى إلى العالم، طاغيةً، وجباراً، ووحشاً كاسراً, ولم يسرع أبوه إلى اصدقائه، وأقاربه، في القرية، الجورجية، ليبشرهم، بميلاد، جزار تاريخي.
* والذين يدرسون حياة جوزيف (...)
* هل ستؤدي، العولمة، إلى تحقيق السلام، والاستقرار بين الشعوب؟ وبالتحديد، هل سيؤدي التقدم التكنولوجي، وتحرير التجارة الدولية، وانسياب حركة رؤوس الأموال، وانتقال الأشخاص، إلى رخاء اقتصادي، وارتباط للمصالح والاهتمامات، بحيث تصبح الحروب، والنزاعات، (...)
* ليس هناك حلٌّ نهائي يقتطع الحق الثابت، أو يستبعده، أو يلغيه أو يبيعه، بالجملة، أو التجزئة، نقداً، أو تقسيطاً.
* وليس هناك حلٌّ نهائي يُلغي، شعباً، أو يُهمله، أو يستبعده أو ينفيه، أو يُجزئه، أو ينثرهُ، شتاتاً، أو يحجُره في مخيمات ضيقة أو كانتونات (...)
انتهت المهمة الاقتصادية للحمار، منذ وقت طويل، في الدول الاقتصادية المتقدمة، بالطبع، وإلا فإن الحمار يظل فعالية اقتصادية ذات وزن مهم في كثير من المجتمعات المتخلفة.
حمل الحمار، على ظهره، أثقال الإنسانية والحضارة، عهوداً طويلة من الزمن، وجرَّ وراءه، (...)
قررت الهيئة الدولية الناتو في مؤتمرها السنوي المنعقد في كيبوتي اصدار انذار نهائي الى اسرائيل، لإيقاف بناء المستعمرات، واعادة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم، بما فيها الأراضي التي استولت عليها اسرائيل، عام الثمانية وأربعين، والسماح للمفتشين الدوليين (...)
* كان صاحبنا أول إنسي خطر ببالي وأنا أفكر في الثقافة والمثقف، فقد كان مثالا متجسدا لما يجب ألا يكون عليه المثقف، ومثلا حيا للعدمية الثقافية وانفصام الثقافة عن كل فعل إيجابي في مجريات الحياة وقضايا المجتمع.
* وأريد أن أنصف الرجل وهو صديق أعتز بصداقته (...)
*التوجُّهات، والتوجيهات، في أمور القطاع الخاص، وأمور السوق تبدو واضحة لدى القيادات السياسية العليا.
والمشاكل، والحلول، واضحة، أيضا، لدى القطاع الخاص، ولدى المتعاملين في السوق .
* التحليلات، والاقتراحات، والمبادرات، تبدو، واضحة أيضاً لدى المراقبين (...)
يقولون : ان العرب ومعهم جموع كثيرة من العالم النائم وصلوا إلى محطة القرن الحادي والعشرين على ظهر قطار أعرج، مصاب بذبحة صدرية ويعاني من تآكل عجلاته، واهتراء قضبانه,, والعجيب انه رغم هذا الوصول المتأخر فإنه سيكون هناك كالعادة حشد كبير من المودّعين، (...)
قال شيخي وهو يحدثني فجر ذات يوم: ياولدي، اني أحبك ، والمحب العارف، لا يكذب من يُحب، واني باذلٌ لك من معرفتي ما يوفقني الله إليه.
ياولدي لا خيل عندي أعطيك إياها، ولا مال، واني صادقك القول، وتصدُقني ، مع قولي، حالي التي تعرفها، وخبري الذي توقنه، فاسمع (...)
لن يكون، كامب ديفيد، المكان الأخير، للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. ولكن الذهاب الى كامب ديفيد، مشوبٌ بالعاطفة الحارة، والمشاعر الساخنة، وأحياناً، بالرغبة، في الاستقياء، او الاستلقاء، والاستسلام لأحلام اليقظة، وكوابيسها.
حق اللاجئين في الرجوع، (...)
* نحن أمة دخلت عصر الاستهلاك المرفّه الوفير من أوسع أبوابه,, اصبحنا نرفل ناعمين في ثيابه الفضفاضة، ونتمرغ على حريره الناعم، نخطو على عسجده البهي، ونمتطي خيوله المطهمة، ونتذوق أطباقه الشهية.
* لقد أصبح استهلاكنا,, مكثفاً، منوعاً، ورحلت تطلعاتنا (...)
عندما سقط زميلنا السهيلي وكان مصاباً بالصرع,, فزع أطفال الصف الأول الثانوي وتجمهروا حوله حائرين هلعين.
لكن عواد قفز من ركنه القصي وسيطر على الموقف.
وعندما دفعت الشقاوة بعضنا ذات يوم أن ينثروا مسحوقاً مثيراً للعطاس نكاية بمدرس الرياضيات وكادت (...)
* كانت نيويورك تبدو من الطائرة زحاماً ,, ضوئياً,, متناثراً,, يسبح في بحر من العتمة الحالكة.
بدت لي المدينة الكبيرة,, الشهيرة,, عالماً,, زاخراً,, ثرياً,, بالحياة والأسرار,, والمفاجآت.
أخذت,, الطائرة تقترب,, من شاطئ جزيرة مانهاتن
وظهرت لنا ناطحات (...)
قد يختلف البعض على كشف حساب ثلاثين عاماً من حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد.
بعض هذا الخلاف منصرف الى امور مشتركة مع انظمة جمهورية عربية مماثلة وبعضها يشمل نقاط اعتراض مشتركة مع انظمة كثيرة مماثلة في العالم الثالث، وكثير من هذه الملاحظات ممكن إثارتها (...)
** زفير ناعس ,, ينتخب لغة مؤجلة,.
يتثاءب,, منسلاً من سلطة الليل,.
يتجشم رحلته اليومية,,
في معاطف صيف الجنون,.
** تلك,, التي ابتلّت في الحر,, حتى تجلى,,!
تنبت في تلافيفها رائحة التوت,.
وتطاول فروسية الوقت,.
لتمنحه,, وحشة النهار,.
تقاسمه,, جبروت (...)
السيدة هيلاري كلينتون هي مرشحة الحزب الديموقراطي لمقعد مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك.
وهي بالطبع السيدة الأميركية الأولى، زوجة، لرئيس ويليام جيفرسون كلينتون.
ليس من المفروض أن يكون لغدة البروستاتا الذكرية أية علاقة مباشرة أو حتى غير مباشرة (...)
عالم الكبار أصبح شجاعاً إلى آخر قطرة من دم أطفاله البؤساء، مقداماً إلى آخر نظرة هلع من عيون أطفاله المتساقطين.
في حرب الخليج الأولى وقبل ذلك في حروب فييتنام وكمبوديا ولاوس أصبح الاطفال نفايات مستهلكة يقذفها الحكماء البالغون في مستنقعاتهم وبعوضاً (...)
ليس هناك، سعر"عادل" للنفط، أو البسكويت، أو، حمَّالات الصدر.
في أحسن الأحوال، عندما تسود المنافسة الكاملة، نستطيع الحديث عن سعر تنافسي، توازني.
وحتى، هذا، السعر، التنافسي، التوازني، لا يعبِّر عن أي توزيع "عادل"، بين المنتجين، والمستهلكين، ولا يضمن، (...)
ومع ذلك، فلا تستطيع، الا، نصطدم، بين وقت، وآخر، بالغوغائية التي يتناول بها هذا الكونغرس، القضايا الدولية، اقتصادية، وسياسية.
نحن نعلم، ان النظام السياسي الاميركي، يفتح المجال، واسعاً، للانتهازية السياسية المحلية، والخضوع لجماعات الضغط السياسي، (...)