تتجمد اللذةُ في عروق الموعوكِ، وتُحبس المتعة دون قضبان السقم، يرى الطعام ولا يشتهيه، يبُصر كأس الماء ولا يقوى على شربه، حين يُسلم جفونه للنعاس تتسلل له يد الألم لتوقظه وتقطع نومه، تثقل عليه الحركة فالقيام والجلوس يجهده، وربما لا يطيقه بمفرده لا بد (...)
أَجلبت علينا الشهوات بخيلها ورَجلها، وذُللت لنا تذليلاً، تيسر لنا اقتراف الشهوات المحرمة والإسراف في الشهوات المباحة ما لم يتيسر في زمن سابق، لا حاجة للخروج من المنزل فبضربة زر نستطيع الوصول للشهوات أيا كانت: نظر، سماع، محادثة، بيع،… إلخ.
ولا يسلم (...)
في هذه الأيام التي نشم بها عَبَق أريج رمضان وقرب حلوله -بلغنا الله إياه على أحسن حال وأكرمنا بصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا-
نسيم هذه الرائحة الطيبة ذكرني بحوار دار مع عمي – سدده الله – في شوال الماضي عن النفس البشرية كيف تنشط للطاعة في موسم الخير (...)
وكيف يكون النسيان بعد الشنق؟
تكرر هذا السؤال بعد مقالي السابق (على مشنقة الحياة).
اللطيف سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، والرحمن الرحيم لا يُحمل عبداً ما لا يطيق، فإذا تقرر هذا.. فمن ظلم النفس خياطة جراحها دون تنظيف أو تعقيم كمن يكبت مشاعرها، أو (...)
إن كان من كلمة تستحق تقبيل الجبين فهي ( الرحمة )، ذاك الشعور الذي يُسكب في القلوب الرقيقة، والنفوس السامية، والأرواح الموفقة السعيدة كما جاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – "لا تُنزع الرحمة إلا من شقي".
وامتدح الله أهل الميمنة بقوله { وَتَواصَوْا (...)
تدور عجلة العمر في مطحنة الحياة سراعاً، مبصرين كيف تُطحن بذور الأوقات فمنها مبارك صالح للجميع يُستفاد منه في مجالات شتى، ومنها نخالة تصلح للبعض دون البعض، ومنها قشور تُرمى على هامش العُمر، لتأكلها الطيور الصادقة في توكلها، فتغدو خماصاً وتروح بطاناً، (...)
ما سُمي القلب قلباً إلا لتقلبه، لكن الفكرة الخفية التي تسري في جوانح النفس المكدودة هو كيف يحدث هذا الانقلاب الشعوري في تلك المضغة؟
وهل من ترسانة أو خوذة تُتُخذ أدرعاً وقائية لصد هجمات الانقلاب الغاشم؟
لطالما قرأنا حديث" يصبح الرجل مؤمناً ويمسي (...)
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت وقرأت من يرثي الوفاء في زمن مضى، فكيف بزماننا، وكل زمان أَشّر من الذي قبله؟!
قيل في ذلك:
سقى الله أطلال الوفاء بكفه… فقد دُرست أعلامه ومنازله
وقيل:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب… فالناس بين مخاتل وموارب
وقيل:
ذهب التكرم (...)
هذا المقال تتمة لمقال سابق
قالت: " مِن حسن حظي أني كنت أحد المشاركين في دورة… فهذه الدورة كل ما فيها مفيد وقيم، وبالأخص التمارين، لأنها تمكنا من الوصول إلى ما نريد، وإلى فهم ما نقوم به، ومن التمارين المفيدة « تمرين التدقيق » وهي كالتالي: طلب مني (...)
منذ أن فتحت عيني على الدنيا وأنا أرى ذاك الشيخ الوقور الجليل المهاب ذا اللحية الكثة البيضاء، وأرى أبي وأعمامي – حفظهم الله – يتعاملون معه باحترام غير مألوف وكأنه ملك مبجل ، لا يرفعون عنده الأصوات ولا تتعالى بين يديه الضحكات ،ولا يُحدون إليه النظرات، (...)
من العجائب أن ترى محتضرة روحها تغرغر وهي تُصّبر أهلها ، وتواسيهم وتثبتهم ، وتذكرهم بالله!
الله أكبر على هذا الثبات ..
الله أكبر على هذه العزة بالتوحيد ..
الله أكبر على ماوقر في قلبها من الرضا والتسليم ..
الله أكبر حين نطقت مودعة ( أنا بخير .. أنا (...)