أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن العنصرية لا تزال سادة في المجتمع الأمريكي، رغم وصول أول رئيس أسود لسدة الحكم في البيت الأبيض، حيث لا يزال الكثيرون يعتقدون أن البيض متفوقون على السود. وتكشف الدراسة التجذر العميق "للهرمية العنصرية التقليدية الأمريكية، التي تعطي المكانة الأرفع للبيض، يليهم الآسيويون، فيما أصحاب الأصول الأمريكية اللاتينية والسود في أسفل السلم الاجتماعي"، بحسب مؤلفي هذه الدراسة التي أجرتها جامعتا هارفرد ، وفاندربيلت، ونشرت نتائجها في مجلة "جورنال اوف بورسوناليتي اند سوشال سايكولوجي"، اليوم الجمعة. وطلب خصوصا من المشاركين في الدراسة مشاهدة صور على جهاز الكمبيوتر لأشخاص خلاسيين، والقول إن كانوا يعتبرونهم من البيض أو من الأقليات، وعدل الباحثون لون البشرة في الصور لتراوح بين الأسود (0%) والأبيض (100%). لكن المشاركين لم يعتبروا الأشخاص المعنيين من العرق الأبيض إلا عند بلوغهم عتبة آل 68%. وأتت النتيجة مماثلة عندما عرضت على المشاركين صور لأشخاص آسيويين وبيض: فقد توجب أن يكون الشخص "أبيض" بنسبة 63% على الأقل ليعتبر من العرق الأبيض، ومهما كانت الأصول العرقية للأشخاص المشاركين في الدراسة، بقيت النتيجة نفسها. ويقول ارنولد هو، طالب الدكتوراه في علم النفس في جامعة هارفرد والمشرف على هذه الدراسة "عملنا يجعلنا نعيد النظر في الفكرة القائلة أن رئيسنا الخلاسي وارتفاع عدد الخلاسيين إجمالا، يعكسان انعدام الأحكام المسبقة العنصرية في أمريكا". والد باراك اوباما كان من أصول كينية ووالدته كانت امرأة أمريكية بيضاء من ولاية كنساس. استمرار "قاعدة نقطة الدم" التي برزت للمرة الأولى في عام 1662 في احد قوانين فرجينيا، والقائلة إنه يكفي أن يكون لدى المرء نقطة دم سوداء ليكون اسود، "يزيد الحواجز العرقية بدلا من جعلنا نتقدم نحو مجتمع خال من العنصرية".