أفرجت السلطات المصرية عن المدون عبد الكريم سليمان الذي تعدى بالسب على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، بعد أن قضى عقوبة السجن لمدة 4 سنوات، وهو ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول اعتقاله خاصة مع تناول المنظمات الحقوقية الأجنبية لقضيته والتنديد المستمر بظروف اعتقاله. واعتقل عبد الكريم وهو طالب مفصول من كلية الشريعة بجامعة الأزهر لاتهامه بازدراء الأديان والمؤسسات الدينية وإهانة رئيس الدولة، بعد تعديه في مدونته على صفحة الإنترنت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة الكرام وإساءته للمسلمين ولرئيس الجمهورية. وطالبت منظمة العفو الدولية مصر بالتحقيق فى مزاعم تعرض عبد الكريم الشهير ب"كريم عامر"، للضرب وسوء المعاملة على يد عناصر من الشرطة بعد احتجازة 11 يوما إضافية بعد انتهاء فترة سجنه. وأبلغ محامو كريم منظمة العفو الدولية الأربعاء، أنه اعتقل مرة أخرى طوال 11 يوما دون تهمة، قائلين إنه تعرض للضرب والإساءة من قبل الشرطة خلال هذه الفترة. وقال مالكوم سمارت مدير المنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "رغم الترحيب الكبير بإطلاق سراح كريم عامر، يجب على السلطات إجراء تحقيق شامل ومحايد فى هذه المزاعم الجديدة الأكثر إثارة للقلق بشأن الضرب وسوء المعاملة والممارسات غير القانونية ضده من قبل ضباط أمن الدولة، وتوضيح الأسس القانونية لاعتقاله 12 يوما بعد الإفراج عنه". واعتبر ممثل المنظمة الدولية أن كريم كان "سجين رأى"، "سجن لمجرد ممارسته حقه فى حرية التعبير". وتعتبر مدة ال11 يوما الإضافية لكريم فترة قصيرة مقارنة بفترات اعتقال سجناء الرأي خاصة الإسلاميين. وكان عامر، الذى يعد أول مدون يتم اعتقاله بسبب أرائه على الإنترنت، قد أفرج عنه فى 5 نوفمبر من سجن برج العرب بالإسكندرية، لكن على الفور تم إعادة اعتقاله من قبل أمن الدولة 11 يوميا دون تهمة وتعرض للضرب. وكريم هو طالب مفصول من كلية "الشريعة" بجامعة الأزهر، وقد دعا على مدونته إلى التخلي عن الدين تماما معتبرا أنه "أحد أهم الأسباب وراء تخلفنا وإنحدار مستوى تفكيرنا"، على حد تعبيره. كما تعرض للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، في إحدى تدويناته قائلا: "يجب علينا أن نعقد محاكمة لكل رموز الإرهاب والتطرف الذين احتفظ لنا التاريخ الإسلامى بأسمائهم وأفعالهم الإجرامية بدءا من محمد بن عبد الله مرورا بصحابته سفاكى الدماء من أمثال خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وسعد بن أبى وقاص والمغيرة بن شعبة وسمرة بن جندب". وفي مقال آخر بعنوان: "وداعا شهر النفاق"، في إشارة إلى شهر رمضان المبارك، قال كريم عامر: "إلى كل إنسان إحترم ذاته وإرتد عن الإسلام ... كل عام وأنتم جميعا بخير". ووفقا لموقع (المسلم) اعتقلت أجهزة الأمن كريم عامر لأول مرة إثر أحداث طائفية وقعت بالإسكندرية أواخر عام 2005، حيث كتب مقالاً على مدونته وصف فيه المسلمين بأنهم "حشرات"، وأن وجههم "مقيت"، وقال أيضاً إن "التعاليم الإسلامية التي جاء بها محمد قبل أربعة عشر قرناً (..) يجب علينا أن نفضحها ونبين سوءاتها ونظهر للعيان مساوئها ، ونحذر البشرية من خطرها". وأضاف أن "هذه التعاليم تعمل على تحويل الإنسان إلى وحش مفترس لا يفقه فى لغة الحياة سوى القتل والنهب والسلب وإغتصاب وسبى النساء". وتابع: "طالما بقى الإسلام على هذه الأرض فستفشل كل محاولاتكم لإنهاء الحروب والنزاعات والإضطرابات ، فأصابع الإسلام القذرة ستجدونها - كما عهدتموها - وراء كل مصيبة تحدث للبشرية"، على حد تعبيره. وشهدت الاسكندرية احتقاناً طائفياً حاداً، حينما احتشدت مظاهرة ضخمة بعد أن نشرت صحيفة محلية تقريراً عن عرض "مسرحية مسيئة للإسلام" داخل كنيسة "ماري جرجس" بحي "محرم بك"، مما فجر الموقف على نحو سريع، ليتحول إلى مظاهرات صاخبة، شارك فيها الآلاف وقتل فيها ثلاثة أشخاص. ورغم أن السلطات الأمنية أطلقت سراحه بعد 18 يوماً، أقر أنه تلقى خلالها معاملة حسنة، إلا أنها عادت لتعتقله مجدداً أواخر عام 2006، وقدمته للمحاكمة بتهم "نشر معلومات وأخبار تخل بالنظام العام"، و"التحريض على الفتنة الطائفية"، و"التحريض على كراهية المسلمين"، و"إهانة رئيس الجمهورية". وحكم عليه في عام 2007 بالسجن 4 سنوات وكان يبلغ من العمر آنذاك 22 عاماً.