على عكس ما عرف من عدم صحة صيام المتقيء عمدا، أفتى الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بصحة صيام من تقيأ عمدا. وقال ان المسلمين خالفوا فقه الصوم وأسرفوا في المفطرات. واشار القرضاوي، بحسب جريدة "الوطن" الكويتية، أن مذهب الحنفية ذكر 60 أمرا مفطرا من الاشياء التي لا تختص بالطعام والشراب ومباشرة النساء حيث لا يقوم على هذه المفطرات دليل لكنها اجتهادات. جاء ذلك خلال محاضرة لفضيلته حول " الوسطية والتجديد في فقه الصيام" التي نظمها مركز القرضاوي للوسطية التابع لكلية الدراسات الاسلامية عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- بالشيراتون. ونهى القرضاوي عن عمل العمال في الحر والرطوبة وقال ان لهم رخصة في الافطار اذا شعروا بشدة الحر. وقال القرضاوي إن مذهبه يعتمد التجديد الوسطي دون نحو الى الغلو والتبديد لاعادة الامة الى المنهج الوسطي التجديدي عبر وضع خطوط تعود اليها الامة للاستفادة من منهج الوسطية في كل الحياة. وقال: أرجح الأيسر في فقه الصيام لكن المتأخرين كانوا يرجحون الأحوط على عكس الرسول والصحابة والتابعين والذين عمدوا الى التيسير وكل عصر يكون اشد مما بعده في الاحوطيات حتى كثرت الاغلال والاصرار على عكس الرسول الذي كان اذا سئل عن شيء اختار الايسر ويقول افعل ولا حرج حيث علمنا فن التيسير، فعندما ارسل الرسول معاذ بن جبل الى اليمن قال له يسر ولا تعسر وبشر ولا تنفر. وسرد فضيلته مجموعة من الروايات التي تدل على يسر الاسلام ووسطيته. وذكر القرضاوي ان العديد من المذاهب غير المذاهب الاربعة مثل مذهب عطاء او الليث بن سعد تيسر ولها اجتهادات معروفة مثل الشيخ بن محمود الذي كتب رسالة عن جواز الرمي قبل الزوال قبل 60 عاما وفقا لمذهب عطاء وخالفه الكثيرون، لكن اليوم رجعوا الى هذا الامر وعلى سبيل المثال فان المذاهب الاربعة تقول ان القيء المتعمد يفطر لكن ابو هريرة قال ان الافطار يكون بما دخل وليس بما خرج وقال عطاء وعكرمة نفس الشيء ووافقهم ابن عباس. وقال الشيخ: " أنا أرى صحة صيام من تقيأ عمدا"، كما ان البعض يجعل من الكحل والحقنة الشرجية من المفطرات على عكس ابن تيمية وابن حزم واللذين لا يفطران، كما انني ارى ان الابر التي تؤخذ للتغذية لا تفطر لانها لا تدخل للمعدة ولا يشعر الانسان بعدها بالري بعد العطش ولا الشبع بعد الجوع حتى لو شعر بنشاط فانه يشبه الدش البارد في الحر والذي كان سيدنا انس ابن مالك يستخدمه، وقال ان دواء الربو لا يفطر لانه ليس أكلا أو شربا، ولذلك لم يجعله فضيلته من المفطرات. وبشأن افطار لاعبي الكرة قال القرضاوي ان المباراة اذا كانت في بلادهم فعلى القائمين على شأن الكرة ان يأخروا المباريات الى ما بعد الافطار لكن اذا كانت خارج اوطانهم فهم مسافرون والمسافر حقه ان يفطر.