أثارت فتوى دار الإفتاء المصرية بتحريم نشر الكتب على المواقع الإلكترونية بدون موافقة من صاحب الكتاب ودار النشر الصادر عنها، جدلاً كبيرًا لم يكن من المتوقع أن يحدث، حيث توقع أعضاء اتحاد الناشرين فى اجتماعه الأول للإعلان عن تشكيل مجلس إدارة الاتحاد برئاسة محمد رشاد رئيس الاتحاد، أن تتلقى دور النشر هذه الفتوى بكل سرور وترحاب منعًا لنشر كتبهم على المواقع الإلكترونية، إلا أنه على عكس المتوقع تلقى الناشرون فتوى التحريم برفضهم لتدخل الأزهر والكنيسة فى قضايا الفكر والإبداع، وفقا لما نقله موقع (أخبار مصر) الإلكتروني. فقد رفض الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت تدخل الأزهر والكنيسة فى قضايا النشر والفكر والإبداع، قائلاً: أرفض لجوء اتحاد الناشرين إلى هذه الجهات (الأزهر والكنسية)؛ لأنها أكثر الجهات مصادرة للكتب ومحاسبة المؤلفين على ما يكتبون. ورأى هاشم أن لجوء اتحاد الناشرين إلى الأزهر أو الكنيسة، أمر لا يراد منه سوى إحداث ضجة كبيرة لا فائدة منها، مضيفًا: أنا مع الاتحاد إذا كان هناك كيان أو مؤسسة ما يفترض أن عملها الوحيد هو نشر الكتب إلكترونيًا لإلحاق الضرر بدار نشر معينة، وهذا لا وجود له، لأننا فى الأساس نعانى من قلة القراءة. ومن جانبه قال الناشر يحيى هاشم صاحب دار "اكتب" للنشر إن نشر الكتب على المواقع الإلكترونية أمر لا علاقة له بالحلال أو الحرام، فمن يقوم بنشر الكتاب إلكترونيًا لا يهدف لإحداث ضرر ما بالمؤلف، وحتى إذا كانت هناك مشكلة بين مؤلف وناشر، ولجأ المؤلف لنشر كتابه إلكترونيًا بهدف إلحاق ضرر بالناشر، فتأتى النتائج على غير المتوقع، فما زال للكتاب جمهوره من القراء، مشيرًا إلى أن رواية "عزازيل" للروائى يوسف زيدان ورواية "شيكاغو" للروائى علاء الأسوانى صدرت منهما طبعات متعددة رغم وجودهما على المواقع الإلكترونية بكثرة. وأكد يحيى هاشم على أنه لا يوجد قانون يمنع أو يوقف النشر الإلكترونى، مضيفًا أن الفتوى ستزيد من النشر الإلكترونى. ومن جانب آخر رأى الناشر رضا عوض صاحب دار رؤية للنشر أن آليات العمل للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر لا علاقة لها بالإفتاء إطلاقًا، مضيفًا على اتحاد الناشرين أن ينصح المؤلفين ودور النشر بترسيخ بند فى العقد الموقع بينهما يطالب المؤلف بعدم نشر كتابه إلكترونيًا بغرض الدعاية له، حفاظًا على النسخة الورقية من الكتاب. وتابع عوض: على اتحاد الناشرين أن يبحث عن سبل جديدة لمنع النشر الإلكترونى وإيقاف نزيف الناشرين بدلاً هل هذا الحلال أم الحرام.