أكد المنتخب السويسري أن المباريات تحسم على أرضية الملعب وليس على الورق وبان الترشيحات لا تعني شيئا وذلك عندما سجل أولى المفاجآت المدوية في مونديال جنوب أفريقيا 2010 بإسقاطه نظيره الاسباني بطل أوروبا بالفوز عليه 1-صفر اليوم الأربعاء على ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن ضمن الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الثامنة. ودخل المنتخب الاسباني إلى العرس الكروي الأول في القارة السمراء وهو المرشح الاوفر حظا للفوز باللقب للمرة الأولى بسبب العروض الرائعة التي قدمها قبل انطلاق النسخة التاسعة عشرة، لكن المنتخب السويسري رفض أن يكون ضحية "لا فوريا روخا" فحقق المفاجأة واسقط الأسبان لأول مرة من أصل 19 مواجهة جمعت الطرفين حتى الآن، بينها اثنان في النهائيات عامي 1966 و1994 (2-1 في الدور الأول و3-صفر في الدور الثاني على التوالي)، وذلك بفضل جيلسون هرنانديز الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 52. ووضعت سويسرا بالتالي حدا لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 12 على التوالي وألحقت به الهزيمة الثانية فقط من أصل مبارياته ال49 الأخيرة، ليصبح رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في وضع حرج، خصوصا ان المباراة الثانية في هذه المجموعة انتهت بفوز تشيلي على هندوراس 1-صفر ايضا. ونجح المدرب الألماني اوتمار هيستفيلد بالتفوق على نظيره دل بوسكي لأنه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم "لا فوريا روخا" الذين قادوا بلادهم قبل عامين إلى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964، ولعب على الهجمات المرتدة التي أعطت مفعولها المطلوب. وحافظ المنتخب السويسري على نظافة شباكه في النهائيات ل484 دقيقة على التوالي لأنه ودع النسخة السابقة من الدور الثاني دون ان تتلقى شباكه أي هدف في المباريات الأربع التي خاضها، ويعود الهدف الأخير الذي تلقاه إلى الدقيقة 86 من مباراته مع اسبانيا بالذات في الدور الثاني من مونديال 1994 (صفر-3) وسجله تكسيكي بيغرستاين. وبدأ دل بوسكي اللقاء كما كان متوقعا باشراك اندرس انييستا منذ البداية بعد شفائه من الإصابة، فيما بقي لاعب ارسنال فرانسيسك فابريغاس على مقاعد الاحتياط. وتولى مهاجم برشلونة الجديد دافيد فيا مهام رأس الحربة وحيدا بسبب عودة مهاجم ليفربول الانكليزي فرناندو توريس إلى الملاعب مؤخرا بعد عملية جراحية، وقد لقي مهاجم فالنسيا السابق مساندة هجومية من انييستا وتشافي ودافيد سليفا، فيما تولى الثنائي سيرجي بوسكيتس وتشابي الونسو مهام الوسط الدفاعي. وفي الجهة المقابلة، افتقد منتخب هيتسفيلد جهود قائده الكسندر فراي بسبب الاصابة التي تعرض لها قبل النهائيات، ولعب في المقدمة مهاجما باير ليفركوزن الألماني ارين ديريدوك وتونتي انشكيده الهولندي بلايز انكوفو ومن خلفهما صانع العاب ليفركوزن ترانكيو بارنيتا. وفرض الأسبان أفضليتهم منذ صافرة البداية وحاصروا لاعبي "ناتي" في منطقتهم لكن دون أي فرص على مرمى حارس فولفسبورغ الألماني دييغو بيناغليو وذلك بسبب نجاح الدفاع المحكم الذي طبقه هيستفيلد حيث أغلق منطقته بشكل تام، ما حرم إبطال أوروبا من الوصول إلى المرمى باستثناء محاولة لسيرجيو راموس الذي توغل في الجهة اليسرى قبل أن يسدد إلى جانب القائم الأيسر (18). وحاول "لا فوريا روخا" أن يجد الحلول بالتسديدات البعيدة فاختبر انييستا حظه لكن بيناغليو لم يجد صعوبة في التعامل مع الموقف (21)، ثم تدخل مجددا وهذه المرة في وجه جيرار بيكيه الذي تلاعب بالمدافع شتيفان ريختينغ قبل أن يسدد من مسافة قريبة جدا لكن حارس فولفسبورغ تعملق وانقذ منتخبه (24). وجاء الرد السويسري وللمرة الأولى منذ صافرة البداية من ركلة حرة نفذها لاعب سمبدوريا الايطالي ريتو زيغلر لكن ايكر كاسياس تدخل على دفعتين ليحرم السويسريين من التقدم (28). وتلقى المنتخب السويسري ضربة قاسية بإصابة مدافع ايفرتون فيليب سنديروس ما اضطر هيتسفيلد الى استبداله في الدقيقة 36 بمدافع هرتا برلين الألماني ستيف فون بيرغن. وبقيت النتيجة على حالها حتى أطلق الحكم الانجليزي هاورد ويب صافرة نهاية الشوط الأول، ثم بدأ الأسبان الشوط الثاني كما كانت الحال في الأول، فحاصروا السويسريين في منطقتهم وكادوا أن يفتتحوا التسجيل عندما لعب تشافي كرة عرضية من الجهة اليسرى وصلت إلى رأس كارليس بويول الذي حولها نحو القائم الأيمن لكن بيناغليو تدخل ببراعة وفي الوقت المناسب ليقطع الكرة ويحولها إلى ركنية قبل أن يضعها راموس في الشباك (51). وانتقل الخطر سريعا إلى الجهة المقابلة من هجمة مرتدة سريعة أحدثت معمعة كبيرة داخل المنطقة بعدما فشل كاسياس في قطع الطريق على ديرديوك بالشكل المناسب فسقطت الكرة أمام لاعب سانت اتيان الفرنسي جيلسون فرنانديز الذي أودعها الشباك الخالية (52). وحاول أبطال أوروبا أن يعوضوا سريعا وحصلوا على فرصة لأدراك التعادل بكرة رأسية من راموس اثر ركلة ركنية من تشافي لكن محاولة لاعب ريال مدريد علت العارضة بقليل (60)، ثم زج دل بوسكي بالثنائي خيسوس نافاس وتوريس بدلا من دافيد سيلفا وبوسكيتس ((62) سعيا لتعزيز الناحية الهجومية والتعادل الذي كاد ان يأتي من تسديدة قوية لانييستا لكن محاولة لاعب وسط برشلونة لم تجد طريقها إلى المرمى (63). ثم حصل توريس على فرصة ذهبية لإطلاق المباراة من نقطة الصفر عندما وصلته الكرة عندما مشارف المنطقة بتمريرة من فيا لكن مهاجم ليفربول فضل أن يتلاعب بالمدافع عوضا عن التوجه مباشرة إلى المرمى والانفراد بالحارس، فضيع الفرصة بعدما سدد الكرة إلى جانب القائم الأيسر (70). وواصل الأسبان اندفاعهم التام وهددوا مرمى بيناغليو مجددا وهذه المرمى بكرة صاروخية أطلقها تشابي الونسو لكن الحظ عانده بعدما ارتدت محاولته من العارضة (73). ثم لعب الحظ دوره أيضا في حرمان السويسريين من فرصة إطلاق رصاصة الرحمة على أبطال أوروبا بعدما تلاعب درديوك ببويول وبيكيه قبل أن يسدد الكرة في القائم الأيسر (75). وتفاقمت الامور على الأسبان بتعرض انييستا للإصابة مجددا ما اضطر دل بوسكي إلى إخراجه وإدخال زميله الشاب في النادي الكاتالوني بدرو رودريغيز (77)، في وقت واصل فيه "لا فوريا روخا" ضغطه وكان مجددا قريبا من التعادل بتسديدة لنافاس لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الأيمن (89). ورد السويسريون بفرصة اخطر لهاكان ياكين الذي دخل بدلا من ديرديوك لكن محاولة لاعب وسط لوسيرن علت العارضة بقليل (80)، ثم بقيت النتيجة على حالها رغم الضغط الاسباني الكبير، ليخرج "ناتي" فائزا ومسطرا اكبر مفاجأة في النسخة الحالية حتى الآن.