وجّه المنتخب السويسري لكرة القدم لطمة قوية إلى وجه نظيره الإسباني في بداية مسيرة الفريقين بنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وتغلب عليه 1-صفرامس في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثامنة في الدور الأول للبطولة. ووضعت سويسرا بالتالي حداً لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 12 على التوالي وألحقت به الهزيمة الثانية فقط من أصل مبارياته ال49 الاخيرة، ليصبح رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في وضع حرج، خصوصاً أن المباراة الثانية في هذه المجموعة انتهت بفوز تشيلي على هندوراس 1-صفر ايضاً. ونجح المدرب الالماني اوتمار هيستفيلد في التفوق على نظيره دل بوسكي لأنه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم “لا فوريا روخا” الذين قادوا بلادهم قبل عامين الى لقب كأس أوروبا للمرة الاولى منذ 1964، ولعب على الهجمات المرتدة التي اعطت مفعولها المطلوب. افتقد منتخب هيتسفيلد جهود قائده الكسندر فراي بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل النهائيات، ولعب في المقدمة مهاجما باير ليفركوزن الالماني ارين ديريدوك وتونتي انشكيده الهولندي بلايز انكوفو ومن خلفهما صانع العاب ليفركوزن ترانكيو بارنيتا. وفرض الإسبان أفضليتهم منذ صافرة البداية وحاصروا لاعبي “ناتي” في منطقتهم لكن دون أي فرص على مرمى حارس فولفسبورغ الالماني دييغو بيناغليو وذلك بسبب نجاح الدفاع المحكم الذي طبقه هيستفيلد، حيث اغلق منطقته بشكل تام، ما حرم أبطال أوروبا من الوصول الى المرمى باستثناء محاولة لسيرجيو راموس الذي توغل في الجهة اليسرى قبل ان يسدد الى جانب القائم الايسر (18). وبقيت النتيجة على حالها حتى أطلق الحكم الانجليزي هاورد ويب صافرة نهاية الشوط الاول، ثم بدأ الاسبان الشوط الثاني كما كانت الحال في الاول، فحاصروا السويسريين في منطقتهم وكادوا ان يفتتحوا التسجيل عندما لعب تشافي كرة عرضية من الجهة اليسرى وصلت الى رأس كارليس بويول الذي حولها نحو القائم الايمن لكن بيناغليو تدخل ببراعة وفي الوقت المناسب ليقطع الكرة ويحولها الى ركنية قبل ان يضعها راموس في الشباك (51). وانتقل الخطر سريعاً الى الجهة المقابلة من هجمة مرتدة سريعة احدثت معمعة كبيرة داخل المنطقة بعدما فشل كاسياس في قطع الطريق على ديرديوك بالشكل المناسب فسقطت الكرة أمام لاعب سانت اتيان الفرنسي جيلسون فرنانديز الذي أودعها الشباك الخالية (52). وحاول ابطال اوروبا ان يعوضوا سريعاً دون تركيز. و لعب الحظ دوره ايضاً في حرمان السويسريين من فرصة اطلاق رصاصة الرحمة على أبطال أوروبا بعدما تلاعب درديوك ببويول وبيكيه قبل ان يسدد الكرة في القائم الايسر (75). وتفاقمت الأمور على الاسبان بتعرض انييستا للإصابة مجدداً ما اضطر دل بوسكي الى إخراجه وإدخال زميله الشاب في النادي الكاتالوني بدرو رودريغيز (77)، في وقت واصل فيه “لا فوريا روخا” ضغطه وكان مجدداً قريباً من التعادل بتسديدة لنافاس لكن محاولته مرت قريبة جداً من القائم الايمن (89). وردّ السويسريون بفرصة أخطر لهاكان ياكين الذي دخل بدلا من ديرديوك لكن محاولة لاعب وسط لوسيرن علت العارضة بقليل (80)، ثم بقيت النتيجة على حالها رغم الضغط الإسباني الكبير، ليخرج “ناتي” فائزاً ومسطراً أكبر مفاجأة في النسخة الحالية حتى الآن.