أعلنت وسائل الإعلام الحكومية في السودان فوز الرئيس عمر حسن البشير بأغلبية ساحقة بعد فرز عينة من نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وفاز البشير بنسبة تراوحت ما بين 70 -92% من الأصوات في 35 مركز انتخابي تقريبًا وفي مركز التصريح بالخارج، وفي إحدى الولايات، بحسب وكالة الأنباء السودانية، إلا أنّ هذه الأرقام لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من عدد المراكز في البلاد، كما لم تؤكد السلطات بعد هذه النتيجة. وكان نائب رئيس مفوضية الانتخابات السودانية عبد الله أحمد عبد الله قد انتقد تقارير مراقبين دوليين اعتبروا أنّ الانتخابات السودانية لم تَرْقَ إلى المعايير الدولية. وقال في تصريح لقناة السودان الحكومية: إن هذه التقارير لم تراعِ الظروف التي أجريت فيها الانتخابات، واصفًا إياها بأنها كانت شديدة التعقيد كونها على مستوى الرئاسة والبرلمان والولايات. وأعرب غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير عن ثقته في عمل المفوضية القومية للانتخابات، مشيرًا إلى أنّ المشكلات التي شابت الاقتراع هي مشكلات إدارية. وأعلن حزبان معارضان رئيسيان شاركَا في الانتخابات السودانية رفضهما المسبق لنتائجها، قائلين: إنّها لا تمثل الشعب السوداني. وتزامن ذلك مع وصف المراقبين الدوليين لهذه الانتخابات بأنّها لا ترقى إلى المعايير الدولية. واستبق الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب المؤتمر الشعبي، اللذان شارك مرشحاهما في هذه الانتخابات، إعلان نتائج الانتخابات السودانية بتأكيد رفضهما لها على لسان بعض قادتهما. ومن جانبها عقدت المعارضة مؤتمرًا صحفياً أعقب لقاء قياداتها بمقر حزب الأمة السوداني في أم درمان جددت فيه رفضها للانتخابات و نتائجها، وقال فاروق أبو عيسى رئيس هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني إنهم ناقشوا العديد من القضايا: إنّ موقف القوى المعارضة مُوَحّد من الانتخابات التي وصفها ب "الفضيحة"، وقال: إنه لا يوجد حزب يتمكن من الفوز بنسبة 99% في انتخابات ديمقراطية وإنّ هذه الانتخابات مُزَوّرة من آلاف إلى الياء. وقال مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر في بيان أصدره السبت الماضي: أرفض نتائج الانتخابات جملة وتفصيلاً ولن اعترف بها، وأعلن رفضي التام وعدم اعترافي بنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية وما يترتب عليها من خطوات لاحقة. وإنّ هذه النتيجة لم تعكس التمثيل الحقيقي لأهل السودان. وبدوره قال ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية التي قاطعت الانتخابات بالشمال وخاضتها في الجنوب: إن هذه الانتخابات سلبت الشعب إرادته وأشار إلى أنّها كان من المفترض أن تخرج السودان من أزماتها إلا أن التزوير الذي شابها زاد من هذه الأزمات. وأضاف: إن دعوة المؤتمر الوطني إلى حكومة وحدة وطنية هو محاولة للقفز فوق النتائج المزوّرة وإضفاء الشرعية على هذه الانتخابات.