أعلن تحالف المعارضة السودانية أمس أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية التي ستجري غداً الأحد، ودعا الناخبين إلى مقاطعتها لأنها ستنتج نسخة جديدة من حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ 20 عاماً. وقال ياسر عرمان مرشح «الحركة الشعبية لتحرير السودان» للرئاسة الذي انسحب من السباق الانتخابي في مؤتمر صحافي ليلا مع رئيس حزب الأمة - الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي إن الانتخابات ستولد ميتة لأنها مزوّرة سلفاً وستكون امتداداً لحكم البشير «الشمولي»، ولن تعبّر عن إرادة الشعب السوداني. ورأى أن نتيجة الانتخابات مكشوفة وستؤدي إلى «نسخة ثالثة» من حكم البشير، موضحاً أن المرحلة الأولى كانت منذ انقلابه في 1989 حتى 2005 ثم مرحلة اتفاق السلام، وأخيراً الانتخابات، مشيراً إلى أن البشير صار عبئاً على حزبه «المؤتمر الوطني» وبلاده. ودافع عرمان عن موقف حركته بمقاطعة الانتخابات في شمال السودان، وقال إنها لا يمكن أن تشارك في منافسة مزيفة. ووصف انسحابه من السباق الرئاسي بأنه «صفعة» لحزب المؤتمر الوطني وليست صفقة معه، مؤكداً أن حركته قوية وصامدة ولا تشهد انقساماً. ودعا مركز كارتر الذي يراقب الانتخابات إلى سحب مراقبيه من دارفور، كما فعل الاتحاد الأوروبي، لأن الإقليم لا يشهد أمناً ويريد أهله الغذاء والسلام قبل الانتخابات. أما مبارك المهدي فرأى أن الانتخابات ستعيد إنتاج حزب المؤتمر الوطني في ثوب ديموقراطي لكن المعارضة لن تعطي البشير شرعية عبر المشاركة في «منافسة مزوّرة» ستعقد أوضاع البلاد، مؤكداً أن بلاده تتجه إلى أزمات كبيرة وسيتحول البشير الملاحق دولياً إلى رئيس معوق لا يستطيع تصريف أعباء الدولة الخارجية. وأضاف أن الاستفتاء على تقرير المصير في ظل حكم البشير سيؤدي إلى تمزيق البلاد وتجدد الحرب بين شمال البلاد وجنوبها كما ستستمر أزمة دارفور والاحتقان الداخلي، لافتاً إلى أنه لا حل إلا عبر مؤتمر للمصالحة الوطنية وتشكيل حكومة قومية لتسوية أزمة دارفور وقيادة البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة قبل نهاية العام. وأضاف المهدي أن بعض قوى المعارضة التي قررت خوض الانتخابات تتفق معهم أنها لن تكون حرة ولكنهم يرون المشاركة لفضح حزب البشير، موضحاً أن نحو 85 في المئة من البرلمان الجديد وبرلمانات الولايات سيكون من حزب المؤتمر الوطني وما تبقى للمعارضة التي لن يكون لها تأثير كبير. وقال إن المعارضة ستقود النضال في الشارع السوداني «لاستعادة الحريات والديموقراطية». إلى ذلك، اختتم الرئيس عمر البشير أمس حملته الانتخابية مبدياً ثقته باكتساح الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى. وأكد البشير في كلمة أمام آلاف من مؤيديه في مدينة دلقو أقصى شمال السودان ثقته في الفوز بالانتخابات. وفي لقاء مع تلفزيون محلي مساء أمس، قال البشير إن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة، مستبعداً وقوع عنف، مشيراً إلى أن الشرطة نشرت قوات ضخمة لحامية مراكز الاقتراع. وفي السياق ذاته عززت القوات الحكومية والدولية والمنظمات الدولية انتشارها الأمني قبل يوم من بدء أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ 24 عاماً ستستمر ثلاثة أيام. وكان الناطق باسم اللجنة العليا لتأمين الانتخابات اللواء في الشرطة محمد أحمد علي قال إنهم اعدوا أكثر من مئة ألف رجل شرطة لتأمين الانتخابات في شمال البلاد. وتدافع المواطنون نحو الميناء البري للمواصلات التي تربط الخرطوم مع ولايات السودان في زحام لم يشهده الميناء إلا في موسم الأعياد، وزاد سعر التذكرة بنسبة 30 في المئة عن السعر العادي، بسبب مخاوف من حدوث عنف في الخرطوم. كما تزايد سفر المواطنين إلى خارج البلاد وخصوصاً مصر المجاورة. وأجرى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر محادثات مع مفوضية الانتخابات ليل أمس ركزت على ترتيبات الاقتراع.