طالب زعيم حزب الأمة السوداني المعارض المرشح للرئاسة الصادق المهدي الرئيس عمر البشير بأن يقبل وحزبه «المؤتمر الوطني» التشاور مع القوى السياسية لاختيار مرشح وفاقي مؤهل في الانتخابات المقررة في نيسان (ابريل) المقبل، ليعبر بالبلاد «مرحلة تحديات تاريخية». واعتبر المهدي في مؤتمر صحافي بمشاركة ستة من مرشحي الرئاسة أن «الحل الوحيد لحسم القضايا العالقة وتجنيب السودان سيناريوات جهنمية، هو عقد ملتقى قمة سياسي والاتفاق على شخصية وفاقية تلتزم برنامجاً قومياً وتشكيل حكومة قومية بنسب التأييد الانتخابي لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد». وأشار إلى أن هناك عوامل محددة ستشل حركة البشير الرئاسية حال فوزه في الانتخابات، كما ستلقي بظلالها على حركة الدولة السودانية. وأضاف المهدي أنه فكّر في مآلات المرشحين الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة وتوصل إلى أن مرشح حزب المؤتمر الوطني عمر البشير لن يكتسب حصانة إن فاز وسيلقي موقفه بظلاله على الدولة السودانية حتماً، كما أن مرشح «الحركة الشعبية لتحرير السودان» ياسر عرمان مع ملابسات الانفصال الراجح لجنوب السودان عبر الاستفتاء المقرر في 2011 سيدخل في وضع مستحيل إن فاز، أما هو مرشح «الأمة» (المهدي) فإنه سيجد نفسه أن فاز على قمة «مؤسسات مسيّسة في اتجاه حزبي معارض». وتساءل «هل هان السودان عند أهله حتى يضعوه في هذا الخيار بين الرمضاء والنار؟». واتفق المرشحون الستة على أن المناخ السائد لا يساعد على اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأكدوا أن عملية الاقتراع «مزورة مسبقاً»، لكنهم شددوا على ضرورة المشاركة في المنافسة. وقال مرشح الحزب الاتحادي الديموقراطي حاتم السر إن الظروف الراهنة غير مواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، محذراً من أن «البلاد تتجه بسرعة الصاروخ نحو المجهول». ووجه انتقادات قاسية الى مفوضية الانتخابات لتجاهلها ملاحظات الأحزاب وتقليص مدة سحب الترشيح وتجاهلها الدعوات إلى إحلال السلام في دارفور قبل الانتخابات، اضافة الى احتكار حزب المؤتمر الوطني الحاكم الأجهزة الإعلامية. وتابع: «يجرى ذلك بقصد ونيات مبيتة لتزوير الانتخابات». وشدد مرشح حزب المؤتمر الشعبي عبدالله دينق نيال على قضايا اعتبرها عاجلة أجملها في حل أزمة دارفور وخفض معدلات الفقر، وقال إن الشعب لا يجب أن يتحمل أخطاء الساسة الفاشلين. وقال: «إذا تأكدنا أن الانتخابات مزورة وغير نزيهة سنعلن موقفنا منها في حينه». ورأى المرشح المستقل محمود جحا أن المناخ الآن غير صالح لإجراء انتخابات أو حتى للتنفس، ورأى أن المعارضة اذا ما تسلمت السلطة لن تستطيع حل مشكلات البلاد. ودعا إلى الاتفاق على برنامج للحد الأدنى حول السلام والوحدة. وأيد المرشح المستقل كامل ادريس اقتراحاً طرحه المهدي بالاتفاق على ميثاق شرف سياسي لتفادي التداعيات السلبية للانتخابات. كما طالب مرشح الرئاسة المنسحب رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة الرئيس البشير بسحب ترشيحه والتنازل إلى مرشح آخر من حزبه. واقترح على الأحزاب جمع توقيعات للضغط على البشير وحمله على التنازل من حكم البلاد وعدم ترشيح نفسه.