دعا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، القائمين على المؤسسات الإعلامية، إلى «النظر في التقنية الحديثة التي بدأت تقوّض من وجودهم، لصالح الصحافة الالكترونية». وقال خوجة في «لقاء الإعلاميين السنوي الثالث»، الذي نظمته غرفة الشرقية مساء أمس: «إذا كانت الصحافة الورقية أبرزت سلطة رئيس التحرير، فإن الصحافة الالكترونية قوضت هذه السلطة». وووفقا لصحيفة " الحياة " اللندينية فإنه لم يخف تذمّره من «فوضى الصحافة الالكترونية في السعودية، التي تجاوز عدد مواقعها المئتين». وقال: «أدركنا أن تنظيم هذه الصحف أمر لا بد منه، لذلك نعمل على تنظيم يؤهل الصحف الالكترونية للخروج بطريقة نظامية»، مضيفاً: «نتعامل مع أشباح في معظم الوقت، لا نعرف من هم أصحاب هذه المواقع؟ ومن أين أخذت رخص الانطلاق في شبكة الانترنت؟ وهل أصحابها سعوديون؟»، وقال: إنها «تعتمد على إشاعات وفبركة الأخبار». وأوضح أن الملتقى يشير إلى «المصالحة بين الإعلام ومؤسسات المجتمع المختلفة، ومن بينها مؤسسات المال والأعمال»، مضيفاً أن «الإعلام قطع مسيرة طويلة وشاقة ووعرة، وأكثر ما فيها من مشقة صلة الإعلامي مع الناس والمجتمع ومؤسساته»، مضيفاً «لسنا ببعيد عن التصورات التي حاكها المجتمع في خيالها عن الإعلاميين، ولاسيما الصحافيين، التي صورت الصحافي في الأعمال الأدبية والاجتماعية والسينمائية، بصورة لم تكن مقبولة، لكن مهنة الصحافي أصبحت اليوم، ضمن المهن المقبولة اجتماعياً». وذكر أنه مع التطور في صناعة الصحف، «عرفت المجتمعات الأولى في تاريخها مفهوم الرأي العام، وعرفت أن الصحافة سلطة رقابية لها شأنها، وأن مهنة الصحافي أضحت مهنة محترمة، وصار الصحافيون من رموز المجتمع». وقال: «إن العالم الحديث سينتهي وجوده بوسائل إعلامية حديثة، وأن سمة هذا العصر تحدث في الموجة الأحدث في حركة التاريخ، وهي في وجود المعلومة والحصول عليها. وكما هزّت الصحافة والراديو والتلفزيون إبان حضورها الطاغي أفكار الناس وتصوراتهم عن الكون من حولهم، فإن الموجة الأحدث الماثلة في اللعبة الإعلامية، وما يدور في فلكها من تقنية غيرت هي الأخرى تصورات الناس وعلاقتهم بمن حولهم، وبدلت من مفاهيم السلطة الإعلامية القديمة، فإذا كانت الصحافة الورقية أبرزت سلطة رئيس التحرير؛ فإن الصحافة الالكترونية قوضت هذه السلطة». وأبان أن «عالمنا اليوم أسّس ما يمكن تسميته بالديموغرافية المعلوماتية، بعد أن قُوضت المؤسسات الحديثة التقليدية»، معترفاً بأن «الإعلام الجديد بدأ يستحوذ على المؤسسات الإعلامية التقليدية، ونحن نستقي الآن جوانب من الأخبار أولاً بأول من صحف الكترونية، أو من وسائط إخبارية توصل الخبر في اللحظة ذاتها»، مبيناً أن تلك الوسائط «تسعى إلى صناعة جمهورها بعيداً عن سطوة الوسائل التقليدية»، داعياً القائمين على المؤسسات الإعلامية إلى «النظر في ما بين أيديهم حتى لا يسبقهم الزمن ويخلّفهم وراءه». إلى ذلك، أعلن رئيس «غرفة الشرقية» عبدالرحمن الراشد، عن «استعداد الغرفة لإطلاق منتدى الإعلام الاقتصادي الأول، في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بالتعاون مع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، ومجلس الغرف السعودي». وقال الراشد: «إن غرفة الشرقية تنظم يوم الإعلاميين، في عامه الثالث على التوالي، احتفاءً في دور الإعلام السعودي، واعتزازاً في الدور الوطني والعربي والإسلامي، والدور الذي تؤديه وسائل الإعلام السعودية، وتقديراً للرسالة السامية التي يتحمل أعباءها الإعلاميون».