قال معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة إن التطور الكبير الذي التصق بالإعلام وتقنياته لا يستطيع أن يلغي رسالة الإعلام وقيمه ومضامينه التي سعى رواد هذه الصناعة إلى تحليه بها حتى يكون الإعلام بحق معبرا عن الرأي العام وحتى يصبح لسان الجماهير المتعطشة إلى الحق والعدل والمساواة. وأضاف الوزير خوجة خلال اللقاء السنوي الثالث للإعلاميين الذي نظمته غرفة الشرقية في الدمام أمس"اننا نجتهد في خطابنا الإعلامي للأخذ بتلك القيم وأعلاها الصدق والأمانة والمسؤولية حفاظا على حقوق المجتمعات والأفراد وارتقاء برسالة الإعلام بمختلف وسائله وصونا للأمن الاجتماعي". وشدد على أهمية إدراك قيمة الكلمة ومسؤوليتها وخطرها، مستذكرا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى إلى النأي بالكلمة وعدم استخدامها في "تصفية الحسابات" و"إطلاق الاتهامات". وقال معاليه " لقد أهاب الملك المفدى بالجميع أن يدركوا ذلك فالكلمة أصبحت أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافا وكانت معول هدم لايستفيد منه غير الشامتين بأمتنا". ورأى معالي وزير الثقافة والإعلام أن مسيرة الإعلام التي قطعها في رحلته الطويلة مسيرة شاقة ووعرة واشق ما فيها صلة الإعلامي بالناس والمجتمع ومؤسساته. وقال" لسنا ببعيد عن تلك التصورات التي حاكها المجتمع في خياله عن الإعلاميين لاسيما الصحفيون منهم ، فصورة الصحفي في الأدبيات الاجتماعية وفي الأعمال الأدبية والسينمائية قبل حين من الزمان ليس ببعيد لم تكن صورة متقبله بل أن مجتمعنا لم يكن ليضم مهنة صحفي ضمن قاموس المهن المقبولة اجتماعيا أما سمات الفضول والتلصص على حياة الناس فلذلك فيض من الحكايات لاينتهي". وأشار إلى أنه مع ولادة الصحف في العصور الحديثة عرفت المجتمعات للمرة الاولى في تاريخها مفهوم الرأي العام وعرفت أن الصحافة أصبحت سلطة رقابية لها شأنها وخطرها في العالم الحديث وان مهنة الصحافة أضحت مهنة محترمة وان الصحفيين صاروا من رموز المجتمع وأعلامه فيكفي أن يحس بهذا الأمر الشعب وهو المنافس التقليدي للصحافة . ومضى معاليه يقول" إذا كانت المجتمعات الحديثة عرفت وسائل الإعلام وهي تخطو من طور إلى آخر بتؤدة وسكينة فان ذلك كان إيذانا بان هذا العالم الحديث سيرتهن وجوده بالوسائط الإعلامية الحديثة فبعد العصور القديمة التي حددت معالمها بأدوات الإنتاج التي هي وقود الاقتصاد والمال والأعمال كالحجر والحديد والبخار والطاقة فإن سمة هذا العصر الحديث تتحدد في الموجة الأحدث في حركة التاريخ وهي موجة المعلومة ووسائطها كما هزت الصحافة والإذاعة والتلفزيون إبان حضورها الطاغي أفكار الناس وتصوراتهم عن الكون من حولهم". وأكد الوزير خوجة أن الموجة الأحدث الماثلة في اللعبة الإعلامية وما يدور في فلكها من تقنية قد غيرت هي الأخرى تصورات الناس وعلاقاتهم بمن حولهم وبدلت من مفاهيم السلطة الإعلامية القديمة، وقال " إذا كانت الصحافة الرقابية قد أبرزت سلطة رئيس التحرير فان الصحافة الالكترونية قد قوضت هذه السلطة والأمر نفسه ينطبق على الإذاعة والتلفزيون فعالمنا اليوم قد أسس مايمكن تسميته ديمقراطية المعلوماتية بعد أن قوضت التقنيات الحديثة المؤسسات الإعلامية التقليدية". ورأى أن الإعلام الجديد بات يستحوذ على ما كان حمى للإعلام القديم، وأضاف " الكثير منا أضحى يستقي جوانب من الأخبار من صحف الكترونية شابة ووسائط خبرية توصل الخبر والمعلومة في اللحظة نفسها ولعل جمهرة منكم قد تلقت على الهواتف المحمولة ألوانا من الأخبار يجهله لفيف منا، و تلك الوسائط تسعى إلى صناعة جمهور بعيد عن سطوة الإعلام التقليدية ". وزاد " لقد بات الناس البسطاء وخاصة الشبان والشابات ملتحمين بالعالم كله لحظة بلحظة وأصبح العالم قريبا منهم بل أنهم يحملونه في اكفهم ولم يعودوا يستمعون للأخبار البائتة واللغة التي تستميت رزانة وثقلا ولعل ذلك يدعو القائمين على أمر المؤسسات الإعلامية التقليدية إلى أن ينظروا فيما بين أيديهم حتى لايسبقهم الزمان ويخلفهم وراءه ". وثمن معاليه مبادرة غرفة الشرقية بتنظيم لقاء للإعلاميين إسهاما منها في ترسيخ مكانة الإعلاميين وتأكيدا لدورهم في المجتمع. ورأى معاليه أن هذا اللقاء يشير إلى المصالحة بين الإعلام ومؤسسات المجتمع المختلفة ومن بينها مؤسسات . وكان رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن راشد الراشد قد استهل اللقاء بكلمة أعلن خلالها عن إطلاق منتدى للإعلام الاقتصادي في ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أن هذا المنتدى الذي تشترك في تنظيمه غرفة الشرقية واتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي ومجلس الغرف السعودية ودار اليوم للإعلام يؤكد حرص الغرفة على تفعيل دور الإعلام الاقتصادي وتطوير تفاعله مع القطاع الخاص وتجسير تواصله مع مختلف القطاعات الاقتصادية في مجتمعنا وخاصة الغرف السعودية وأكد الراشد أن الإعلام يشكل رافدا مهما ورئيسا من روافد العمل التنموي في المملكة وأسهم في خدمة أهداف التنمية والتوعية والتثقيف والإرشاد وأدى دوره بأمانة منذ انطلاقة عملية التنمية ولايزال يؤدي هذا الدور بنجاح . -----