كشفت مصادر مطلعة في مصر والأراضي الفلسطينية يوم الأربعاء، عن دخول المملكة العربية السعودية في الوساط ة ما بين النظام المصري وحركة حماس، مع ارتفاع حدة التوتر في العلاقات بين الجانبين، والتي وصلت إلى ذروتها خلال الساعات القليلة الماضية، بمقتل جندي من حرس الحدود المصري، برصاص قناص لحماس في غزة. وأشارت المصادر إلى أن الوساطة بين مصر وحماس، أن قيام وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل شخصيا، بلعب دور الوساطة منذ فترة، عندما زار القاهرة عقب طلب حماس التدخل لدى مصر، لتليين موقفها تجاه ملف المصالحة الفلسطينية، كما نقل وقتها ملاحظات حماس إلى الجانب المصري. وأفادت المصادر بأن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعث برسالة إلى مصر، عبر السعودية، طالبا الحصول على توضيحات بشأن الجدار الفولاذى، الذي تشيده مصر على حدودها مع قطاع غزة. وفي المقابل، طلبت الرياض من حماس توضيح موقفها علناً من إيران، والتأكيد على أنها مازالت داخل الصف العربي، خاصة مع وجود تأكيدات من جانب القاهرة، بأن ضغوطا إيرانية - سورية تمارس على قيادة حماس فى الخارج، لرفض المصالحة، وهو ما دفع مشعل للإعلان من الرياض، عن استعداده لمقابلة الرئيس الفلسطيني، كتأكيد على حسن نية حماس، في توقيع المصالحة، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، رغم التباين والاختلاف فى التوجه السياسي مع حركة فتح، مؤكداًَ أن الدور المصري أساسي وحيوي في ملف المصالحة. وعلى جانب متصل، ألمح المتحدث باسم حماس سامي أبو زهرى، إلى وجود دور سعودي لم يكشف عن طبيعته، حيث صرح قائلا إن "حماس ترحب بأى جهد عربي لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتحسين العلاقات بين مصر وحماس"، مشيرا إلى أن الحركة ليس لديها مانع من وجود دور لأى دولة عربية فى هذا الشأن، سواء كانت السعودية أو غيرها، مشدداً على أن حماس لا تريد مكاناً آخر لتوقيع المصالحة الفلسطينية خلاف القاهرة، بعكس ما جاء في تصريحات سابقة لعباس. وقال أبو زهري، إن مشعل طلب من السعودية خلال زيارته الأخيرة لها، توحيد الموقف العربي، والمطالبة بخطوات محددة لكسر الحصار عن قطاع غزة، فى إشارة إلى خطورة الجدار الفولاذى المصري، كما أكد حرص حماس على المصالحة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الحركة تتمنى أن تدار الملفات بين مصر وحماس بصورة مباشرة، وبعيداً عن أى وساطات، إلا أن التوترات الأخيرة تحول دون تحقيق ذلك، موضحاًَ أن حماس طلبت من المسئولين المصريين بشكل مباشر، تقديم رد على تساؤلاتها بشأن الجدار الفولاذي الجديد.