أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استعدادها للتفاوض مع الرياض لوضع حد للقتال الدائر بين الطرفين على الحدود اليمنية السعودية، وذلك في الوقت الذي أصدرت رسالة صوتية لزعيمها عبد الملك الحوثي ينفي فيها تقارير تحدثت عن مقتله. ولم يصدر حتى صباح الجمعة 1-1-2010 أي تعقيب من السعودية إزاء دعوة الحوثي. وقال موقع للحوثيين على الإنترنت مساء الخميس 31-12-2009: "العدوان السعودي إذا توقف وكانت هناك نوايا حقيقية للأمن والاستقرار واحترام حقوق وجوار البلدين، فإننا لن نعتدي على أحد مادام هو لم يعتد علينا"، بحسب رويترز. وأضاف الموقع:" تأكيدا على حرصنا الدائم على حقن الدماء وعودة الأمن والاستقرار في المنطقة، نجدد موقفنا السابق من ضرورة وقف العدوان غير المبرر على الأراضي اليمنية ودعم الحوار ولغة التفاهم لحل جميع الخلافات". وبدأت المواجهات بين السعودية والحوثيين مطلع شهر نوفمبر بعد أن حمّلتهم مسئولية مقتل اثنين من حرس حدودها في توغل لجماعة الحوثي على الحدود. وتخشى المملكة من احتمال تحول عدم الاستقرار في اليمن إلى تهديد أمني كبير من خلال السماح للقاعدة بالحصول على موطئ قدم قوي في هذا البلد. في المقابل يقول الحوثيون إن النظام السعودي يقاتل إلى جانب اليمن منذ تجدد المواجهات بين الجماعة والسلطات اليمنية في الشهور الأخيرة. وتخوض القوات اليمنية حاليا حربا ضد الحوثيين (شيعة زيدية) منذ عام 2004 في مناطق شمال وشمال غرب البلاد، تجددت بعد فترة من التوقف عام 2009؛ حيث تتهم اليمن الحوثيين بتلقي المال والسلاح من إيران لإشاعة الفوضى وقلب نظام الحكم، بينما يتهم الحوثيون حكومة صنعاء بتجاهل مطالب اجتماعية واقتصادية وطائفية خاصة بهم منذ ستينيات القرن الماضي. من جانب آخر، نشر الحوثيون على الإنترنت تسجيلا صوتيا لقائدهم عبد الملك الحوثي في محاولة لنفي تقارير نشرتها الحكومة ووسائل الإعلام اليمنية تفيد بأنه لقي حتفه بالقتال. وقال الحوثي في: "نحن لم نتحدث عما يجري للمقاتلين في جبهات القتال الميدانية، فلا قلق عليهم فهم في حال قتال ولديهم الخبرة والاحتياطات اللازمة والاستعداد من يومهم الأول للتضحية". وبدا التسجيل حديثاً؛ حيث أشار الحوثي إلى هجمات جوية يقول إن السعودية والقوات اليمنية نفذتها ضد أهداف مدنية يوم 27 ديسمبر، مطالباً المجتمع الدولي بإدانة قتل المدنيين. ولم يتح التأكد من صحة نسبة التسجيل إلى الحوثي، لكن صوت المتحدث بدا شبيها بصوت الحوثي في تسجيلات سابقة، بحسب رويترز. كانت مواقع حكومية وإعلامية يمنية ومصادر عسكرية سعودية قد ذكرت مطلع الأسبوع الجاري أن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لقي مصرعه بعدما أصيب بجراح بالغة في هجوم للقوات الحكومية على معاقل الحوثيين في صعدة شمال البلاد. في المقابل شكك رئيس الأمن القومي اليمني، علي محمد الآنسي، في الرسالة مصراً على وجود "مؤشرات ترجح مقتل" الحوثي "سواء بموته أو اختفائه أو إصابته" حسب موقع وزارة الدفاع على الإنترنت. وأضاف الآنسي أن المقربين من الحوثي يقومون "بمحاولات يائسة لإضفاء السرية على مصيره بهدف الحفاظ على ما تبقى من معنويات أتباعه المنهارة". وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد حذر في سبتمبر من أن المواجهات مع الحوثيين قد تمتد لبضع سنوات بسبب وعورة المناطق التي تدور فيها الحرب بمحافظتي صعدة وعمران شمال البلاد.