نقلا عن إيلاف : تعلق صحيفة "التلغراف" البريطانية في سياق تقرير مطول لها على ما قاله يوم أمس مصطفى الشمالي، وزير المالية الكويتي، فيما يتعلق بأن اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية قد دخلت حيز التنفيذ، حيث أكدت في معرض حديثها على أن تلك الخطوة ستمنح نادي الدول المصدرة للنفط شديدة الثراء عملة نفطية خاصة بهم، وستؤدي لزيادة نفوذهم بصورة كبيرة في عمليات التبادل العالمي وأسواق رأس المال، كما ستعمل بصورة محتملة على إزاحة الدولار الأميركي من مكانه كعملة تسعير للعقود النفطية. وفي تقريرها الذي عنونته ب "القوى النفطية الخليجية بصدد إطلاق عملة في آخر تهديد لهيمنة الدولار"، قالت الصحيفة إن دول مجلس التعاون وافقت على تدشين عملة موحدة على غرار اليورو، آملين في شق الطريق نحو تأسيس اتحاد نقدي في عموم المنطقة العربية يمكنه أن يتجاوز الحدود القديمة للخلافة الأموية. وتمضي بعد ذلك لتؤكد على أن تلك الدول ترتقي فيما بينها إلى قوة عظمى في المنطقة بناتج محلي إجمالي قدره 1.2 تريليون دولار ( 39 مليار إسترليني )، بالإضافة لاستحواذها على 40 % من احتياطات النفط العالمي، وتمتعها كذلك بنفوذ مالي يعادل نفوذ الصين. وتشير أيضا ً إلى أن المملكة العربية السعودية ستقوم جنبا ً إلى جنب مع الكويت والبحرين وقطر بإطلاق المرحلة الأولى خلال العام المقبل، وبالتالي إنشاء مجلس النقد الخليجي الذي سيتطور بصورة سريعة ليصبح بنكاً مركزياً مكتمل الصلاحيات. وبعد لفتها الانتباه إلى حالة الانقسام القائمة بين الدول الخليجية بشأن الحكمة من جعل اقتصادياتهم مرتكزة على الدولار الأميركي، تمضي الصحيفة لتؤكد على أن تلك العملة الخليجية الموحدة ستقوم على الأرجح بتتبع سلة التبادل العالمي وقد يتم تعويمها في نهاية المطاف كعملة احتياطي إقليمية في حد ذاتها. وهنا، تنقل الصحيفة عن ناهد طاهر الرئيس التنفيذي لبنك "غلف وان" الاستثماري، قولها :" لقد فشل الدولار الأميركي. ونحن بحاجة للفصل". وفي كلمته التي ألقاها قبل بضعة أيام في المؤتمر الثامن لمؤسسة الفكر العربي الذي انعقد مؤخرا ً في الكويت، قال خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، إن المشروع لن ينجح إلا إذا قامت دول الخليج أولا ً بكسر الحواجز الأساسية التي تقف في وجه التجارة وتدفقات رؤوس الأموال. وفي ذات السياق، تنقل الصحيفة عن محمد أبو العنين، رئيس لجنة الطاقة والصناعة في البرلمان المصري، تأكيده على أن النموذج الأوروبي يمكنه أن يساعد العالم العربي على تحقيق حلمه المنطلق منذ نصف قرن بخصوص تدشين عملة موحدة، مشددا ً في الوقت نفسه على أن انجاز مهمة مثل هذه تتطلب انضباط. وتابع بالقول :" نحتاج بالضبط لنفس المؤسسات التي قام الاتحاد الأوروبي بإنشائها. فنحن بحاجة للجنة، ومحكمة، وبنك". ورغم حديثها عن بعض العقبات التي قد تواجه الدول الخليجية المتماسكة في هذا الشأن، إلا أن الصحيفة مضت لتنقل عن هانز ريديكر، رئيس العملات في بنك بي إن بي باريباس، قوله إن دول الخليج ربما تعاملت بصورة رومانسية حالمة مع نجاح القارة الأوروبية في تدشين عملتها الموحدة، وأضاف أنها بحاجة للتحرك بحذر شديد كي تتجنب الوقوع في الأخطاء نفسها، مذكرا ً بأن الأسباب التي وقفت وراء تدشين اليورو كانت سياسية وليست اقتصادية.