اسطنبول، أبو ظبي، مسقط - رويترز - نفى محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، محمد الجاسر، أمس في اسطنبول، ما ورد في تقرير صحافي، عن أن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية لاستبدال الدولار في تجارة النفط، وأكد أنه تقريرٌ «خاطىء». وردّ الجاسر على أسئلة الصحافيين عن تقرير نشرته صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية، مؤكداً أنه غير صحيح على الإطلاق. وأعلن محافظ البنك المركزي العماني حمود بن سنجور الزدجالي في حديث الى وكالة «رويترز»، انه ليس على علم بأن دول الخليج المصدرة للنفط، تدرس استبدال الدولار بسلة عملات في تجارة النفط. وأكد وزير المال الجزائري كريم جودي ان لا حاجة لاستبدال الدولار كعملة مستخدمة في تجارة النفط وقال: «الدول المنتجة للنفط تحتاج عائدات كبيرة، لكن لا أرى حاجة لتقويم تجارة النفط في شكل مختلف». وفي الإمارات العربية المتحدة أفاد مصدر في المصرف المركزي، بأن دول الخليج العربية المصدرة للنفط، ستبقي على الدولار في تجارة الخام، مشيراً الى ان التعامل بالدولار معتمد منذ فترة طويلة جداً وسيكون صعباً على الدول المنتجة تغييره. يذكر ان الإمارات العربية المتحدة عضو في منظمة «أوبك» وهي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم. وأفاد موقع «سي أن ان» بأن صحيفة «إندبندنت» البريطانية نقلت أمس تقريراً عن أن دولاً عربية بدأت تحركات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لوقف استخدام الدولار في تسعير النفط. ونشر التقرير الحصري مراسل الصحيفة روبرت فيسك، بعنوان «زوال الدولار»، ورد فيه أن دولاً عربية خليجية تخطط للتحول نحو سلة عملات منها الين الياباني واليوان الصيني والعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) إضافة إلى عملة خليجية موحدة تعتزم دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء الإمارات وعُمان، إصدارها كعملات للاتجار بالنفط. وأشار الى أن محادثات سرية في هذا الصدد عقدت بين وزراء مال ومحافظي المصارف المركزية في روسيا والصين واليابان والبرازيل. ونقلت الصحيفة البريطانية، أن مصادر خليجية وأخرى مصرفية صينية في هونغ كونغ، أكدت لها وجود مخطط لإنهاء تسعير النفط بالدولار، ما قد يفسر الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب. وتوقعت الصحيفة أن ينبري الأميركيون، وهم على علم بالاجتماعات لكن ليس بالتفاصيل، للتصدي بقوة لهذه «المؤامرة الدولية» من حلفاء أوفياء حتى اللحظة، هم اليابان ودول الخليج، على ما أورد التقرير. ويأتي التقرير بعد أن أعرب محللون ماليون في تموز (يوليو) الماضي عن قلقهم حيال مستقبل الدولار في الأشهر المقبلة، مبدين خشيتهم من «سيناريوات مظلمة» تنتظر العملة الأميركية لأسباب محلية ودولية. ورأوا ان عجز الموازنة وارتفاع الدين العام الأميركي وتحذيرات الصين من اللجوء إلى عملة احتياط جديدة، أخطار رئيسة تهدد أسعار الدولار،اضافة إلى القلق حيال احتمال اضطرار واشنطن إلى ضخ مزيدٍ من الأموال في السوق، إذا اتضح أن الانتعاش الحالي ليس أكثر من «قفزة قط ميت» وفق المصطلحات الاقتصادية. وأكد امس وزير النفط الكويتي الشيخ احمد عبدالله الصباح ان الدول العربية الخليجية المصدرة للنفط لم تجرِ أية محادثات لاستبدال الدولار في تجارة النفط. وقال نائب وزير المال الروسي دميتري بانكين: «لم نناقش هذا الموضوع على الاطلاق.» وتركز المناقشات بين المسؤولين الماليين العالميين في اسطنبول، على تصحيح الخلل التجاري الكبير الذي يمكن أن يزعزع استقرار الاقتصاد العالمي. ويعتقد الكثير من المحللين أن ضعف العملة الاميركية قد يكون ضرورياً لتقليص الخلل التجاري. ويقول محللون ان تغيير عملة تسعير الخام يحتاج جهوداً هائلة، بينما قد تجد الدول في شكل منفرد ان من السهل عليها نسبياً التوقف عن استخدام الدولار في تجارة النفط كما فعلت ايران.