بعد استحداث أجهزة نظام البصمة في معظم الدوائر الحكومية لإثبات الهوية وتسجيل وقت الحضور والانصراف، تواجه فئات محددة من المواطنين والمقيمين صعوبة في التعامل بها لانعدام البصمات لديهم، نتيجة لوجود خلل وراثي لدى البعض يمنع ظهورها، أو للإصابة بمرض جلدي لدى آخرين، يتسبب في مسحها، الأمر الذي يدفع بالجهات المعنية إلى اللجوء للطرق التقليدية للتأكد من هوياتهم. وقال المواطن طلعت جستنية معلم متقاعد «توقف جهاز البصمة عن إظهار معلوماتي عندما وضعت أصابعي عليه لختم جواز السفر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، حيث اضطرت جوازات المطار إلى الاستعانة برقم الهوية الوطنية للتأكد من بياناتي لتسهيل مروري بعد ذلك». في حين بين الموظف بشركة الكهرباء محمد راجح أنه واجه مشكلة في أخذ بصمته أكثر من مرة في الأحوال المدنية بسبب انعدام ملامح البصمة لديه، نتيجة إصابته بمرض السكري، حيث أصبح ينهي معاملاته بالطريقة اليدوية كالتوقيع وإبراز الهوية الوطنية. أما الطالبة هناء باقيس فأكدت أنها منذ ولادتها لم تظهر لها بصمة واضحة، وزادت» عانيت كثيرا جراء ذلك، حيث تم إيقافي عدة مرات أثناء السفر نتيجة التشكيك في هويتي الوطنية وإثبات عائلتي بعدم وجود بصمة للأصبع، ومع خضوعي للكشف الطبي اتضح أن عدم وجود بصمات لي عائد إلى مرض وراثي كانت تعاني منه جدتي يتمثل في عدم وجود بصمات لديها». يروي الموظف في أحد البنوك غسان فايز أن عمله في عدة بنوك استثمارية يحتم عليه لمس النقود باستمرار ما تسبب في اختفاء بصمة أصابعه، وقال «عانيت الكثير من المشاكل بسبب ذلك، فأصبحت أتعامل بالنظام اليدوي القديم لإنجاز أغلب المعاملات بدون بصمة». في المقابل، أكد استشاري الجلدية الدكتور سعيد أبو راشد، أن ذلك يحدث في حالات نادرة، وقال «يولد أشخاص من دون وجود بصمة بسبب نقص في جينات تسمى كيراتين 14، ويتم علاج ذلك بعقارات طبية تساعد على نمو الجلد مجددا لتبدأ البصمات بالظهور، إلا أن ذلك يحتاج إلى فترة طويلة لتبرز نتائجه». وأشار إلى أن تغيير البصمة أطلق عليه الباحثون «مرض تأجيل الهجرة»، كونه يتسبب في تأجيل سفر الأشخاص المصابين به عند محاولتهم إثبات هوياتهم الشخصية حال سفرهم. من جهته، أوضح مصدر مسؤول في الأحوال المدنية بأنه تم تطبيق نظام البصمة منذ 1430، حيث تم ربط جميع الخدمات التي تقدم في الأحوال المدنية والجوازات بنظام البصمة، واستطرد بالقول»واجهنا مشاكل محدودة مع أشخاص لا يملكون بصمات، حيث يتم اتخاذ إجراءات أخرى معهم للتأكد من هوياتهم، مثل مطابقة الهوية الوطنية ومطابقة العين والتوقيع»، مفيدا أن معظم الخدمات الالكترونية أصبح من السهل على الأفراد التعامل معها، مثل نظام «أبشر» الذي يتيح لولي الأمر الدخول على النظام ومتابعة الإجراءات بنفسه. كيف تختفي البصمة؟ ------------------------- - نقص في جينات تسمى كيراتين 14 - الإصابة بمرض السكري تخفي ملامح البصمة أحيانا - الإصابة بمرض جلدي تسبب مسحها - كثرة احتكاك الإصبع كوظيفة صرافي البنوك الحلول -------- - اللجوء للطرق التقليدية للتثبت من الهوية - استخدام أدوية لإنبات الجلد