ب «لمسة إصبع» أصبح من الممكن التعرف على الشخص، إذ تكفلت «البصمة» بحفظ «الهوية» الشخصية، من خلال تفعيلها في الأحوال المدنية والجوازات، إضافة إلى بعض المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة الخاضعة للتأمين الصحي. وقننت أنظمة الحضور والغياب من خلال تفعيل نظام «البصمة» والذي جاء عوضاً عن التوقيع الكتابي في «كشف الحضور» أو البطاقة الذكية أو الرقم السري، لتحديد وقت الحضور والانصراف والتوقيع والتأخير، تجنباً الوقوع في الكثير من أخطاء ومشكلات التلاعب في كشف الحضور والانصراف. ورغم أن جهاز «البصمة» أثبت كفاءته في العديد من المصالح والهيئات الحكومية والبنوك والشركات الكبرى، إلا أنه يبقى «سلاحاً ذا حدين» بين حفظه ل «الحقوق» وتهديده ل «الصحة»، إذ أكدت مديرة إدارة التوعية الصحية والطب الوقائي في إدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة منيرة بلحمر في حديث سابق إلى «الحياة» أنه يجب التعامل مع نظام البصمة بحذر، لانتقال الفايروسات مباشرة من خلاله. وقد حذّرت دراسة طبية من استخدام أجهزة البصمة الإلكترونية كونها تتسبب في حدوث طفرات، كما أنها تطلق أشعة x-ray وبالتالي تتعرض له اليد دون واق ما يركز عملية الإصابة، مشيرة إلى أن ضرر هذه الأجهزة لن يحدث على المدى القريب وقد يصل إلى أكثر من 10 أعوام. وشددت الدراسة على عدم سلامة استخدام بعض الوزارات والإدارات الحكومية والمنشآت الخاصة لأجهزة البصمة الإلكترونية، ما قد يتسبب في الأمراض الجلدية التي تسهم في نقل الجراثيم مثل الدمامل والفطريات من الموظفين المصابين بهذه الأمراض إلى الموظفين الأصحاء، إذ ثبت طبياً أن مثل هذه الأجهزة الإلكترونية تنقل أمراضاً خطرة مثل الجراثيم البكتيرية الموجودة في الإصبع. وتبقى «بصمة الوجه» الأرقى والأسرع والآمن، كما أوضحت إحدى المؤسسات المروجة لجهاز «بصمة الوجه»، معتبرتها الحل الأمثل في عصر التكنولوجيا، ما جذب الكثير من الشركات الكبرى لتفعيلها. وأوضح أحد موظفي المؤسسة إبراهيم عارف خلال حديثه إلى «الحياة» أن جهاز «بصمة الوجه» يتميز عن جهاز «بصمة الإصبع» برقي طريقته عبر التقاط صورة الوجه، وسرعته التي تستغرق ثواني أقل، وأمانه من مخاوف انتقال الفايروسات، خصوصاً في ظل انتشار فايروس «كورونا» الذي انتشر أخيراً. وأكد أن الكثير من الشركات الكبرى توجهت أخيراً، إلى تفعيل أجهزة «بصمة الوجه» لموظفيها عوضاً عن أجهزة «بصمة الإصبع» كحل ل «درء المفسدة»، في ظل المحافظة على «برستيجها». واعتبر الطبيب العام الدكتور باسل صقر خلال حديثه إلى «الحياة» أن «بصمة الوجه» تقنية آمنة وأفضل كونها لا تعتمد على الملامسة مقارنة ب «بصمة الإصبع» التي يرى أنها ليس لها أية مخاطر كما هو متوقع. وقال: « إن المخاوف المتفشية بين أفراد المجتمع حول بصمة الإصبع ليست واقعية، ومن ناحية علمية لا أعتقد أنها تنقل الأمراض كما هو متخيل، وبصمة الوجه تعتبر أفضل لتجنبها التلامس».