تمكنت دراسة علمية حديثة من اكتشاف الجينات التي تتسبب في إصابة الإنسان بمرض السكري النوع 2, وذلك عن طريق مقارنة الحمض النووي"دي إن آيه"، لمجموعة من الأشخاص يعانون المرض مع مجموعة أخرى غير مصابة بداء السكري. وخلصت الدراسة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، إلى وجود ارتباط وثيق لمرض السكر لدى المجموعة الأولى ب 12 نوعاً من الجينات, كما كشفت عن المخاطر التي أدت إلى إصابتهم بالمرض، علاوة على أن هذه الجينات تدخل في مكونات خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين الذي يتحكم بدوره في مستوى سكر الجلوكوز في الدم. وضم ّفريق الدراسة عدداً من الباحثين في جامعة أكسفورد البريطانية، ومجموعة من الخبراء من مختلف أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا، أجروا خلالها أبحاثاً في مجال أمراض السكري، وتمكنوا من تحديد الخيوط الهامة للأساس البيولوجي المسببة للنوع 2 من مرض السكري عن طريق مقارنة الحمض النووي لأكثر من 80,000 شخص مصابين بمرض السكري من النوع 2, مع ما يقرب من 40,000 غير مصابين بالمرض. وقام الباحثون بعد ذلك، بدراسة أخرى تم فيها فحص الاختلافات الجينية التي عثروا عليها في مجموعة المرضى بالسكري وكان عددهم 34,000 شخص مع مجموعة مقارنة أخرى تضم 60,000 شخص. وقال الدكتور جيم ولسون من جامعة أدنبرة "إن إحدى النتائج المثيرة جداً للاهتمام لهذه الدراسة هي أن جينات السكري تحتوي أيضاً على المتغيرات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى ليست لها صلة بداء السكري، بما في ذلك الأمراض الجلدية وسرطان البروستاتا وأمراض القلب والشرايين, وارتفاع الكولسترول, ما يعني أن التنظيم المختلف لهذه الجينات يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة". ومن جانبه، أوضح البروفيسور مارك ما كارثي من جامعة أكسفورد أنهم من خلال هذه الدراسة يطرحون أدلة بصورة تدريجية حول أسباب إصابة بعض الناس بمرض السكري، بينما لا يصاب البعض الآخر بالمرض مع إمكانية تطوير علاج أفضل، ومنع ظهور المرض في المستقبل. وأكد أن التحدي الذي يواجهونه حالياً، يكمن في تحويل هذه النتائج الوراثية وتفعيلها إلى طرق أفضل تستخدم لعلاج ومنع الإصابة بالمرض. يذكر أن العدد الإجمالي للجينات المرتبطة بمرض السكري التي تم اكتشافها حتى الآن بما في ذلك الجينات المكتشفة في هذه الدراسة قد وصل إلى 38 جيناً.