يبدو أن زمن الردود الرسمية على العملاء من قبل إدارات العلاقات العامة والإعلام في الشركات السعودية، والمؤسسات الخدمية الأخرى ذهب إلى غير رجعة في زمن تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي. تغريدة عبدالله السبيل استثارت امس شركات عددة ومؤسسات حكومية وخاصة ولازالت قائمة، فعندما قال (وقت اللياقة لو يتحمس فتح بحوشنا)، جاءه الرد سريعا من حساب وقت اللياقة "فيتنس تايم": مرحبا اخوي عبدالله، ممكن لو تكرمت تزويدنا بموقع ومساحة حوشكم. حساب موبايلي لم يفوت الفرصة فرد: خلوا لنا شوي من الوجهه الشرقية للحوش بنفتح فيها فرع. وهكذا جاءت ردود الشركات سريعا في محاولة استثمار التفاعل التغريدي كل من زاويته فشاركت غازكو طالبة تخصيص مساحة لخزانها، ثم دومنيوز بيتزا التي طلبت أخذ المطبخ، ثم شركة بوان متكفلة بمواد البناء فطيران ناس بعرض سفر، ثم بروجورايز، ثم بورش السعودية، فالتعاونية للتأمين، ثم دانكن دونتس، وتطبيق عقار. قبل أن يدخل قطار الرياض بقوة طالبا موقع من المنزل كمحطة مترو، ثم ماكدونالدز وعدة شركات أخرى وايضا حساب وزارة العمل الذي دخل على الخط وطالب بالابلاغ عن المخالفين من هؤلاء عبر هشتاق كن نظامي. "مال" سألت متخصصا في التسويق عن ما حدث وهو سلطان المالك نائب رئيس لجنة التسويق في غرفة الرياض، فقال حركة عفوية رائعة بعيدة عن المألوف في التسويق، تم من خلالها تسخير والاستفادة من تويتر بشكل ايجابي وعفوي ودعائي مجاني. وأضاف، دخول وتفاعل الشركات كان رائعاً وبإسلوب انسجم مع بداية الموضوع من الأخ عبدالله السبيل، وردة فعل فتنس تايم كانت رائعة وهي التي جذبت الآخرين للتفاعل. ويشير المالك إلى أننا نعيش في عصر متغير وتتجدد فيه الوسائل، والشرائح المستهدفة اختلفت واصبح الوصول لها بأساليب تقليدية مكلف وغير فعال كفعالية الوصول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه قال ل "مال" عبدالله العقيل نائب الرئيس للاتصال والاعلام في شركة بوان، إن هذا التفاعل يعبر عن روح العصر، ويعكس التحول الذي تعيشه إدارات التواصل الاجتماعي، معتبرا أن كثير من الجهات سواء الحكومية أو الأهلية أسندت مسئولية الردود لشباب متخصصين في التواصل الاجتماعي يتناغمون مع طرح المغردين في السعودية. ورأى العقيل أن من شأن التفاعل مع هذه الأحداث بهذه الروح، استقطاب المغردين بحيث يكونون أكثر قربا الى الجهة وخدماتها. لكنه حذر من الاسراف في هذا التوجه. ووصف ما حدث بأنه أمر جديد في ساحة التواصل التسويقي في السعودية وأسلوب يدل على شبابية المجتمع مما يعتبر نقله جديدة للتفاعل بين ما يعرف بال "البراند" او الهوية التجارية. ويعود نائب رئيس لجنة التسويق في غرفة الرياض ليستبعد تأثير ما حدث بشكل سلبي على العلامة التجارية بل يرسخها في أذهان شرائح جديدة. وهنا يلخص عبد الله العقيل وهو أحد الكوادر المتخصصة في الهوية التجارية، الفائدة العائدة على العلامة التجارية لشركة فيتنس تايم، فيقول، ما حدث من إشهار لهذه العلامة بهذا الأسلوب المرح والجديد يعادل حملة بملايين الريالات كان من الممكن ان تتكبدها الشركة لو رغبت في إشهار علامتها عبر وسائل الاعلام التقليدي وقد لاتجد نفس التأثير الذي احدثته هذه الليلة دون ان تدفع ريالا واحدا.