بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس لقاء قمة مع السعودية وحلفاء خليجيين آخرين سعيا لإقناعهم بالتزام واشنطن بأمنهم رغم بواعث القلق العميقة لدى الزعماء العرب من الجهود الأمريكية للتوصل الى اتفاق نووي مع إيران. ويستضيف أوباما زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي الست في قمة نادرة الحدوث بمنتجع كامب ديفيد الرئاسي حيث يواجه تحديا يتمثل في تهدئة مخاوفها من تراجع دور الولاياتالمتحدة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابا واسعا. ويسعى أوباما أيضا للضغط على هذه الدول للعمل معا من أجل الدفاع عن نفسها. وستخيم على اللقاء أجواء من التوتر بسبب السياسة الامريكية ازاء ايرانوسوريا وانتفاضات الربيع العربي كما خيم على القمة بالفعل قرار بعض الدول المشاركة إيفاد ممثلين ينوبون عن الزعماء. وقرر العاهل السعودي الملك سلمان الغياب عن القمة وايفاد ولي العهد الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان. وقال البيت الأبيض إن هذه القرارات لا تنم عن فتور وصور القمة على انها اجتماعات عمل لا مناسبة لالتقاط الصور. لكن مسؤولين أمريكيين قللوا أيضا من فرص التوصل إلى أي انفراجة كبيرة. وقال مسؤولو البيت الأبيض إنه لن تكون هناك اتفاقية رسمية للدفاع كما كان يريد بعض الزعماء الخليجيين وإنها ستنتهي على الأرجح بإعلانات أكثر تواضعا بشأن نظم متكاملة للدفاع الصاروخي بالصواريخ الباليستية وتيسير وصول الأسلحة وزيادة المناورات العسكرية المشتركة. ويضم مجلس التعاون الخليجي في عضويته السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان. وبعد أن انتقل أوباما والزعماء الخليجيون إلى كامب ديفيد في طائرة هليكوبتر جلسوا داخل مركز المؤتمرات بالمنتجع في جلسة عمل هي الأولى ضمن ثلاث جلسات أثناء القمة التي تستمر يوما واحدا. وعندما سمح للصحفيين بدخول القاعة لفترة وجيزة شوهد أوباما وهو يبتسم ويتجاذب أطراف الحديث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. ومن المقرر أن يعقد أوباما مؤتمرا صحفيا في الساعة الخامسة عصرا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (2100 بتوقيت جرينتش). * قلق بشأن اتفاق مع إيران ------------------------------------- يشعر الزعماء العرب بالقلق من ان يؤدي قرار رفع العقوبات عن ايران في اطار اتفاق نووي الى تمكين طهران من العمل على زعزعة استقرار المنطقة خاصة في دول مضطربة مثل سوريا واليمن والعراق. وتأكيدا لهذه المخاوف قال مسؤولون أمريكيون إن زوارق إيرانية أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه سفينة شحن ترفع علم سنغافورة في المياه الدولية بالخليج يوم الخميس مما دفع السفينة للفرار إلى المياه الإقليمية الإماراتية. وتجري الولاياتالمتحدة وخمس قوى عالمية اخرى محادثات مع طهران للحد من أنشطة برنامجها النووي. وتحتاج إدارة اوباما الى كسب تأييد مجلس التعاون الخليجي للاتفاق أو على الأقل خفض حدة أي انتقاد له بهدف المساعدة في اقناع الكونجرس المتشكك بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة. ورغم ان الرئيس الامريكي لن يطرح معاهدة أمنية فإنه سيسعى الى تهدئة مخاوف زعماء الخليج بشأن التزام الولاياتالمتحدة بتلبية احتياجاتهم الدفاعية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست يوم الاربعاء "محور المحادثات هو: ماذا سنفعل لتحديث وتعميق هذا التعاون الامني؟" وأضاف "جل ما يفكر فيه الرئيس هو مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام المعدات التي لديها لتحسين تنسيق جهودها وتحسين ما تقدمه من أمن لمواطنيها."