نقلا عن الوطن السعودية : عبد الهادي السعدي الوطن: ألو... الأستاذ جميل الذيابي؟ جميل: نعم أنت الآن مدير جريدة الحياة في السعودية؟ نعم هل صحيح أن دخولك جريدة الحياة... وش فيه؟ أن فيه تحدي؟ نعم أتيت إلى الحياة وأنا أرفع راية التحدي. التحدي على من؟ التحدي أولا على نفسي. في أي مساء أو صباح دخلت جريدة الحياة؟ في ليلة لندنية. كنت وقتها في لندن؟ نعم. لماذا في لندن؟ للدراسة. أول عمل صحفي في حياتك؟ في جريدة الرياض. في أي قسم بجريدة الرياض؟ في الثقافة والمحليات. من كان زميلك في تلك الفترة بالرياض؟ نايف رشدان. تسكعت قبل أن تدخل جريدة الرياض؟ لم أتسكع بل عملت مراسلا وقتها. كم سنة استغرق عملك؟ قرابة أربع سنوات بالرياض. وبعدها أين انتقلت؟ انتقلت إلى لندن وأسست مجلة مع شريك. أنت ماذا كنت تعمل أصلاً في لندن؟ قلت لك للدراسة. في أي جامعة؟ في جامعة ردنك أدرس علاقات دولية. والمجلة التي أسستها استمريت بها؟ لا عملت بالشرق الأوسط. عبر أي شخص دخلت الشرق الأوسط؟ عبر الأستاذ عبدالرحمن الراشد. من تذكر من الزملاء في الشرق الأوسط؟ أذكر محمد العوام كان نائب رئيس التحرير وقتها. ما هو عملك في الشرق الأوسط؟ منسق دسك وعناوين. وبعد ذلك انتقلت إلى جريدة الحياة؟ نعم اتصل بي داوود الشريان. اتصل بك الشريان وأنت أين؟ وأنا في لندن. وداوود كان في لندن؟ داوود اتصل بي من الرياض يعرض علي المجيء لتولي الحياة. كيف تتولى الحياة؟ أن أصبح مديرا لمكتب الحياة بجدة. هذا في البداية؟ نعم هذا هو التحدي الأول. وبعدها استلمت إدارة التحرير؟ نعم أصبحت مدير تحرير طبعة الحياة السعودية. كم طبعة كانت؟ ثلاث طبعات: طبعة الرياضوجدة والشرقية. في لندن من كان يملك الحياة؟ الحياة يملكها الأمير خالد بن سلطان. كان يوجد بها لوبي عربي كبير؟ من كل الجنسيات العربية وحتى كتاب أجانب. كان الرهان أن تقود الحياة كما هي؟ نعم هكذا كان عشمهم بي. ما هي الصعوبات التي واجهتك وأنت تقود الحياة؟ تحديات كثيرة لكن أذكر منها شح الكوادر الصحفية بالمملكة بالإضافة إلى أن بناء صحيفة مكتملة يتطلب جهدا. وكم استمر الوقت حتى اكتمل هذا الجهد؟ حوالي ثلاثة أشهر. وتم الإصدار؟ نعم تم العدد الصفر. وانطلقت الحياة؟ بالضبط. من كان رفيق دربك في هذا المشوار؟ محمد علي فرحات وهو مثقف عربي. ومن من زملائك وقف معك في مهمتك؟ وقف معي العديد من الزملاء على سبيل المثال مصطفى الأنصاري وناصر الحقباني وميسر الشمري وأديب أغا. هؤلاء وقفوا معك؟ نعم ولاحقا استعنت بمعاوية ياسين وطلال الشيخ وإيمان القحطاني وأسماء المحمد. بهذه الكوكبة استطعت أن تقود الحياة؟ طبعا. هل كان هناك من يشكك بقدرتكم؟ بعض الكتاب نعم شككوا بقدرتنا. أذكر عبدالله بخيت قال لا يمكن أن تنجح وأن الحياة تضيع نفسها. وبعد أن نجحتم؟ بعد أن نجحنا أغلبهم اتصل بنا واعتذر وقالوا أنت تتقدم بالحياة. هل تحمل إلهاما صحفيا حتى نجحت؟ أنا ابن المهنة... أفهم. كيف ابن المهنة؟ أفهم في العلاقات وأفهم في الصياغة التحريرية وفي القوالب المهنية ولأن الصحافة فن فأعتقد أنني قادر على العزف على أوتارها. في لندن هل حدث أنك عشت أجواءها الثقافية والجدلية مع المثقفين والسياسيين؟ أذكر في كوفي جلري كان هناك مجموعة من المثقفين العرب. أذكر أنني دخلت مع أحد هؤلاء في نقاش طويل حتى إنه قال لي أن ولدي أكبر منك. من هذا الشخص؟ لا داعي لذكر اسمه. لماذا؟ أصبح فيما بعد من أعز الأصدقاء. ماذا أعطتك لندن؟ أعطتني الشيء الكثير. نهلت من بيئات ثقافية وفكرية متنوعة يتعايش فيها البريطاني والعربي ويشكلون تيارات مختلفة. أكيد دخلت مبني الصحف في لندن؟ نعم دخلتها. ما الفارق بين صحفنا وصحف لندن؟ في لندن يكتبون بلا شلل ولا أحد يعيق ما يكتبون بينما نحن نختلف... يعتمدون على التوثيق ونحن نعتمد على الروايات وبعضها مختلقة. كيف تقضي وقتك وتفاصيلك في لندن؟ أكثر الوقت أقضية بالمكتبة وأحيانا مع بعض الأصدقاء. مثل من الأصدقاء في لندن؟ مثل الصديق عثمان العمير ومحمد العوام وموسى عبدالرحمن وعبدالوهاب بدرخان. متى انفكيت من بداوتك؟ لم أنفك من بداوتي.. أنا بدوي من رأسي حتى قدمي. حدثنا عن تجربتك في جدة؟ أنشأت مدرسة الحياة لاستقطاب الصحفيين والمواهب. اسمها مدرسة الحياة؟ نعم وتدرب المواهب على العمل الصحفي وفعلا أنجبت مجموعة من الصحفيين الجيدين. في الحياة لازلتم تعتمدون على الخبر السياسي؟ نعم. أكثر الصحف الآن تعتمد على قضايا الرأي العام وأصبح الخبر السياسي ثانوي من حيث الأهمية؟ لا توجد صحيفة تتنازل عن الخبر حتى الصحف الغربية ونحن في الحياة اتخذنا طريقة في صناعة الخبر وهي القصة والفكرة. أول حوار أو خبر نشرته في بداياتك الصحفية؟ مقال ركيك نشرته في جريدة البلاد. هل كان لديك حب للصحافة منذ الصغر؟ كنت أشتري الجريدة من مصروفي المدرسي آنذاك. كل صحفي يمر ببعض السقطات هل تذكر موقف ما؟ أذكر في لندن أنني أجريت مع وزير أردني حوارا، إلا أنني عندما وصلت المكتب وجدت أن المسجل لم يسجل وراحت علي مقابلة الوزير الأردني. هل حرية الصحافة الآن تختلف عما كانت عليه في السابق؟ الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعطى الصحافة السعودية حريتها. كونك حضرت افتتاح جامعة الملك عبدالله ما هو انطباعك؟ جامعة الملك عبدالله فتح كبير. هل تعتقد أنها تجاوزت المألوف التقليدي وأنها رفعت رأس المواطن السعودي كونها إنجاز علمي هائل؟ بكل تأكيد جامعة الملك عبدالله مفخرة لكل مواطن سعودي وهي نقلة هائلة نحو المستقبل وهي واجهة حضارية وثقافية أمام العالم. هل حدث أن ألغيت ماده تحريرية أو خبرا ما نتيجة تلفون أو توجيه ما؟ لم يحدث لأنني من النوع العنيد. كيف عنيد؟ سبق أن تعرضنا لحجب لمدة أربعة أيام بسبب مقال للزميل عبدالعزيز السويد. في هذه أنا معك، الكل يقول إنكم في الحياة وقفتم مع زميلكم، وفي المعني البلدي «ماخليتو خويكم»؟ نعم وزير الإعلام السابق إياد مدني أراد إيقاف الزميل السويد عن الكتابة. لماذا؟ بسبب مقالاته لأن الوزير يرى أنها تجاوزت الخط الأحمر. كيف هي العلاقة بينكم وبين الناشر الأمير خالد بن سلطان؟ سمو الأمير دائما يوصينا بالمصداقية والموضوعية واحترام القارئ. من هو نديمك أو صديقك الذي لا يمر يوم دون أن تتصل به أو تراه؟ هو الأمير فيصل بن مقرن بن عبدالعزيز. أطلنا عليك أخي جميل حوارنا انتهى ونشكرك. عفوا.