تنوعت ردود أفعال الأكاديميين والسياسيين العرب عامة، والسعوديين خاصة، تجاه قرار مجلس الأمن الدولي، والذي قضى اليوم بالموافقة على مشروع القرار العربي بشأن اليمن، المتضمن حظر توريد الأسلحة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح. واعتبر الكتاب والسياسيون العرب أن قرار مجلس الأمن يعد إنجازا جديدا للدبلوماسية السعودية في عهد الملك سلمان، كما يعزز من قدرة عاصفة الحزم السعودية على معاقل الحوثيين في اليمن، في تحقيق أهدافها المرجوة منها. وكان مجلس الأمن الدولي، قد وافق اليوم بأغلبية 14 دولة من أصل 15 على مشروع القرار بشأن اليمن، والذي يفرض حظرا على توريد الأسلحة للحوثيين والقوات الموالية لصالح، حيث صوتت جميع دول المجلس لصالح المشروع باستثناء روسيا. (شؤون خليجية) رصدت أبرز تعليقات المفكرين والسياسيين الخليجيين حول هذا القرار، وانعكاساته على الأوضاع في اليمن وباقي المنطقة العربية. دعوة مبطنة لوقف الحرب: من جانبه قال الإعلامي والأكاديمي السعودي د. محمد الحضيف: إن قرار مجلس الأمن الصادر اليوم بشأن فرض الحظر على توريد الأسلحة لميلشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح، قد ينطوي على دعوة مبطنة للسعودية لوقف الأعمال الحربية. وتابع الحضيف - في تصريحات خاصة ل"شؤون خليجية" - أنه يقرأ هذا القرار من زاويتين مختلفتين: الأولى، أن هناك شيئا كبيرا أنجزته قوات التحالف على الأرض، والموافقة على القرار من الدول الكبرى خصوصا ينطوي على دعوة مبطنة للمملكة لوقف الأعمال الحربية. أما الزاوية الثانية، فهي عدم استخدام روسيا "الفيتو"، وهي حليف لإيران، وكانت قد أعلنت عن موقف عدائي ضد عاصفة الحزم، وهذا يعتبر نوعا من الاعتراف بهزيمة في اليمن للحليف الإيراني، لن يمنع وقوعها أي فيتو. يثبت أركان عاصفة الحزم: أما الدكتور نايف العجمي - وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق بدولة الكويت – فقد اعتبر في تغريدات له عبر موقع تويتر أن قرار مجلس الأمن اليوم هو انتصار للدبلوماسية الخليجية في مجلس الأمن. وقال مغردا عبر تويتر: "قرار مجلس الأمن اليوم هو انتصار للدبلوماسية الخليجية واستمرار عاصفة الحزم بثبات، يعزّزان ثقتنا بالتحالف الذي تقوده المملكة". لا يأتي على كل ما في النفس: وعلق الدكتور محمد السعيدي - الأكاديمي السعودي وأستاذ أصول الفقه بالمملكة - على هذا القرار، عبر حسابه الشخصي في تويتر قائلاً: "أبلغ التهاني للمسلمين ودول التحالف تتقدمها بلادنا بالانتصار السياسي في مجلس الأمن وهو أقل ثمار وحدة القرار فاسعوا إلى أعلاها". وتابع السعيدي قائلاً: "وإن كان قرار مجلس الأمن لا يأتي على كل ما في النفس، إلا أنه ومع ذلك يعد بعون الله باكورة انتصارات سياسية دولية لم تشهد مثلها الأمة منذ تأسيس الأممالمتحدة". الرياض عاصمة القرار العربي: وقال الكاتب الصحفي القطري عبد الله العذبة - رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية - في تغريدات له عبر تويتر: "قرار مجلس الأمن اليوم يدعم عاصفة الحزم التي انطلقت من المملكة، ويؤكد أن الرياض عاصمة القرار العربي بلا منازع، وإن غضب من غضب يا إخوان يا مسلمين". وتابع قائلاً: "مجلس الأمن أقر عقوبات على الجنرال المخلوع عفاش، وابنه، ونشكر الرياض عاصمة القرار العربي فهي تعرف ما تفعل يا إخوان". يعكس المفاوضات الخليجية المضنية: أما الإذاعي والتلفزيوني السعودي الدكتور مساعد المحيا، فاعتبر عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر، أن القرار جاء بعد مفاوضات مضنية، بذلتها المملكة ودول الخليج خلال الأيام الماضية وقال: "فضل الله علينا كبير". استئناف لثورة فبراير اليمنية: أما الكاتب السعودي جمال خاشقجي، والمقرب من دوائر صنع القرار في السعودية، فغرد عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً: "ما يجري في اليمن وكأنه استئناف لثورة فبراير2011 ضد نظام ع ع صالح، ولكن بقواعد جديدة تلغيه تماما وتتبنى كل مطالب الشباب وبرعاية خليجية أيضا". وتابع قائلاً: "الدبلوماسية السعودية تستعيد عافيتها وحيوتها مع عاصفة الحزم، وبدليل أن الصين صوتت لصالح القرار الخليجي بمجلس الأمن". واختتم تغريداته قائلاً: "كلما يتحقق نصر أو تقدم في عاصفة الحزم أقول اللهم اجعلها سورية أيضا". القرار يعيد اليمن: الشاعر القطري محمد بن فطيس المري، غرد عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً: "عاصفة الحزم تعيد لنا يمننا، وتُعيد الدول تحت مظلة الرياض عاصمة القرار العربي التي بدورها ستعيد ترتيب المنطقة". وفي نفس السياق، غرد الأكاديمي السعودي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد قائلاً: "يثبت تبني القرار الأممي الثقل الكبير للمنظومة الخليجية التي تملك قوة اقتصادية هائلة، كما يثبت أن الأمم تحترم القوة والإرادة وعاصفة الحزم". هذا وينص القرار على مطالبة جماعة الحوثي بتنفيذ 7 مطالب رئيسية، وهي "الكف عن استخدام العنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة الإضافية التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن، والامتناع عن الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات ضد الدول المجاورة، والإفراج عن اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع في اليمن، وعن جميع السجناء السياسيين، وجميع الأشخاص الموضوعين رهن الإقامة الجبرية أو المحتجزين تعسفيا، وإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم وتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوفهم".